خرج الثلاثاء، آلاف الطلبة والأساتذة والمحامين في مسيرات احتجاجية في الجامعات وفي الشارع، تنديدا بإيداع رئيس الجمهورية، بالمجلس الدستوري، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، داعين إياه إلى العدول عن التقدم إلى الانتخابات. وتدفقت تعزيزات أمنية مكثفة في العاصمة والولايات الكبرى لمرافقة "الحراك السلمي" دون حدوث أي مناوشات بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وسار طلبة متظاهرون في شوارع عدد من المدن. فيما اكتفى آخرون بالاحتجاج داخل الحرم الجامعي بعد ما منعوا من مغادرته، في وقت "قاطع" فيه عديد الطلبة الدراسة. وفي العاصمة، خرجت حشود من الجامعة المركزية يوسف بن خدة إلى ساحة أودان في مسيرة انطلقت منذ ساعات، ضمت طلبة من كل التخصّصات قادمين من كل معاهد وجامعات العاصمة، رافعين شعارات التغيير وأصوات الشعب الرافضة لتمرير العهدة الخامسة. ووسط تعزيزات أمنية مشددة حاولت منع تقدّم المحتجين نحو شارع ديدوش مراد ونهج محمد الخامس، واصل حشد مسيرة أودان بمئات الطلبة القادمين من مختلف الجامعات. شعارات الطلبة المناهضة للسلطة، ساندتها وقفة أساتذة جامعيين عبر مختلف الجامعات بما فيها الجامعة المركزية وجامعة الجزائر 3 دالي براهيم، الذين رفعوا لافتات على غرار "الجزائر حرة وديمقراطية" و«الجزائر بالشعب وللشعب". وتجمع طلبة القطب الجامعي بالقليعة في ولاية تيبازة، بساحات المدارس العليا، رافعين شعارات مناهضة للعهدة الخامسة وحاولوا تنظيم مسيرة خارج أسوار القطب، غير أنهم منعوا من قبل عناصر الدرك الوطني. كما شهدت المدرسة العليا للبحرية ببواسماعيل وقفة احتجاجية نظمها الطلبة الذين هتفوا ضد العهدة الخامسة. وخرج المئات من طلبة جامعة "عبد الرحمن ميرة" ببجاية في مسيرة انطلقت من القطب الجامعي "تارقة أوزمور"، وصولا إلى مقر الولاية تعبيرا عن رفضهم للعهدة الخامسة. فيما شن طلبة كلية الحقوق بقطب بودواو إضرابا عن الدراسة، كما نظم العشرات من الثانويين مسيرات عفوية جابت مختلف شوارع مدينة بجاية. وخرج طلبة جامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة في مسيرة سلمية. كما واصل طلبة جامعة سعد دحلب "البليدة1" ، تظاهرتهم السلمية للمطالبة بالتغيير ومنع الطوق الأمني خروج الطلبة من الحرم الجامعي، ما حال دون خروج الطلبة للشارع، غير أن الطلبة المتواجدين خارجه تظاهروا بالطريق العام. وشهدت جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو الأجواء نفسها تقريبا، حيث نظم الطلبة تجمعا خلال فترة الظهيرة، ليخرجوا في مسيرات سلمية باتجاه شارع لعمالي أحمد بوسط المدينة، مرورا بدار الثقافة مولود معمري، وصولا إلى مقر الولاية، ليتجمعوا أمام مبنى الولاية رافعين لافتات وشعارات تتضمن المطالب نفسها التي خرج لأجلها الطلبة الجامعيون عبر عديد المناطق، ليتفرق بعدها المتظاهرون في أجواء سلمية وهادئة وسط حضور أمني مكثف. وتجمع طلبة جامعة سكيكدة أيضا داخل القطب الجامعي للولاية، كما رددوا النشيد الوطني في ظل تواجد امني حال دون خروج الطلبة إلى الشارع، والتحق بهذا الحراك المحامون الذين نظموا تجمعا أمام محكمة الولاية. وبولاية ڤالمة، خرج طلبة جامعة 8 ماي 45 في مسيرة سلمية حاشدة انطلاقا من الحرم الجامعي باتجاه الشوارع الرئيسية لوسط المدينة، لتتوقف الحشود عند المعالم التاريخية للولاية، منها المخلدة لمجازر 8 ماي، وكذا أمام النصب التذكاري للرئيس الراحل هواري بومدين، وتواصلت المسيرة السلمية في تنظيم محكم في حضور واضح لعناصر الأمن. وبولاية وهران، نظم آلاف الطلبة من مختلف الجامعات والكليات والمعاهد، مسيرة سلمية وسط تعزيزات أمنية مشددة، وتجمعت حشود الطلبة مرردين شعارات التغيير وضرورة عدول الرئيس عن الترشح، مطالبين بتحسين أوضاعهم الجامعية، والاجتماعية. وواصل الجميع السير عبر شارع جيش التحرير الممتد على طول حوالي 7 كلم، ليتجمعوا ثانية وسط المدينة بساحة أول نوفمبر، حيث التحق بهم مواطنون من مختلف الشرائح. وبجنوب الوطن، شهدت ولايات غرداية، الوادي، بشار، أدرار، تندوف وتمنراست مسيرات مماثلة ردد خلالها المتظاهرون شعارات تؤكد على ضرورة الحفاظ على الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية وعلى ثوابت الهوية الوطنية، مشددين على سلمية هذه المظاهرات الشعبية التي جرت وسط تعزيزات أمنية وانتهت في هدوء.. المشاركون في هذه المسيرات رفعوا الرايات الوطنية، هاتفين بشعارات "سلمية سلمية" و«جزائر حرّة ديمقراطية"، ومرددين الأناشيد الوطنية. وانضم محامو ولاية ورڤلة، إلى الحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة، بتنظيمهم وقفة احتجاجية أمام محكمة ورڤلة رفعوا من خلالها شعارات منددة بخرق الدستور والالتفاف حول إرادة الشعب. وقال المحتجون إنهم وبصفتهم حامون للقانون، فإنهم يرفضون المهازل الحاصلة لاسيما مصادرة حق الشعب في التعبير عن رأيه الرافض لترشح الرئيس لعهدة خامسة، وأعرب هؤلاء عن تضامنهم المطلق مع الآلاف التي خرجت في مسيرات سلمية رافضة لخرق الدستور، مطالبين بوجوب احترام القانون ورأي الشعب الذي هو مصدر كل سلطة. وقررت منظمة محامي ولاية تيزي وزو، أمس، تجميد نشاطها على مستوى مجلس قضاء تيزي وزو والمحاكم التابعة لها بإقليم الولاية، يومي الأربعاء والخميس، للتعبير عن وقوفها إلى جانب الحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة.