لم يكن، يوم الأحد، عاديا بالنسبة للعاصميين، فقد كان امتدادا للحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر يوم الجمعة الفارط، إذ فرض طلبة الجامعات الحصار على العاصمة بأكملها ومداخلها المختلفة، لدرجة اضطر الأمن لاستخدام الغازات المسيلة للدموع لتفرق جموع المتظاهرين من الطلبة الذين خرجوا للمرة الثانية على التوالي من الجامعات للاحتجاج على ترشح بوتفليقة لعهدة جديدة، كما تحتم عليهم غلق منافذ الطرق السريعة مما صعب يوم الجزائريين في التنقل والالتحاق بمنازلهم. انتفض الطلبة عبر سبع جامعات للمرة الثانية على التوالي في أقل من خمسة أيام، ضد ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، بعدما نجحوا في تنظيم مسيرات سلمية بالشوارع، غير أن الطلبة بالجامعة المركزية "بن يوسف بن خدة" اكتفوا بالاعتصام عند مدخل المؤسسة، بعدما أجهضت المصالح الأمنية محاولات خروجهم إلى الشارع، فيما تم توقيف عدد كبير من الطلبة على مستوى بن عكنون بعدما حاولوا التسلل إلى المجلس الدستوري. ورغم محاولات الطلبة بالجامعة المركزية "بن يوسف بن خدة"، منذ الساعات الأولى من صباح الأحد الخروج في مسيرات في الشارع، إلا أن عناصر الشرطة كانت بالمرصاد وقامت بتطويق المكان وأغلقت كل أبواب الجامعة لتجنب أي انزلاقات، حيث اكتفى الطلبة في بداية الأمر ولساعات بالاعتصام داخل المؤسسة الجامعية رافعين شعارات "طلبة غاضبون للخامسة رافضون" ومرددين لشعارات "حرية حرية"، "جزائر حرة ديمقراطية"، بسبب التطويق الأمني الكبير الذي فرض عليهم، غير أنهم تمكنوا فيما بعد في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا من مباغتة عناصر الشرطة والخروج من الجامعة متسللين أين مشوا على الأقدام باتجاه شارع ديدوش مراد، ليتفقوا على التجمهر بساحة أودان. كما أوقفت العناصر الأمنية عديد الطلبة أمام مقر وزارة الأشغال العمومية الكائن ببن عكنون، الذين تجمهروا بداية الأمر أمام مدخل كلية الحقوق القديمة، ليتسلوا فيما بعد نحو المجلس الدستوري بنية منع بوتفليقة من إيداع ملف ترشحه لعهدة رئاسية خامسة. وتصدت فرق التدخل السريع للدرك الوطني باب الزوار لمسيرة لطلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث أغلق الطريق السريع الرابط بين العاصمة والمطار بحي الموز، إضافة للطريق الوطني رقم 5 غير بعيد عن مقبرة العالية. فيما فُرضت تعزيزات مشددة للدرك الوطني، حيث تم استعمال قنابل مسيلة للدموع لتفريق جموع الطلبة المتجمهرين. كما تم غلق الطريق السريع الرابط بين حيدرة وبن عكنون جزئيا بسبب خروج أعداد من طلبة كلية الإعلام والاتصال، والحقوق بعدما حاولوا التسلل نحو المجلس الدستوري، حيث وجد مستعملو الطريق صعوبات كبيرة في التنقل. بعضهم خرج إلى الشوارع في مسيرات ضدّ "الخامسة" آلاف الطلبة في مظاهرات جديدة عبر الجامعات تنظيم محكم واحتجاجات سلمية وحكمة مصالح الأمن تجنب الانزلاقات شهدت غالبية الجامعات والمراكز الجامعية عبر الوطن، الأحد، مسيرات ووقفات احتجاجية لطلبة، مناهضة لترشح للعهدة الخامسة. ونجح الطلبة ببعض الولايات في اختراق الأطواق الأمنية، وجابت مسيراتهم الشوارع، في حين اكتفى آخرون بالتظاهر داخل أسوار الجامعة، بعدما منعوا من مغادرة الحرم الجامعي. وكباقي الاحتجاجات السابقة تميزت مظاهرات الطلبة بالسلمية والتنظيم المحكم. خرج الآلاف من الطلبة بولاية جيجل في مسيرة سلمية في إطار الحراك الشعبي، وانطلقت مسيرة الطلبة من أمام الجامعة الرئيسية بعاصمة الولاية، مرورا بالحي الإداري ثم مبنى الولاية إلى غاية مقر بلدية جيجل، كل هذا في إطار تنظيم محكم وسط الهتافات والزغاريد. في الوقت الذي نظم فيها طلبة القطب الجامعي الواقع بمنطقة تاسوست وقفة سلمية لذات الغرض. وفي الطارف تجمع مئات الطلبة في ساحة جامعة الشاذلي بن جديد رافعين الأعلام الوطنية، وهتفوا بصوت واحد "لا للخامسة"، وفي سكيكدة انتفض طلبة جامعة 20 أوت 1955 مجددا، وخرجوا في مسيرة سلمية حاشدة، وهتف الطلبة الذين منعتهم قوات الأمن من الخروج في مسيرة صوب عاصمة الولاية، ضدّ العهدة الخامسة. تلاميذ المتوسط والثانوي يلتحقون بالطلبة كما جدد صبيحة الأحد، آلاف الطلبة بجامعة الثامن ماي 45 بقالمة، احتجاجهم وخرجوا في مسيرة سلمية انطلاقا من مقر الجامعة بأعالي المدينة، وتوجهوا نحو وسط المدينة، عبر الشوارع الرئيسية مرددين عبارات "لا للعهدة الخامسة"، وقد تزامنت مسيرة الطلبة من مختلف كليات الجامعة، مع خروج تلاميذ بعض المتوسطات والثانويات، بوسط المدينة والذين انضموا إلى مسيرة الطلبة، ووصل المحتجون إلى النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين، أين علقّوا الرايات الوطنية. ونظم الأحد، طلبة جامعة الشهيد عباس لغرور، بولاية خنشلة، مسيرة سلمية، متبوعة بوقفة احتجاجية، أمام رئاسة الجامعة. وقد حاول الطلبة نقل الحركة الاحتجاجية، خرج الحرم الجامعي، غير أن رجال الدرك الوطني، منعوهم من الخروج. توقف حركة القطارات بالبليدة وتوقيفات ببومرداس كما خرج، الأحد، طلبة جامعة فرحات عباس سطيف 1 وطلبة جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، إلى شوارع مدينة عين الفوارة، في مسيرة سلمية، تزامنا مع تنظيم محامين وقفة احتجاجية بالمدخل الرئيسي لمجلس القضاء. كما خرج طلبة الجامعة بعنابة انطلاقا من جامعة سيدي عمار ومن ثم تنقل البعض منهم إلى ساحة الثورة، بوسط المدينة. أما طلبة جامعة سيدي عاشور فقد اجتمعوا في الساحة الرئيسية للجامعة وانطلقوا منها سيرا على الأقدام إلى غاية بلوغهم ساحة الثورة. وخرج طلبة، جامعتي البليدة 1 و 2 للمرة الثانية، في مسيرات رافضة للعهدة الخامسة، ومنعهم الأمن من تخطي أسوار الجامعة. ومنع طلبة قطب العفرون، من الخروج بعد أن كانوا يعتزمون بلوغ الطريق السيار، وأوقفت حركة القطارات بالمنطقة، كونها تستعمل إحدى وسائل نقل الطلبة. وشهدت الجامعتان غيابات بالجملة وسط الطلبة، رغم التزام الأساتذة بالتدريس. كما شهدت كليات جامعة الدكتور يحيى فارس بالمدية، خروج ما يربو عن 120 طالب جامعي للتظاهر انطلاقا من القطب الجامعي، وصولا إلى كلية الحقوق بالمصلّى، وكانت التظاهرة محكمة التنظيم ودون انزلاقات. وعرفت المسيرة السلمية التي نظمها طلبة مختلف كليات جامعة أمحمد بوقرة ببومرداس، تطويقا من قبل قوات مكافحة الشغب التي منعت الطلبة من الخروج بكلية العلوم، غير أن الطلبة تقبلوا القرار ولم يدخلوا في مناوشات مع الأمن، وقاموا بالمقابل بالسير وسط المدينة بطريقة سلمية. كما تم على إثر ذلك توقيف عدد من الطلبة الذين أطلق سراحهم بعد فترة. حضور قوي للعنصر النسوي وغربا، خرج المئات من طلبة جامعة مصطفى اسطنبولي في معسكر في مسيرة سلمية، انطلقت من مقر الجامعة نحو ساحة الأمير عبد القادر بقلب المدينة. أما بسعيدة، فقد خرج نحو ألفين من طلبة مختلف كليات جامعة مولاي الطاهر بسعيدة، في مسيرة سلمية. بلغت مقر الولاية على مسافة قرابة 4 كلم، قبل التجمع بساحة الأمير عبد القادر. ونظم طلبة جامعة ابن خلدون بتيارت، مسيرة وصفت بالحاشدة داخل مختلف المعاهد قبل أن تنطلق مسيرة موحدة لتجوب شوارع عاصمة الولاية، لتتفرق مرة أخرى في شكل مسيرات متفرقة. وكان لافتا ظهور العنصر النسوي بقوة، خلافا لمسيرتي 22 فيفري والفاتح مارس. سلمية .. لا عنف ولا تخريب وخرج، الأحد ، مئات الطلبة من جامعة عبد الحميد بن باديس بمدينة مستغانم، في مسيرة انطلقت من مقر الجامعة، وجابت أهم الشوارع الرئيسية للمدينة مرور بمقر الولاية. كما شهدت مظاهرة الطلبة، مشاركة مواطنين. وبوهران جابت جموع الطلبة المتظاهرين عددا من شوارع وسط وشرق مدينة وهران في مسيرتين، امتدت إحداهما إلى غاية مقر ولاية وهران، مرورا بحي المدينة الجديدة ووسط المدينة، فيما شقّت الثانية مسارها عبر حي الحمري، قبل أن تلتقي كافة الحشود في تجمع قوامه آلاف مؤلفة من الجامعيين أمام مقر الولاية. كما ضرب عناصر الأمن وأفراد مكافحة الشغب حصارا طوقوا من خلالها محيط هذا المبنى، وبكثافة أشد على مستوى المدخل الرئيسي له، لكن دون تسجيل أي تدخل، ولا أدنى حالات عنف أو إخلال بالنظام العام، حيث مرت احتجاجات الطلبة سلمية. وخرج صبيحة الأحد ، المئات من طلبة مختلف كليات جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، في مسيرات سلمية مناهضة للعهدة الخامسة، وكان طلبة كليات القطب الجامعي قد جابوا أحياء سيدي الجيلالي وصولا إلى ساحة أول نوفمبر بوسط المدينة، التي كانت قبلة طلبة كلية الطب طالب مراد. وشهدت ولاية تيسمسيلت، ظهر الأحد ، خروج مئات الطلبة بالمركز الجامعي احمد بن يحي الونشريسي، في مسيرة سلمية، لم تشهد أعمال عنف أو تخريب. كما نظم صبيحة الأحد عشرات الطلبة والطالبات مسيرة بالمركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان، رفضا ل "الخامسة"، جابت مختلف معاهد المركز الجامعي. في جامعة قاصدي مرباح بورقلة، تظاهر الطلبة بالقرب من كلية الاقتصاد، وانتهت وقفتهم بصورة سريعة وعفوية دون تسجيل أي تجاوزات.