البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - أدى عزوف المواطنين عن استعمال مياه الحنفيات للشرب بسبب حالة الهلع التي خلفها انتشار وباء الكوليرا في عدّة ولايات من شمال الوطن ، إلى إقبال غير مسبوق على قارورات المياه المعدنية خلال الساعات الأخيرة ، وهو سرعان ما تسبب وبشكل آلي في ارتفاع أسعار المياه المعبأة مع تسجيل نقص ملحوظ لهذه السلعة على مستوى مخازن التوزيع ، حسب ما عبّر عنه أصحاب محلات تجارية لبيع المواد الغذائية بالتجزئة. وعلى الرغم من طمأنة مصالح الجزائرية للمياه التي تزوّد معظم ولايات الوطن بمياه الشرب ، على لسان مديرها العام إسماعيل عميروش، في تصريح للتلفزيون الجزائري، بأن مياه الحنفيات التي تزوّد المواطنين بمياه الشرب "سليمة وصالحة للشرب" ، وطالبا المواطنين بعد التخوّف من استعمالها، فإن فئة معتبرة من سكان المناطق التي أعلنت عن تسجيلها حالات للإصابة بوباء الكوليرا دخلوا في حمى اقتناء المياه المعدنية التي تكاد تختفي في المحلات تجنّبا لشرب مياه الحنفية المشكوك في صلاحيتها للاستهلاك خوفا من الوباء الذي يفترض أنه انقرض من الجزائر منذ سنوات. وقال صاحب أحد محلات المواد الغذائية في العاصمة إن إقبال المواطنين الغفير على شراء المياه المعدنية جعلها تنفذ بسرعة خلال ساعات، مؤكدا أن الأمر ينطبق على مخازن توزيع هذه المادة بالجملة ، حيث أصبحت القارورات بمختلف العلامات شبه مفقودة في السوق. ولم تشمل هذه الحمى الجميع ، حيث تمسك مواطنون بالاستمرار في شرب المياه من حنفيات منازلهم التي يعتبرونها أفضل من ناحية النوعية واحترام الشروط الصحية من المياه المعبأة بمختلف علاماتها التجارية ، فيما لم يستبعد آخرون أن تكون أطراف ما وراء حالة الهلع والتوجّس التي أصابت المواطنين تجاه المياه من أجلة تحقيق أغراض غير بريئة . وكانت إدارة مستشفى بوفاريك بولاية البليدة قد أفادت في وقت سابق من اليوم بارتفاع عدد الإصابات بوباء الكوليرا إلى أكثر من 100 حالة، مشيرة إلى أن الحالات المسجلةتخضع لرقابة طبية مشددة، مع عزلها بشكل تام عن العالم الخارجي حتى لا تنتقل العدوى، بعد أن أعلنت وزارة الصحة رسميا أمس الخميس عن ظهور وباء الكوليرا في كل من العاصمة، البليدة، تيبازة و البويرة.