حاوره/ الطاهر سهايلية -الجزائر بلد مضياف ولا تحسه بغربة حين تتواجد به..هكذا بدأ القائم بالأعمال الأذربيجاني الجديد بالجزائرإلهام علييف حديثه أثناء إستقباله لنا بمقر السفارة في حوار خص به "البلاد"، وهو الذي مر على تواجده أكثر من شهر بالجزائرحيث عبر عن إرتياحه وسعادته لما وصلت إليه العلاقات الثنائية التي تجمع بين الجزائروأذربيجان، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن البلدين قد أبدى كلاهما عن رغبته في تطوير العلاقات في شتى المجالات لا سيما الإقتصادية والثقافية وهذا ما تضمنته رسائل التهاني المتبادلة بين رئيسا الدولتين و وزيرا الخارجية على هامش الإحتفال بالذكرى ال 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية و كذلك التهنئة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني لجمهورية اذربيجان و المصادف ل 28ماي من كل سنة، وذلك يخدم مصالح البلدين وطموحات الشعبيين الشقيقيين. وكشف إلهام علييف، أن حكومتا البلدين بصدد التوقيع على عدة إتفاقيات خاصة في مجال الدبلوماسي كإتفاقية المشاورات السياسية وكذا المجال الثقافي و الاقتصادي لاسيما وان البلدين يشتركان في الدين والتاريخ والحضارة. وفي ختام حديثه، نوه ممثل أول جمهورية ديمقراطية في الشرق الإسلامي، ان بلاده حريصة على تطوير علاقاتها مع الجزائر، وكذا الشعب الأذربيجاني الملم بمعرفته للجزائر والشغوف في التعرف عليها اكثر وكذا رجال الأعمال من خلال الإستثمار في الجزائر، وذلك حسب – علييف- لن يتم إلا ببذل الجهود أكثر عن طريق إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية بغية تحقيق مصالح البلدين وتمكين الشعوب من الوصول إلى طموحاتهم التي يرجون من قيادتا البلدين بذل كل جهودهم بغية تحقيقها. بداية سيدي المحترم...ماذا لو تعطينا نبذة مختصرة عن أذربيجان في شقها الإسلامي؟ إلهام علييف- أذربيجان جزء من العالم الإسلامي وكان أول مسجد قد تم بناءه في عام 743م ، و قامت بعدها الجهات المختصة باعمال الترميم في القرون المختلفة و اخر اكبر ترميم تم تنفيذه في عام 2013 وهو يبعد 120 كلم عن العاصمة باكو يسمى مسجد الجمعة. استضاف بلدنا مؤتمرات إقليمية ودولية كثيرة، كما أننا نعتبر عضو ناشط في منظمة التعاون الإسلامي. نحن كمسلمين، نرى أن القضية الفلسطينينة قضية لا يجب المساومة عليها، وهي قضية مهمة جدًا بالنسبة لنا وموقفنا واضح إذ نحن ندعم الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وقد تواصلنا مع الجانب الفلسطيني، حيث تم فتح سفارة لفلسطين بأذربيجان في عام 2010، كما نقدم كل المساعدات المالية والمعنوية للشعب الفلسطيني الشقيق. ماذا عن العلاقات الثنائية بين الجزائر وباكو؟ فيما يخض العلاقات الجزائرية- الأذربيجانية فهذه العلاقة مهمًة جدًا، فجميع الشعب الأذربيجاني يعرف الجزائر ليس فقط الان بل منذ التاريخ وذلك نظرًا لتشاركنا في الثقافة والحضارة والتاريخ والدين الواحد. قضيتم أكثر من شهر هنا بالجزائر... كيف ترون هذا البلد؟ الحمد لله... يبتسم... صحيح مر على تواجد هنا أكثر من شهر، صراحة لم أحس أبدًا بالغربة فأنا أعيش وأعمل وفي بعض الأحيان أتجول وكأنني في بلدي، الشعب هنا بسيط ومضياف وكل هنا يعمل من أجل مساعدتك وهذا شيء إيجابي بالنسبة لنا. لا يمكن أن نخفي هذا..العالم كله يعرف الجزائر وشعبها على أنه بلد مكافح ومناضل على مر التاريخ من أجل الإستقلال والسيادة والحرية. هل إلتقيت بمسؤولين بالجزائر خلال هذه الفترة؟ بالطبع...كانت لي عدة لقاءات مع مسؤوليين بالجزائر مثلاً اتيحت لي فرص مقابلة مع معالي وزير الشؤون الخارجية السيد/ صبري بوقادوم و مع معالي وزير الثقافة السيدة / مريم مرداسي و معالي وزير الشؤون الدينية و الاوقاف السيد يوسف بلمهدي واكتشفت ان لدينا امكانيات كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات و كذلك هناك ثقافة مشتركة كالملابس والاعمال الفنية والموسيقى الشعبية. إن باكو تستضيف دائما المهرجانات الدولية لموسيقى المقامات ونتمنى من الجزائر أن تشارك في الدوري القادم لهذا المهرجان. وكانت لي مقابلات في وزارة الخارجية و اود ان انوه بشكل خاص التماس حسن التعاون ودعم العمل المشترك لصالح البلدين من جانب هذه الوزارة الموقرة. بالتالي أقول أن هناك علاقات طيبة بين البلدين في شتى المجالات، ثقافية سياسية دبلوماسية ورياضية ودينية ولكن يجب علينا أن نعزز ونقوي هذه العلاقات في الوقت الحاضر. ماذا عن الجانب السياسي؟ في ما يخص الجانب السياسي نحن دائمًا نعمل على تبادل الأراء ووجهات النظر في عدة قضايا إقليمية ودولية، وحكومتي البلدين دائماً على إتصال وكان أخرها رسالة التهنئة المذكورة آنفا و هي من طرف الرئيس عبد القادر بن صالح، لنظيره إلهام عليف بمناسبة العيد الوطني لأذربيجان حيث عبر من خلالها الرئيس الجزائري عن ارتياحه للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد من خلالها على تطوير العلاقات في شتى المجالات وذلك بما يخدم مصالح البلدين وطموحات الشعبين، دون أن ننسى رسائل التهاني التي تبادلها وزيرا الخارجية بمناسبة الذكرى ال 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية و بمناسبة عيد الاستقلال للبلدين . هل تؤيد الجزائر المواقف الأذربيجانية خاصة فيما يخص سيادة أراضيها؟ أكيد...الجزائر تؤيد أذربيجان في وحدة ترابها وسيادتها على أراضيها دون أن ننسى التعاون المثمر في المحافل الدولية بين الجانبين. ما تقييمكم للسياسة الخارجية للجزائر؟ من دون شك الدبلوماسية الجزائرية قوية جدًا ومحترمة جدًا شخصياً مر على تواجدي أكثر من شهر كما ذكرت لك سالفًا، شاهدت أن وزارة الخارجية الجزائرية تقدم لنا وبشهادة جميع الدبلوماسيين كل الدعم و التعاون و التسهيلات. ماذا عن الجانب الإقتصادي؟ إن الجانب الإقتصادي مهم جدًا في تعزيز العلاقات بين البلدين وهو بمثابة القلب النابض لإحياء العلاقات السياسية ، فكما هو معروف في حقل العلاقات الدولية لا تخلو علاقات دبلوماسية بين بلدين إلا وكان الإقتصاد محركها الأساسي. إن البلدين معروفان إقتصاديًا بأنهما بلدا النفط والغاز وهما يلعبان دورًا مهمًا في الأمن الطاقوي في أوروبا... واسمح لي هنا أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن أذربيجان يعد أول بلد في العالم يستخرج منه النفط صناعيًا من البحر والبر وهذا قبل150 سنة، وقد أنشأنا جامعة مختصة في المحروقات تسمى بأكاديمية النفط ، وهناك الكثير من الدول العربية والعالم ومنهم جزائريين، كانوا يدرسون في تلك الأكاديمية منذ فترة الإتحاد السوفياتي في السابق. ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟ للأسف الشديد التبادل التجاري بين الجزائروأذربيجان ضعيف، ولكن في إمكانيات كثيرة، مثلاً نحن الان نشتغل على تقوية الأطر القانونية بين البلدين ونريد أن نؤسس اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين ، هناك إتفاقية بخصوص هذا الجانب، وهو قيد الدراسة. نحن ننتظر الجانب الجزائري في قمة حركة عدم الإنحياز شهر أكتوبر القادم بالعاصمة باكو، ونأمل أن يتم هناك توقيع سندات التي من شأنها ان تفتح سبل جديدة لتطوير العلاقات في المجالات المختلفة. ما هي الإتفاقيات التي تعولون على توقيعها والتي تعتقدون انها من شأنها ان تعمق العلاقات الثنائية بين البلدين؟ يجب ان يفهم القارئ او المتابع بأن أي اتفاقية توقع بين البلدين تعطي دفعة للعلاقات لاسيما في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، ولكن أود أن أقول أننا سنوقع إتفاقية المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية هذه المشاورات ستحتوي المجالات المختلفة وهناك سيتم الحديث عن المجالات الأخرى وهذا سيكون في أقرب وقت ممكن. كما نتوقع توقيع اتفاقيات اخرى في المجال الاقتصادي والثقافي و العلمي كاتفاقية التي هي قيد الدراسة والتي من المنتظر توقيعها بين جامعة أضة الأذربيجانية والمعهد الدبلوماسي الجزائري. كما يجب الذكر بأن هناك حرص بين البلدين لتوقيع اتفاقية بين البلدين في مجال السياحة خاصة وأن اذربيجان بلد سياحي بإمتياز نظرًا للإمكانيات الكافية التي تمتلكها. كم يقدر عدد الطلبة الجزائريينبأذربيجان.. وهل هناك منح مبرمجة مستقبلاً؟ حسب معلومات هناك حوالي 100 طالب جزائري كانوا يدرسون هناك، وهنا أريد أشير إلى أنني وبداية من السنة القادمة سنبرمج منحتين حكوميتين من جانب أذربيجان للدراسة في باكو وعلى حساب الدولة الاذربيجانية. هل سنشهد خطوط الجوية مباشرة، وماذا عن الإستثمارات في كلا البلدين؟ إن ما ينقصنا هو العمل، ليس هناك مشكل في الخطوط الجوية أو الإستثمارات إن هذه الحاجات تتطلب منا بذل جهود كبيرة لكي نحققها لشعبيين، لا يمكن ان نفتح خط جوي مباشر بين باكو والجزائر ونسبة الركاب قليلة، أو أن نجذب المستثمرين دون الإتفاق على قوانين الإستثمار مسبقًا. نحن نعمل على تنظيم لجنة مشتركة بين البلدين، وكذا منتدى لرجال الأعمال لكلا البلدين bissnes form ، وهذا بغية جذب الإستثمار لكلا الدولتين. كم تقدر عدد الجالية الجزائرية، وأي نشاط تمارسه هناك؟ ليس لدي معلومات بالتحديد عن عدد المتواجدين هناك، ما أعرفه هو انه يوجد عدد لا بأس به من الجزائريين بالعاصمة باكو، إلا ان عدد الأذربيجانيين المقيمين بالجزائر محدود جدا. حياة الجزائريين هناك حياة عادية تسير بين الدراسة والعمل وهم يعيشون حياة هادئة مع أخواتهم الأذربيجانيين. هل لديكم ما تضيفونه فيما يخص العلاقات بين البلدين...قبل أن ننتقل إلى جانب أخر؟ بالطبع كنت قد إلتقيت بوزيرة الثقافة، مريم مرداسي، وقد إقترحت عليها بأيام الثقافة الأذربيجانيةبالجزائر و ايام الثقافة الجزائريةباذربيجان ، خاصة وأننا نشترك في الكثير من الأشياء في هذا الجانب ونحن بصدد تنظيم ذلك في الأيام القادمة. كيف تتعامل الحكومة الأذربيجانية مع ما يحدث في الشرق الأوسط؟ إن أذربيجان دائمًا تتعامل مع جميع القضايا في إطار القوانين المنصوص عليها دوليًا وحسب قرارات منظمة الملازمات الدولية وبطريقة سلمية، و نحن مع التعايش السلمي و حسن الجوار و التعاون الدولي المتبادل و حل جميع القضايا بالحوار و الطرق السلمية وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية. ماذا عن علاقتكم مع دول الجوار؟ علاقاتنا مع جميع الدول ممتازة الا ارمينيا التي احتلت 20 بالمئة من اراضينا ، فمن الشمال تحدنا روسيا وعلاقاتنا إستراتيجية، وفي الجنوب إيران وهو يعد من الجيران التاريخيين لنا حيث يقيم هناك اكثر من 30 مليون أذربيجاني، ولدينا حدود بحوالي 13 كلم مع تركيا هذا البلد الشقيق إذ يسمننا قوم واحد في دولتين، ومع بحر القزوين لدينا حدود مع تركمنستان وكازاخستان وعلاقاتنا طيبة علاقات قائمة على الصداقة والتعاون، أما في ما يخص جورجيا فعلاقاتنا تاريخية وهي بلد ترانزيت بلد يشارك في جميع مشاريع الإقتصادية على غرار خط الغاز الذي يمتد من باكو إلى جورجيا تيبليسي مرور بتركيا جيهان وصولُا إلى أوروبا وكذا مشروع السكة الحديدية والذي تعود فكرته للزعيم القومي حيدر علييف. الكثير يشكك في قدرة أذربيجان على إستضافتها لنهائي كأس اليوروبالييغ كيف تردون على ذلك؟ اذربيجان استضافت كثيرا من التدابير الدولية و لها امكانيات و خبرة كبيرة في هذا المجال و كما تعلمون ان مسابقة اوروفيزيون الموسيقية و فورمولا واحد الرياضية و بطولة الدول الاسلامية للرياضة و غيرها اقيمت باذربيجان بنجاح و كأس اليوروبالييغ ايضا سيقام بنجاح . باكو لديها من الإمكانيات والقدرات والخبرات لإنجاح هذا النهائي ونحن نعمل جاهدًا منذ وصول الفريق الإنجليزي على أرضنا ونوفر لهم كل عوامل الراحة والإستجمام . نحرص على نجاح هذه الاستضافة من جميع النواحي الأمنية والرياضية والسياحية. أين وصلت الأزمة الحاصلة بين أذربيجانوأرمينيا بخصوص إقليم كاراباخ؟ فيما يخص أرمينيا كما ذكرنا آنفا ، إن هذا البلد قد إحتل 20 بالمائة من أراضي أذربيجان، وإرتكب مذابح ضد الشعب الأذري، حيث قام بإبادة جماعية، مثلاً في عام 1992 بمدينة تسمى خوجالي وهي محتلة الان خلال 3 إلى 4 ساعات تم قتل أكثر من613 شخص من بينهم شيوخ و نساء و اطفال. لماذا؟ لأنهم فقط أذربيجانيين وهناك من تم قتلهم في الجبال وفي فصل الشتاء، وتكرر ذلك مرة اخرى مع الشعب الأذربيجاني خلال تواجدهم داخل مسجد بمدينة شام اخي. لا يمكن أن ننسى هذا...هذا إنتهى لكن حاليًا جميع العالم يعرف أن أرميينا إحتلت 20 بالمائة من أراضينا وهي أراضي معترف بها دوليًا، حتى أرمينيا نفسها لا تستطيع ان تعترف بها لأنها ضد القوانين الدولية. هل لديكم ما تضيفونه ككلمة أخيرة؟ نشكركم على هذه الإلتفاتة الطيبة، نتمنى أن نعمل أكثر فأكثر بغية تحقيق أهدافنا وطموحات شعبيينا وفي شتى المجالات. كما أريد أن أنتهز هذه الفرصة السعيدة ونحن في اواخر الشهر الفضيل وعبر جريدتكم المحترمة أن أهنئ الجزائر شعبًا وحكومةً بقدوم عيد الفطر المبارك متمنيًا لهم دوام الصحة والهناء والأمن والأمان والإستقرار لهذا البلد المضياف بلد الشهداء.