البلاد - آمال ياحي - تشهد مصالح الاستعجالات عبر مختلف مستشفيات الوطن حالة طوارئ بسبب موجة الحر التي تجتاح البلاد هذه الأيام وجعلت المسنين وأصحاب الإمراض المزمنة وحالات التسمم الغذائي نزلاء شبه دائمين على الاستعجالات التي استقبلت أزيد من 70 بالمائة من الحالات المذكورة منذ بداية الصيف. وتعرف عدة مناطق بالجزائر خاصة الولايات الداخلية والجنوبية ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة وفق ما أفادت به مديرية الأرصاد الجوية متوقعة أن يبقى الطقس حارا بهذه المناطق خلال الأيام القليلة المقبلة للبلاد وهو ما ادى الى إعلان حالة استنفار قصوى على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية في كبرى المستشفيات في العاصمة والولايات المختلفة حيث تم تسجيل عشرات الاغماءات وسط كبار السن خاصة. وقد دعت وزارة الصحة مؤخرا المواطنات والمواطنين الى أخذ الاحتياطات اللازمة خصوصا بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل والأشخاص المسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة بتقديم جملة من الارشادات والنصائح كشرب كميات كافية من الماء وتفادي القيام بأنشطة بدنية خلال فترة ارتفاع درجة الحرارة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والثامنة مساء. وفي هذا السياق دعت الوزارة المواطنين إلى اللجوء إلى أقرب مؤسسة صحية في حالة ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وشحوب في اللون، والشعور بتشنجات على مستوى الأطراف وعضلات البطن وشعور بعطش شديد أو فقدان للوزن، بالإضافة إلى الإصابة الى أعراض أخرى كالصداع والغثيان او فقدان الوعي.
"ضحايا" التسمم والحرارة يوميا في الاستعجالات تعج مصالح الاستعجالات في العديد من المصالح الاستعجالية بالعاصمة بضحايا التسممات الغذائية، فغالبا ما تؤدي الحرارة المرتفعة الى فساد الاطعمة لاسيما اللحوم اوالأكلات المصنوعة بالحليب. وقد سجل توافد كبير للمصابين بالأمراض المزمنة على هذه المصالح طيلة فترات اليوم وصباحا ومساء على غرار مصلحة الاستعجالات الطبية للمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا التي تشهد إقبالا كبيرا للمسنين الذين يعانون من الأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض القلب والربو وارتفاع الضغط الدموي الشرياني، بالإضافة الى ضحايا حوادث المرور.
تجند المصالح الاستعجالية ليل نهار يجمع الأطباء المستجوبون في مستشفى مصطفى باشا على أن الطاقم الطبي يعمل ليل نهار في أقسام الاستعجالات والمشكل ليس في التجهيزات الطبية وإنما في قلة عدد طاقم التأطير مقارنة بالوافدين على الاستعجالات لتلقي الإسعافات الأولية وأوضح هؤلاء أن المصالح الإستعجالية تتكفل على مدار 24/24 ساعة خصوصا منذ بداية موسم الصيف بعدد هائل من المرضى يتوافدون منذ الصباح إلى غاية الساعات الأولى من اليوم الموالي. وفي هذا الصدد ذكر هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة أكثر عرضة لموجة الحر وغالبا ما تعاني هذه الفئة من إسهال حاد وجفاف ونقص في كمية المياه والأملاح المعدنية في الجسم والغثيان ما يعرضهم لمضاعفات خطيرة قد تصل الى الوفاة جراء الإصابة بالجلطة الدماغية وارتفاع قياسي لنسبة السكر في الدم والموت المفاجئ والجفاف. كما يسجل ارتفاع حالات الإصابة بالتهاب القرنية ولسعات البعوض في ظل موجة الحر.
مخالفة الإجراءات الوقائية يُتعب الجميع ذكر طبيب مختص في الحالات الاستعجالية على مستوى مصلحة الاستعجالات بمستشفى لمين دباغين بباب الوادي أن المصلحة تستقبل يوميا عشرات الحالات نظرا لمضاعفات موجة الحرارة على المصابين بالأمراض المزمنة بسبب عدم احترامهم نصائح الطبيب وتعمدهم الخروج في عز الحر دون أخذ احتياطات ووقاية أجسامهم من الأشعة مما يعرضهم لتدهور حالتهم الصحية ودخول بعضهم ٪في غيبوبة ناهيك عن حالات الصدمات التي تنجر عن حوادث المرور والسقوط في الشواطئ الصخرية وفي الورشات مع تسجيل توافد أعداد كبيرة للمرضى من مختلف الأعمار نتيجة تعرضهم لحوادث مرور وسقوط أدت إلى كسور. ضربات الشمس.. من شاطئ البحر إلى المستشفى. وتبقى الأطقم الطبية عبر مصالح الاستعجالات ساهرة على تقديم الإسعافات والتكفل بالحالات التي تتوافد عليها بحيث يستقبل مستشفى سليم زميرلي بالحراش المتخصص في جراحة العظام والأعصاب عشرات الحالات الاستعجالية يوميا بين مصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والصدمات والكسور والوضعية نفسها يعيشها قسم الاستعجالات لمستشفى زرالدة تقريبا حيث أوضح أحد أعوان شبه الطبي أن الاستعجالات الطبية بهذا المستشفى تبلغ ذروتها بعد السابعة مساء حتى 2 صباحا وتستقبل على الخصوص المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والربو والنساء الحوامل. ومن جهته شدد طبيب مختص في الحروق من مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة المتخصصة في علاج الحروق بيار وكلودين شولي على ضرورة وقاية المصابين بأمراض مزمنة والأطفال من ضربات الشمس عن طريق ارتداء ألبسة قطنية وقبعات ونظارات شمسية مطابقة وعدم التعرض لفترة طويلة إلى الأشعة فوق البنفسجية بالشواطئ حيث تتسبب هذه الأشعة في حروق وسرطان الجلد وغالبا ما يعاني المصطافون على شاطئ البحر من مشكل ضربات الشمس سيما عند فئة الاطفال وفي كل سنة يسجل تدخل مصالح الحماية المدنية عبر مختلف الوطن لنقل هؤلاء للمستشفيات.
تعليمات وزير الصحة تغضب المستخدمين
كانت وزارة الصحة قد اصدرت الاسبوع الماضي تعليمة الى مدراء المؤسسات الصحية تأمر فيها بتنظيم العطل في فصل الصيف لتفادي الفوضى التي ميزت السنوات الماضية بسبب تسريح الأطباء والممرضين في فترة متقاربة وهو القرار الذي استقبله منتسبو هذه الأسلاك بنوع من الامتعاض حيث أكد العديد من الأطباء ان المطلوب من الوزارة تدعيم صفوف الأطقم الطبية بتوظيف أطباء جدد لسد العجز المسجل على مدار السنة وليس خلال فترة الصيف فقط وأكد احد الأطباء وهو نفس ما ذهب اليه رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبييبن غاشي الوناس الذي اكد ان الممرضين يعملون فوق طاقتهم طيلة العام ولا يمكن حرمانهم من قضاء العطلة رفقة عائلاتهم في فترة الصيف ولذا يتوجب معالجة النقائص قبل كل شيء وهذا من صميم عمل الإدارة.