على الرغم من تعرض الناس كافة للإصابة بأنواع مختلفة من الصداع على مدار السنة، إلا أن الأمر المحير هو أن الصداعات، عموماً، تعد من أقل الأمراض التي يمكن فهمها في عالمنا. وفي الحقيقة يمكن لكن أنواع الصداع أن تكون اعراضاً لكثير من الأمراض أو الحالات، ولذلك يصعب غالباً التحديد الدقيق للسبب الحقيقي للصداع. وهنا أنواع الصداعات الشائعة، التي يعاني منها الانسان. انواع الصداع الصداع التوتري الصداع العنقودي صداع الجيوب الأنفية الشقيقة (الصداع النصفي) الصداع الملح صداع العين صداع الإعياء صداع الإمساك صداع الروماتيزم الصداع المرضي صداع أورام المخ الصداع النفسي الصداع الذي قد يصعب تقييمه التهاب أعصاب مؤخرة الرأس التهاب أوردة جانب الرأس الصداع التوتري وهو أكثر أنماط الصداع شيوعاً، وينجم عن الإرهاق والضغوط، ومن صدمة عاطفية ومن التعرض لصوت عالٍ. ومن وجهة نظر طبية، يمكن للمرء أن يختبر مثل هذا الصداع بهيئتين، فقد يكون عرضياً أو مزمناً. ويبدأ ألمصداع التوتر من أسفل الجزء العلوي من الرقبة والرأس. وفي بعض الحالات، يشعر بعض المصابين بغثيان ويفاجئهم قيء حتى في حالة الألم المعتدل. ومعالجة صداعات التوتر -التي تصيب مؤخرة الرأس- بالمسكنات ليس إلا حلاً مؤقتاً ولذلك باتت الحاجة ملحة لإيجاد طريقة لإراحة العضلات. وقد وجد بعض الناس أن ملينات العضلات، فاعلة لكنها مجرد حل إسعافي محدود. ويجد آخرون الراحة بأخذ دش ساخن، والبعض يستخدم ضمادة ساخنة أو يخضع لتدليك "مساج" لإراحة العضلات. وبعض الناس وجدوا فائدة في وسائط الراحة التأملية، والبعض يلجأ إلى حلقات رياضة "اليوجا" لتخفيف التوتر. والناس الذين يمكثون جالسين ساعات طويلة على كرسي مكتب، في مواجهة كمبيوتر، أو يقودون سيارة لمسافات بعيدة هم أكثر عرضة للصداعات التوترية، لأن العضلات تضيق وتتيبس وتسبب ضغطاً على قاعدة الجمجمة وعلى الجزء العلوي من العمود الفقري. وينصح الأطباء أي شخص يشتبه في أن الصداع الذي يعانيه ناجم عن الأسباب السالفة، بأن يتوقف عن العمل بصورة متقطعة على مدار اليوم لتمديد وتمرين عضلاته قليلاً لتفكيكها وجعلها مرنة ومسترخية. الصداع العنقودي بخلاف صداع التوتر، يمكن للصداع العنقودي أن يكون مؤلماً جداً. والسبب الذي يؤدي لهذا النوع من الصداع لا يزال لغزاً بالنسبة للطب. وعلى الرغم من أن بعض المشكلات التي تحدث أسفل المهاد في المخ يشار إليها باعتبارها السبب الرئيس. وإذا كنت تمر بتغييرات مفاجئة في نهج نومك المعتاد، فقد تتسبب هذه التغييرات في تعريضك للصداع العنقودي. وبمعزل عن الألم المتغلغل، يشعر المصاب كذلك بسخونة أو لهيب حول منطقة الوجه، مثل حرقة في العينين والأنف. وعادة يدوم الألم نحو ساعة.
صداع الجيوب الأنفية يؤدي التهاب الجيوب الأنفية للإصابة بصداع الجيوب. وأبرز الأعراض المصاحبة لصداع الجيوب الأنفية هي التهاب "أو حرقة" في العيون، وفي الوجنات وكذلك في الممرات الأنفية. وفي بعض الحالات، يمكن للألم أن يخترق منطقة الوجنات والأنف. ويمكن لحركات الرأس المفاجئة أن تزيد الألم. الشقيقة (الصداع النصفي) وأبرز أعراضه تتلخص في ألم حاد في جانبي الرأس، وإلى جانب ذلك فقد يشعر المصاب بتسارع وكثافة في النبضات. وتشمل الأعراض الأخرى، الغثيان، والشعور بالتعب، والقيء، وفقدان الشهية وضبابية الرؤية. ومشكلة هذا النوع من الصداع تكمن في أنه قد يدوم لفترة طويلة، وهو بذلك يربك الحياة اليومية للمصاب به. ، "الشقيقة في الشتاء والوقاية منها" ، "الصداع النصفي و تداعياته المرضية" الصداع المُلحّ وهذا النوع من الصداع لا يزول، ولا يكفيه قرص أو قرصان من مسكنات الألم، وعندئذٍ لابد من التوغّل لاستطلاع أسبابه. وبعد الفحص قد يكون سبباً يسيراً أو قد يكون سبباً مركباً، لذا يجب ألا تنسى أن الصداع ليس إلا عرضاً لأمراض عدة، وفي مواضع عدة في الجسم.
صداع العين هو واحد من أسباب الصداع الشائعة، وهو عادة من النوع غير الحاد، ويجيء بعد القراءة أو الخياطة، لا سيما والنور ضعيف، وموضعه مقدمة الرأس، عادة، وقد ينسبه صاحبه إلى مؤخرة العين، والعين ذاتها قد تتألم، ويتألم الجفن ويثقل. صداع الإعياء قد يكون من أسباب هذا الصداع التعب الشديد، وصفته تكون كصفة الصداع الذي ينشأ من إجهاد العين، وهو يبدأ عادة في ضحى النهار ثم يشتد. والمجهود العقلي إذا اتصل يأتي بوجع قد يشكو منه صاحبه فيقول إنه كالحِمْل الثقيل يحمله الرأس من فوقه، أو هو كالنطاق دائر حولَ رأسه يشدّ على جبهته. صداع الإمساك وهو كثير الوقوع، وصاحبه يقوم من فراشه صباحاً بصداع، غير حاد، ويصحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام. أو هو صداع يأتي بعد ليلة أسرف فيها صاحبه في الطعام أو الشراب، وعَصَت على أثرها أمعاؤه فلم تفرغ. صداع الروماتيزم قد يكون الروماتيزم من أعراضه. وفي هذه الحالة يكون غالباً في مؤخر الرأس والعنق، ويصحبه إحساس بتعب عام وقلة ارتياح. الصداع المرضي من أنواع الصداع ما يعرف بالصداعات المرضية. وقد سميت بذلك لأنها تعجز صاحبها فلا يستطيع أن يواصل عمله، ومن أسمائها: الأصدعة الصفراء، والأصدعة نصف الجمجمية، وصفاتها تختلف باختلاف الفرد، ولكن تجمعها صفات عامة. ويصف الأطباء مثالاً نموذجياً منها فيقولون إنه صداع يصحبه غثيان، فهو يأتي نوبات، يفرّق بينها أسبوع أو شهر أو زمن أطول، وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر، فيرى صاحبه أضواء ترقص، وقد يرى نقاطاً، وقد يَعْمَى عمىً طارئا قصيراً، فلا يرى أشياء في أوسط مجال البصر، أو أشياء على الجانب، وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشدة، ينحصر في نصف واحد من الرأس (ومن أجل هذا سمي النصفي) وصاحبه يَمْشط شعره من فوقه فيتألم كثيراً، والمصاب يحسّ باختلال مزاج واسترخاء، ويحس بالدوار، ويمتنع عليه العمل كان ما كان، وينتهي بأن يُفرغ المريض ما في المعدة، ثم يسقط على الفراش لينام.
صداع أورام المخ هناك صداعات أخرى تنشأ من أسباب هي في الرأس ذاته، نتيجة مرض فيه أو خراج، أو التهاب سحاء، ويكون الألم في الصباح عادة، ثم يخف كلما تقدم النهار، ويزيد فيه الانحناء أو التوتر، أو حتى السعال. وباطراد المرض يبلغ صاحبه حالاً يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلاً للخلاص إلا الرقاد في سكون كامل. الصداع النفسي وينجم عن بعض اختلالات في الجسم. ومن أمثلة ذلك حكاية فتاة كانت تشكو صداعاً مستمراً، وتتعاطى أقراصاً علها تذهب به فما يذهب، ودام الحال سنتين، وفحص الطبيب جسمها فلم يجد فيه ما يعزو إليه الصداع، فاتجه يفحص الفتاة نفسها، فعرف أنها متزوجة، وأن لها حماة تكرهها، وتتدخل في أمورها فتعكّر عليها صفوها، وهذه الحماة بدأت تدمر حياة هذه الفتاة بإهدار كرامة الزوجة إعلاناً في جمع من صاحباتها، وظل هذا الحادث حياً في ذاكرتها، لا تستطيع نسيانه أبداً. وبعدما اطّلع الطبيب على كل هذا عمل على تفادي أسبابه، وعندئذ فقط انقطع صداع الفتاة، فلم يعد إليها.
الصداع الذي قد يصعب تقييمه الصداعات التي تصيب مؤخرة الرأس، تكون أصعب بعض الشيء في تقييمها. وغالباً توصف بكونها أعراضاً مصاحبة لضغوط حياتية أو توتر، ولذلك يطلق عليها "صداع التوتر". وهذه الصداعات يمكن أن تنجم عن تشنج في العضلات العلوية للظهر والأكتاف، وفي الأغلب يتلاشى هذا الصداع عندما تتم معالجة آلام العضلات. وصداع التوتر يمكن معالجته بمسكنات الألم، ومنها مثلاً الأسبرين والنابروكسين أو الأيبوبروفين.
التهاب أعصاب مؤخرة الرأس إذا كنت تعاني تيبساً في عضلات مؤخرة أكتافك، وفي الجزء العلوي من الظهر وفي الرقبة، من الممكن أن تصاب بصداع في خلفية الرأس، وأحياناً ينجم الصداع في مؤخرة الرأس عن أعراض أكثر تعقيداً ومن حالات يصعب تشخيصها. وأحد الأسباب الشائعة لهذا النوع من الصداع - غير المرتبط بالتوتر - هو التهاب أعصاب مؤخرة الرأس الناجم عن صدمة أو رض، أو من التهاب يصيب عصب الأوكسيبتال (عصب مؤخرة الرأس). ولعل أفضل طريقة لتشخيص هذا الالتهاب - الذي يصيب أعصاب الرأس الخلفية - هي أن يقوم الطبيب بعمل تخدير موضعي لكي يتمكن من معرفة ما إذا كان تجميد العصب يريح المصاب أم لا. وفي الأغلب يصف الأطباء عقار "غابابينتين" الذي يتميز بفعاليته ونجاعته في معالجة آلام الأعصاب.
التهاب أوردة جانب الرأس هناك حالات نادرة، يعاني فيها بعض الأشخاص من حالة تسمى ب"التهاب أوردة جانب الرأس"، وهو عرض قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى. وهذا النوع من الصداع يحس به المصاب عادة على جانبي الرأس، لكنه يظهر أيضاً في مؤخرة الدماغ بسبب تجاور ومحاذاة أوردة خلفية الرأس مع الأعصاب (أعصاب خلفية الرأس). وعموماً يصيب هذا الصداع من تخطوا سن الخمسين، فإذا كنت ضمن هذه الفئة العمرية وتعاني على نحو مفاجئ صداعاً في مؤخرة الدماغ، فاستشر طبيباً في أسرع وقت ممكن. وحتى إذا كنت تشغل وظيفة تتطلب منك الجلوس لفترات طويلة، لا تفترض أنك مصاب فقط بصداع توتري بسيط، فهنالك الكثير من الحالات الأشد خطورة والتي يمكن للصداع في مؤخرة الرأس أن يكون من أعراضها. ولذلك ينبغي عليك استشارة طبيب إذا اختبرت أي نوع من أنواع الصداع الذي يصيب خلفية الدماغ. وفي الأغلب، يمكن معالجة صداعات مؤخرة الرأس بعقاقير مقاومة الالتهابات، التي لا تحتوي على ستيرويد، وبإجراء تدليك للكتف والرقبة، ووضع ضمادة ساخنة، أو ببعض تقنيات الإراحة والهدوء. والأمر المهم الذي ينبغي تذكره هو ضرورة مقابلة الطبيب إذا عانيت صداعاً استمر معك لأكثر من يوم.
علاقة التغذية بالصداع لا شيء يمكن أن يكون أكثر إزعاجاً من الإصابة بالصداع بانتظام. فالصداع يعطل حركة المصاب به ويثير أحياناً شعوراً بالنرفزة والاستثارة. وهنالك كثير من العوامل التي تسبب هذه الآلام، ولكن الأمر المهم هو أن ندرك أن الطعام يمكن أن يخفف أو يفاقم الصداع. فثمة أغذية تحرض الالتهابات وأخرى تقاومها. أما الأطعمة التي تفاقم الصداع فإنها تحتوي عادة على مادة "تايروسين" (مادة مجبنة)، وهذه المادة تتحول لمادة تايرامين "وهي مادة أمينية" في أجسامنا، وهذه المادة الأمينية "الحمضية" تسبب تخثر الأوعية الدموية في الدماغ.
الأغذية التي تزيد الصداع منتجات الألبان عموماً، خصوصاً الأجبان المتخمرة والصلبة. وكلما كان الجبن صلباً تزداد مقدرته على التسبب بالألم. الشوكولاته، والقهوة السوداء، والمُحليات المصطنعة. صلصة أو مرقة الصويا (غير العضوية). الأغذية المعلبة التي تحتوي على مواد حافظة. بعض الناس لا يستطيعون تحمل الغلوتين (العناصر الغروية)، ولذلك ينبغي تجنب الدقيق الأبيض لتخفيف الصداع النصفي. والحبوب الأخرى التي تحتوي على غلوتين هي: الشعير والشوفان. بعض الناس ينتابهم صداع بعد تناولهم للمكسرات. الإفراط في احتساء الكحول يسبب ألماً أعمق من الدوار التقليدي. تجنب الإفراط في تناول السُكّر والمُحليات. التوابل والبهارات الكثيرة تخلق حالة من عدم الارتياح. الإكثار من الملح يؤدي لحجز المياه في جسم الإنسان ويحفز الصداع. عدم شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم التي تؤدي بدورها إلى لشعور بعدم الارتياح.
الصداع عند الأطفال الصداع لدى الأطفال هو أحد الأسباب الرئيسة التي تستدعي عرضهم على الطبيب. لأن أسباب الصداع لديهم عديدة، فالأطفال دائماً يشكون من الصداع بمعدل نحو سبعة في المئة منهم و15 في المئة من اليافعين. والصداع يمكن أن يؤثر سلباً في أنشطة الطفل. فالأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لا تشخص حالتهم بدقة لهذا لا يعالجون. ولا بد من تتبع تاريخ المرض وعدد حالات حدوثه ومدة استمراريته وشدته والأعراض المصاحبة له. وهل في تاريخ العائلة حالات صداع نصفي؟ لأن هذا مؤشر لتشخيصه، والأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم تاريخ مسبق من المعاناة من مرض الحركة والدوار vertigoوزغللة بالعين. ويعاني خمسة في المئة من الأطفال و17 في المئة من اليافعين من الصداع النصفي. و60 في المئة من الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي هم من الذكور و70 في المئة منهم لهم تاريخ أسري للصداع النصفي في العائلة. وأغلبية صداع الأطفال النصفي هي من النوع العادي الذي لا يؤثر في الحركة والرؤية، عكس الصداع النصفي التقليدي الذي يسبب زغللة في العين ووهن في العضلات. والأطفال الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، 15 في المئة منهم يعانون من الصداع المتردد الذي يكون سيئاً في الصباح أو الذي يحدث في الوقت نفسه كل يوم. والألم يتغير حسب وضع الرأس، وقد يقع في العينين. ويستمر الرشح والاحتقان والكحة لأكثر من عشرة أيام وقد تظهر الحمي. ويمكن ظهور الصداع نتيجة خبطة بالرأس وقد يكون حاداً وقد يستمر لعدة شهور. وقد يكون بسبب الصرع. ولاسيما بعد النوبة أو قبلها.