البلاد - عبد الله نادور - عاد أبو جرة سلطاني، الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم، إلى مبادرة "فساد قف" التي أطلقها سنة 2006، متهما من عارضها بأنهم "لصوص حقيقيون"، مشيرا إلى أنه حاول من خلال هذه المبادرة الوقوف في وجه الفساد الذي بدأ "يتحول من اختلاس بسيط للمال العام إلى ثقافة سياسية تأكل الأخضر واليابس". وقال سلطاني إنه هناك من "الأحرار" من "أدخل السجن بسبب رفضهم للفساد، بتهمة أنهم واجهوه في أول وهلة وقالوا له قف" وذلك "عندما رأوه يتحول من اختلاس بسيط للمال العام إلى ثقافة سياسية تأكل الأخضر واليابس"، لأن "القضاء كان رهن الإشارة وثور النظام كان نطاحا"، مشيرا إلى أنه "لما سقط الثور كثرت السكاكين وتحول كثير من زبانية الأمس أبطالا يقودون الجماهير ويرفعون الراية الوطنية ويوزعون التهم مجانا". واستغرب سلطاني في مقال له عبر صفحته الفايسبوكية، كيف "صار كثير من لصوص الأمس يصيحون بأعلى أصواتهم: "أمسكوا اللصوص!!" حاسبوا فلان، اشنقوا علان، حاصروا زيدان..الخ"، وأن هدفهم في ذلك يضيف سلطاني أن "يلفتوا أنظار الرأي العام إلى أهداف أخرى تصرفهم عن تعقب اللصوص الحقيقيين الذين تآمروا على مبادرة "فساد قف" سنة 2006، في السلطة وفي المعارضة، عندما كان العزيز "يذبح بالريشة"!!". أما اليوم يرى سلطاني أن "فخامة الشعب" هو الذي "عرّى وجوه الشر وأسقط الأقنعة التي كانت تخفي مؤامرات المال العام وتتستر على الجريمة المنظمة"، حيث "صار ناصب الأمس منصوبا وجارُّ السلطة مجرورا والمبني للمجهول معلوما". وقال سلطاني في تصريح ل«البلاد" إن المبادرة "كانت مدروسة" وهذا "وفقا لظواهر بدأت تلوح في الأفق مع بداية قفز أسعار النفط من 70 إلى 110 دولا للبرميل"، وأضاف "فتكدس الأموال الضخمة في الخزينة مما سمي بالبحبوحة المالية جعل النفقات العمومية في ذلك الوقت تعرف وتيرة متصاعدة أظهرت على بعض الناس المسؤولين ثراء سريعا" و«بينت أن هناك فسادا في التخطيط والتسيير والصفقات العمومية". ويضيف سلطاني أن حركة مجتمع السلم بادرت بنشر ما سمي مبادرة "فساد قف"، لكنها تزامنت يشير المتحدث مع توقيع الجزائر للاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد والحد من انتشاره، وصادف أيضا الترويج لها نهاية سنة 2006 بين شهري نوفمبر وديسمبر التحضير لانتخابات برلمانية لسنة 2007 "فلما ظهرت المبادرة وتداولتها الصحافة التفت الرأي العام الوطني إلى أن حركة مجتمع السلم أمسكت بملف حساس". وقال سلطاني إنه لما جاء يوم 9 ديسمبر 2006 وهو اليوم العالمي لمكافحة الفساد "جمع الرئيس بوتفليقة الولاة في قصر الأمم ووجدها فرصة ليقصف بالثقيل كما تابعتم أصحاب المبادرة وحركة مجتمع السلم ورئيسها في ذلك الوقت وهو المتحدث". وقال سلطاني "هذا لم يكن مستغربا، حيث إن سياسيين وبرلمانيين ورجال أعمال ونخب ورجال قانون وقضاء أداروا ظهورهم لدعم هذه المبادرة ووقفوا مع الذين تهجموا عليها". وأوضح سلطاني أنه من خلال العودة لهذه المبادرة "أردت تذكير الناس أن مكافحة الفساد لم تأت اليوم أو منذ 22 فبراير 2019، وقد كنا في دورة جويلية 2006 حيث قرر مجلس الشورى الوطني بالإجماع المصادقة على مبادرة فساد قف والترويج لها".