البلاد - رياض.خ - عالجت محكمة جنايات الاستئناف لوهران، أخطر قضايا الاتجار الدولي في المخدرات القادمة من الجارة المغرب إلى ليبيا مرورا على الجزائر وبالتحديد وهران عاصمة الغرب الجزائري، وذلك بعد تأجيل النظر 3 مرات لجلسة محاكمة ستة متهمين يقودهم البارون الدولي "التبسي " نسبة إلى مسقط رأسه ولاية تبسة. وأفضت الجلسة الجنائية إلى عقوبات ثقيلة من نوعها في حق المهمين الموقوفين، بالحكم على 20 سنة سجنا نافذا ضد البارون "م. ن. ت« المكنى "التبسي" المبحوث عنه سابقا في ثلاث مذكرات توقيف صادرة كلها عن مجلس قضاء تلمسان. فيما تم إدانة خمسة متهمين آخرين بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا لاتهامهم بالمشاركة في جريمة التهريب الدولي للمخدرات، والانتماء إلى عصابة تنشط عبر حدود دول الجوار. فيما التمس ممثل الحق العام حكما بالمؤبد ضد الجميع لخطورة التهم التي لاحقت المتهمين الستة. وبينت مجريات المحاكمة، أن العصابة الاجرامية الدولية التي كان يديرها "التبسي" البالغ 45 عاما، كانت تهرب المخدرات من منافذ حدودية واسعة بالمنطقة المسماة "سيدي الجيلالي" على الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب وتخزينها في عين الترك بوهران قبل نقلها إلى المنطقة الحدودية الدبداب بولاية اليزي، بمشاركة رعية ليبية ينحدر من قبيلة التوارق قبل إدخالها إلى ليبيا عبر منطقة غدامس الحدودية، التي تشكل مثلث حدود ليبيا مع كل من الجزائر وتونس، وتفيد محاضر الضبطية القضائية التي عرضت أمام هيئة المحكمة الاستئنافية الجنائية، أن العصابة تم تفكيكها من قبل فصيلة الأبحاث للمجموعة الاقليمية لدرك وهران، استغلالا لعمل استعلاماتي دقيق يفيد بوجود تشكيل عصابي دولي ينقل المخدرات من المغرب إلى ليبيا، مرورا على الغرب الجزائري. وقاد البحث الأمني إلى مداهمة مستودع كبير سري ب«فيلا" رجل أعمال شهير بالمدينة الساحلية عين الترك بوهران، وأسفرت العملية عن حجز 5 قناطير من الكيف المعالج مغربية المصدر معبأة في "كرتونات "الطماطم المصدرة، تنتظر موعد نقلها إلى إليزي عبر شاحنة مخصصة لنقل الطماطم للجنوب الشرقي من الوطن تمهيدا لادخالها إلى غدامس الليبية بمساعدة "ليبي تارقي"، وبينت المحاكمة أن الجهود الأمنية كللت بإحباط إبرام صفقة دولية بين جزائريين وليبيين وحجز 4 مركبات من نوع لوڤان و«داسيا" وبيجو 208 ومركبة تجارية من نوع رونو طرافيك، بالاضافة إلى مصادرة ما قيمته 450 مليون سنتيم كانت بحوزة البارون "التبسي" الذي تم إيقافه وهو بصدد دخول ملهى ليلي بعين الترك. الملاحقات الأمنية كللت بتوقيف خمسة متهمين آخرين يعتبرون شركاء البارون الدولي، الذي اعتاد على التصدير الدولي للمخدرات من الجزائر إلى ليبيا باستغلال فيلا صديقه بعين الترك المبحوث عنه منذ نوفمبر 2017. وحسب مرافعة الطرف المدني، فإن القضية فجرتها المصالح الأمنية بتاريخ 5 ديسمبر 2015، واستطاعت التحريات الأمنية أن تفك لغز المسارات التي كانت تتخذها العصابة من نقل وتهريب يالمخدرات إلى الجزائر انطلاقا من بلدية سيدي الجيلالي القريبة من الشريط الحدودي مع المغرب وذلك باستغلال الطرق الاجتنابية بين العامرية إلى غاية عين الترك للحيلولة دون الوقوع في قبضة المصالح الأمنية التي تراقب نقاط الطريق السيار شرق غرب انطلاقا من مغنية إلى وهران، مرورا بعين البرد في سيدي بلعباس.