تهافتت العديد من العائلات بولاية البليدة منذ الإعلان عن الإصابات المؤكدة بحالات داء الكوليرا على اقتناء عبوات المياه المعدنية تجنبا منها للإصابة بهذا الداء الخطير وذلك بالرغم من تطمينات مسؤولي الصحة التي أكدت أن "الماء مستبعد تماما وليس مصدر للمرض". وعرفت المساحات الكبرى والمحلات التجارية، أمس، حسبما لاحظته وكالة الأنباء تهافتا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء هذه المادة الأساسية وذلك بالرغم من تطمينات الجهات الوصية بسلامة وصحة مياه الحنفيات. في المقابل، غابت وعلى غير العادة، طوابير المواطنين الذين اعتادوا على اقتناء مادة اللبن المحضر لدى المحلات خوفا من الإصابة بهذا الداء، حيث بدت العديد من المحلات ببني مراد وزبانة و باب الخويخة وغيرها التي كان يصطف أمامها مستهلكو هذه المادة المفضلة لدى البليديون كل يوم الجمعة - حيث لا تخلوا موائدهم من طبق الكسكسي المصحوب باللبن- وهي خالية على عروشها. كما تعالت الكثير من الأصوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالشأن المحلي إلى مقاطعة شراء هذه المادة المحضرة لدى بائعي اللبن تفاديا لوقوع إصابات محتملة، فيما نادت أخرى القائمين على مصانع المياه المعدنية بتخفيض أسعار القارورة الواحدة بسعة لتر ونصف إلى عشرة دنانير حتى تكون في متناول الجميع، لاسيما المتضررين والقاطنين في البيوت القصديرية ومن فئة ذوي الدخل الضعيف. وأعاب العديد من المواطنين الحالة المزرية التي أضحت عليها شوارع وأسواق المدينة، حيث أكوام النفايات المترامية بالقرب من الأسواق وتناقل هؤلاء صور النفايات في كل من السويقة وباب الجزائر وحي "عدل" ببراكني ووادي بني عزة وغيرها، محملين المسؤولين أسباب الوضع التي أضحت عليه مدينتهم التي كانت قد استعادت في وقت ليس ببعيد بريقها ولقبها المعهود، داعين إياهم إلى "التحرك في أقرب وقت لتفادي ظهور حالات وأوبئة أخرى". كما تناقل العديد من متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي مختلف المعلومات خاصة بهذا الداء، وكيفية انتقاله من شخص لأخر، لاسيما عن طريق المصافحة أو عن طريق الماء مثلا أو الخضر والفواكه الملوثة. وتتمثل أعراضه بدخول الجرثوم لجسم الإنسان في فترة تتراوح ما من أربع ساعات إلى أربعة أيام حتى تظهر الأعراض المتمثلة في آلام في البطن وتعب شديد ثم إسهال وغثيان مع غياب الحمى. وأوصت مديرية الصحة بالولاية عبر صفحتها في الفايسبوك بضرورة غسل اليدين جيدا بالصابون، لاسيما السائل منه، وغسل الخضر والفواكه بطريقة جيدة باستعمال ماء جافيل وعدم استعمال مياه مجهولة المصدر والحذر من استعمال مياه الأودية وكذا الآبار غير المراقبة. حالة استنفار واسعة بمستشفيات الولاية وشهدت مستشفيات الولاية منذ أول أمس حالة استنفار واسعة، حيث تم تجنيد العديد من الأطباء لاستقبال المرضى المشتبه إصابتهم بداء الكوليرا. كما شهد مستشفى بوفاريك، حيث تقبع الحالات المؤكدة إصابتها وتلك المشتبه فيها حالة تطويق قصوى للوباء وتم منع زيارة الأهالي لأقاربهم المصابين، لا سيما بعد ارتفاع عدد الحالات التي استقبلها المستشفى والمشتبه فيها إلى أكثر من مئة حالة، حسب مصادر استشفائية. وأوضحت ذات المصالح أن 23 حالة غادرت المستشفى بعد تلقيها العلاج وتحسن وضعيتها الصحية في الوقت التي أشارت فيه إلى أن "الوضع متحكم فيه". وتنحدر الحالات المصابة بهذا الداء من ولايات تيبازة والبويرة والجزائر العاصمة وكذا البليدة، حيث تم التأكيد إلى غاية أول أمس الخميس الإصابة بداء الكوليرا، في انتظار ما تسفر عنه النتائج المخبرية لمعهد باستور بالنسبة لباقي المصابين.