استبعاد عقد مؤتمر استثنائي قبيل الرئاسيات بسب ضيق الوقت البلاد - عبد الله نادور - يشرف يوم السبت، معاذ بوشارب، باعتباره منسقا للهيئة الجماعية المكلفة بتسيير حزب جبهة التحرير الوطني، على انتخاب مرشح الأفلان بالجزائر العاصمة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، بعد العطلة المرضية التي أودعها جمال ولد عباسو عقب الوعكة الصحية التي ألمت به. يخلف اليوم، وبصفة رسمية، معاذ بوشارب، رئيس المجلس الشعبي الوطني، الأمين العام للحزب جمال ولد عباس، في الإشراف على انتخاب ممثل الحزب في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الغرفة العليا للبرلمان. ويبدو أن بوشارب يحظى بدعم الجيل الجديد في الحزب العتيد، وكان أولى مؤشرات الدعم والتي ظهرت جلية خلال جلسة التصويت على مشروع قانون المالية، الخميس الماضي، بالمجلس الشعبي الوطني، حيث تلقى التهاني والتبريكات من قبل زملائه بعد "تعيينه" على رأس الهيئة الجماعية المكلفة بتسيير الحزب خلال الفترة القادمة. ورجح عضو من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، فضل عدم الكشف عن هويته، فرضية استمرار قيادة معاذ بوشارب للحزب خلال الفترة الحالية وإلى غاية المؤتمر القادم، الذي سيكون سنة 2020. وحسب المصدر ذاته، فإن فرضية استمرار بوشارب على رأس الحزب العتيد قوية، بالنظر للعديد من المعطيات، أبرزها استعداد الحزب لمعركة سياسية حاسمة تتمثل في انتخابات التجديد النصفي، والتي تحتم على الأقل في الوقت الراهن الإبقاء على بوشارب الذي يحظى بدعم الجيل الجديد من المناضلين باعتباره شابا، ويشرف على تسيير الهيئة التشريعية ممثلة في المجلس الشعبي الوطني. كما يستقبل الحزب العتيد أكبر الاستحقاقات الانتخابية في البلد، على بعد أقل من خمسة أشهر فقط، وهي رئاسيات أفريل 2019، وهو ما يجعل "الوقت ضيقا" للتحضير لمؤتمر استثنائي أو حتى استدعاء اللجنة المركزية لاختيار قيادة جديدة للحزب، خاصة وأن استدعاء الهيئة الانتخابية للرئاسيات من المتوقع أن تكون مباشرة بعد الانتهاء من انتخابات التجديد النصفي لأعضاء "السينا"، وذلك خلال شهر يناير من سنة 2019، وبذلك يدخل الحزب العتيد في السباق مباشرة بالتنسيق مع أعضاء "الائتلاف الرئاسي". ومن بين نقاط القوة التي تلعب حاليا لصالح بوشارب، هو أنه يحظى بدعم رئيس الحزب، عبد العزيز بوتفليقة، فبعد تزكيته من قبله واختياره لرئاسة المجلس الشعبي الوطني خلفا للسعيد بوحجة، ها هو يُختار أيضا لرئاسة الهيئة الجماعية المكلفة بتسيير الحزب في المرحلة القادمة، خلفا لجمال ولد عباس. وأمام بوشارب في الوقت الحالي، مهمة جد أساسية، تتمثل في الإبقاء على حالة الاستقرار والتماسك التي تميز الحزب ولو ظاهريا، لتمرير انتخابات "السينا" في كل هدوء، والسعي لتحقيق الأهداف المسطرة من قبل الأمين العام جمال ولد عباس، وهي الإبقاء على صدارة الحزب العتيد في الغرفة العليا للبرلمان، ثم التحضير للرئاسيات، وفي الوقت نفسه السعي للتقريب بين الأفلانيين الغاضبين من ولد عباس، ومحاولة جلبهم للحزب وإعادتهم للواجهة، والعمل على المصالحة بين الأجيال، وهو الأمر الذي قد يؤهله لقيادة الأفلان كأمين عام بعد 2020، إن حظي أيضا بتزكية من رئيس الحزب.