البلاد - خ.رياض - بدأت تتضح بعض من التوجهات السياسية وحملات الدعم للمترشحين الخمسة المشاركين في الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم 12 ديسمبر، وذلك مع دخول الأسبوع الثاني من عمر الحملة الانتخابية لهذا المعترك الرئاسي. وتشير خريطة التوازنات السياسية إلى التقدم الكبير للمترشحين عبد المجيد تبون، علي بن فليس وعبد القادر بن ڤرينة، بعد أن أعلنت عدة أطياف سياسية مساندتهم ودعمهم، وهي حملة الاستقطاب التي من شأنها أن يكون لها الدور المؤثر في تحديد رئيس الجزائر القادم. حالة التشكل الجديدة التي بدأت ملامحها الأولى بالظهور في المشهد السياسي تسير في اتجاه مرشحين أو ثلاثة لا غير، حيث أعلنت حركة الإصلاح الوطني، برئاسة فيلاني غويني، ولاءها لمعسكر المترشح الحر، عبد المجيد تبون، واصطف مبكرا وراء الرئيس الأسبق للوزراء، قبل أن يسير على نهجه رئيس حزب التجديد الجزائري ، كمال بن سالم، ويعلن دعمه لهذا المترشح. وفي الوقت الذي فنّد فيه رئيس حزب "تجمع أمل الجزائر" بالنيابة، عبد الحليم عبد الوهاب، إشاعة انضمامه لمعسكر تبون، ظهر انصار عمار غول في بعض الولايات يدعمون ابن المشرية، ولوحظوا في الواجهة الأمامية لمقار مداومته في أكثر من ولاية، ما يعطي الانطباع أن حزب "تاج" ترك حرية التصويت لأنصاره، طبقا لقناعاتهم الشخصية. كما تسرب من مديرية حملة تبون، أن ما لا يقل عن 14 تشكيلة سياسية وتنظيمات غير حكومية وافقت على مساندة تبون، داعية مناضليها وناخبيها إلى الحرص على ممارسة واجبهم الانتخابي، واختيار هذا المرشح، التي توضح بعض المعطيات أن هناك تشكيلات سياسية صغيرة تدعمه بدون الجهر بمواقفها، لكن الأهداف الحقيقية لا يمكن أن تخفي برغماتية هذه الأحزاب التي تحاول كسب شهرة من خزان تبون، والانتفاع منه في حال تتويجه باقتراع 12 ديسمبر. يشار في هذا السياق، إلى أن تنسيقية متقاعدي ومعطوبي الجيش بدورها نفت دخول الحلبة السياسية أو دعم أي مترشح كما أشيع عنها اصطفافها مع الأحزاب نفسها التي دعمت عبد المجيد تبون. أما حزب "طلائع الحريات"، لرئيسه المرشح علي بن فليس، فقد ضمن إلى حد كتابة هذه الأسطر، 10 أحزاب سياسية وشخصيات وطنية، على غرار رئيس حزب "الفجر الجديد"، الطاهر بن بعيبش، ورئيس جبهة النضال الوطني، عبد الله حداد، ورئيس الحزب الوطني الحر، طارق يحياوي، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، مولدي عيساوي، وجمال بن عبد السلام، رئيس حزب الجبهة الوطنية للحريات... كما لم تتخلف منظمة أبناء الشهداء في اللحاق بركب بن فليس، معلنة في بيان وزعته على وسائل الإعلام، أن اختيارها لهذا المرشح كان من منطلق قناعة واختيار صائب، وأن الهدف المعلن لدعم ابن باتنة، هو الانتصار على حساب النظام القديم. وإلى جانب المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، أعلنت الجمعية الوطنية للضباط الأحرار غير المعتمدة دعمها لبن فليس. ورغم أن بعض الأحزاب لم تعلن عن مواقفها، إلا أن المقربين من دوائر مديرية بن فليس، أكدت أن قيادات أحزاب ستوجه ناخبيها للتصويت لهذا الأخير، الذي فشل إلى حد الآن في تفاوضه السري من أجل الحصول على دعم وكسب وعاء الحزبين الإسلاميين "حمس وجبهة العدالة والتنمية"، لاختيار الحزبين المقاطعة والبقاء في خندق المعارضين للانتخابات. من زاوية أخرى، أشار أحمد الدان، الناطق الرسمي باسم المترشح عبد القادر ڤرينة، إلى أن هذا الأخير لا يتوانى عن إقامة تحالفات مع تشكيلات سياسية وجمعيات وطنية لدعم بن ڤرينة في هذا الاستحقاق، وسيتم الإعلان عنها في وقتها المناسب، قائلا إن الحركة ظفرت إلى حد الآن، بدعم ثلاث جمعيات وطنية، سيتم تحديد أسمائها لاحقا. كما استفاد بن ڤرينة من دعم عدد معتبر من مناضلي حزبه الأم "حمس" عبر الولايات، حسب الأصداء الواردة. كما يستفيد مرشح "البناء" من جزء مهم من الوعاء الإسلامي التقليدي. في المقابل، أبدت مداومة رئيس حزب "جبهة المستقبل"، ارتياحها لنجاحها في استقطاب إطارات وجمعيات، واستمالة سياسيين من أحزاب كبيرة رفضت الدخول للانتخابات، وحتى منظمات وطنية لدعم بلعيد عبد العزيز. وأكد المكلف بالإعلام معمري رؤوف، أن بلعيد لا يتأخر عن لقاء العشرات من الجامعيين وقيادات أحزاب سياسية جديدة ترغب في مساندة المرشح. أما المترشح عز الدين ميهوبي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، فإنه يستمر في تبني الصمت إزاء الجهات التي تسانده لدوافع أملتها إفرازات الحراك الشعبي المستمر الذي يرفض الوجوه القديمة أو الأسماء التي كانت في واجهة رموز النظام السابق، ويثبت الواقع أن المساندة المعلنة التي حظي بها الوزير الأسبق للثقافة، لم تكن سوى من بعض السياسيين بشكل منفرد.