قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس، إنه مستعد ل''انتقال سلمي ودستوري'' للسلطة في البلاد، موضحا في بيان صدر عن المكتب الرئاسي''انسجاما مع تصريحات عدة أدلى بها، ليس للرئيس أي تحفظات لنقل سلمي وسلس للسلطة في إطار دستوري''. وكان الشباب المحتجون المطالبون بإسقاط النظام في اليمن قد أعلنوا رفضهم لإجراء أي حوار مع صالح لنقل السلطة، مشددين على رحيل النظام ''بكل رموزه''. وذلك ردا على المبادرة الخليجية التي تنص على تسليم الرئيس السلطة لنائبه. وبالمقابل، أعلنت المعارضة البرلمانية عن الترحيب بمقررات وزراء خارجية مجلس التعاون بشأن اليمن وقالت إنها ستدرسها في اجتماع تعقده قريبا. وقال القيادي في حركة الشباب عادل الربيعي ''نحن لا تعنينا أي نتائج تأتي عن طريق التفاوض بين السلطة والمعارضة ولا تحقق أهدافنا المتمثلة أولا برحيل النظام بكل رموزه''. وأضاف ''لا نقبل بأي التفاف على ثورتنا ولن نعلق بأكثر من هذا على مقررات اجتماع الرياض'' مشيرا إلى أن ''هذا الموقف هو موقف شباب التغيير في كل الساحات''. من جهته، قال المتحدث باسم اللقاء المشترك الذي تنضوي تحت لوائه أحزاب المعارضة البرلمانية في اليمن محمد قحطان ''نحن نرحب بما صدر عن وزراء خارجية مجلس التعاون''، مضيفا ''سندرس هذه النتائج في اجتماع للقاء المشترك''. وكان وزراء دول مجلس التعاون الخليجي التي تقوم بوساطة في اليمن، طلبوا من صالح التنحي لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي ضمن عملية انتقالية سلمية في اليمن. كما دعا وزراء المجلس في أعقاب اجتماعهم أول أمس في الرياض إلى ''تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسيا وامنيا واقتصاديا ووضع دستور وإجراء انتخابات''. وتتضمن المبادرة الخليجية لحل الأزمة المستفحلة في اليمن، تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة، وتسليمها إلى نائبه، وتشكيل حكومة مؤقتة، تعكس النسيج اليمني، يناط بها تنظيم انتخابات عامة. ويرى محللون أنه نظرا لغموض موقف الرئيس صالح، فإن أي حل للأزمة يبقى بعيد المنال. ومن الناحية النظرية، فإن صالح وافق على الاستقالة، لكنه مازال يكرر أنه ''لن يتخلى عن شعبه''. من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن المبادرة الخليجية ربما ولدت ''كسيحة'' نتيجة تصريحات الرئيس صالح بعدم جدواها. لكن يبدو أن آخرين أكثر تفاؤلا بفرص نجاح المبادرة، ويعزون تعليقات صالح السلبية تجاه المبادرة إنما هي محاولات منه لكسب المزيد من الضمانات قبل أن يتنحى، خصوصا ضمان عدم ملاحقة أفراد أسرته الذين يتقلد كثير منهم مناصب مهمة في الدولة. وهو يتعرض إلى ضغطهم.