البلاد - عبد الله نادور - يلتقي يوم الأحد، بمقر التجمع الوطني الديمقراطي، مسؤولو "الائتلاف الرئاسي" الذي أعلن عن تشكيله منذ أسابيع قليلة وينتظر أن يتدارس هذا اللقاء عددا من النقاط، أبرزها مبادرة حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، بالإضافة لدراسة تاريخ تنظيم الحفل الرسمي لإعلان التحالف ودراسة بنود ميثاقه. وينتظر أن يكون اجتماع مسؤولي "الائتلاف الرئاسي" ، في مقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي ببن عكنون، فاصلا في ملف المبادرة التي طرحها عمار غول الأسبوع الماضي، حيث ينتظر أن يخصص الحيز الكبير من النقاش ل«مبادرة الجزائر الجديدة" التي طرحها أحد أضلاع التحالف الرئاسي، خاصة وأن هذا الأخير لم يستشر بقية زملائه في التحالف، رغم لقاء سابق جمعه مع منسق هيئة تسيير الحزب العتيد، معاذ بوشارب. ولكن لا يخفى على أحد من متابعي الساحة السياسية أن عمار غول لم يسبق له ولن يتجرأ على طرح مماثل، إلا إذا تلقى الضوء الأخضر وهو الذي أكد "المبادرة لا تنطلق من فراغ"، وهو ما سيتبين خلال الأيام القادمة. سرعة كبيرة تعرفها الساحة السياسية من حيث المبادرات والمستجدات والمواقف، فبعد أن خرج مقري في تغريدة له للمطالبة بتأجيل الرئاسيات القادمة، أتبعه بعده بمدة زمنية قليلة عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ليطالب بندوة وطنية يشترك فيها جميع الجزائريين. فيما لم يمانع تأجيل الرئاسيات، حيث اعتبر أن الندوة أولى من الاستحقاقات القادمة بالنظر للظروف التي تمر بها الجزائر. ويبدو أن الساحة السياسية تتجه نحو توافق بخصوص المرحلة القادمة. فبعد مبادرة تجمع أمل الجزائر وترحيب عبد الرزاق مقري ببعض البنود مع طرح لعدد من الشروط، يبدو جليا أن التوافق حصل على تأجيل الرئاسيات القادمة إلى إشعار آخر، ضمن أجندة تحتاج إلى مزيد من النقاش والحوار لتتبين تفاصيلها. ومن خلال هذا يتبين جليا، التوافق ولو جزئيا، مع جزء من مكونات الطبقة السياسية، هو مطلب تأجيل الرئاسيات القادمة، حيث أكد مقري أنه "لا مانع من تنظيم ندوة حوارية إذا وافقت عليها الأطراف، باعتبار أن قبول فكرة الندوة هو استجابة لأحد بنود المبادرة الوطنية في الفقرة السابعة". كما أن أحد ملامح التوافق بين الطرحين يتمثل في فترة زمنية محددة متفق عليها. كما أن غول لم يتحرج في آخر ندوة صحفية نظمها من إمكانية طرح القضايا السياسية للنقاش وجعلها من القضايا التي تناقشها الندوة. كما يستذكر المتابعون أن مقري ومعه المعارضة سبق وأن دعت لندوة وطنية تشارك فيها السلطة، وهو الطرح الذي يتبناه غول الذي يؤكد أن مقترحه قائم على رعاية وإشراف رئيس الجمهورية للندوة الوطنية. ومن خلال هذه الملاحظات، يتبين أن التوافق بدأ يتشكل ولو نسبيا بين أحد أقطاب الساحة السياسية، مقري المعارضة وغول من الموالاة. كما دخل على الخط المنتدى العالمي للوسطية ورئيسه أبو جرة سلطاني، الذي اعتبر تأجيل الرئاسيات بالنظر للظروف الحالية "ضروري" وقدم مبرراته التي سبق وأن نشرتها "الجزائر الآن". مع العلم أن هذا المنتدى يضم العديد من التوجهات ومختلف الفاعلين السياسيين ومن المجتمع المدني.