البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم الإثنين مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية عموما إلى "تحمل مسؤولياتها في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا"، وهذا في خلال استقباله لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الذي أدى زيارة "استعجالية" إلى الجزائر دامت عدّة ساعات. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية إن الرئيس تبون ، استقبل اليوم السيد فايز السراج في لقاء على انفراد ، قبل أن يتوسع إلى أعضاء وفدي البلدين. وتمّ التطرق في المحادثات التي أجريت بين الطرفين "ظرف إقليمي حساس نتيجة تدهور الوضع الأمني في ليبيا الشقيقة"، إلى "وجهات النظر حول أنجع الوسائل والسبل للتعجيل بإعادة الأمن والسلم والاستقرار إلى ربوع البلد الشقيق"، يضيف البيان ذاته. وأكد رئيس الجمهورية لضيفه على "ضرورة إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة يضمن وحدة ليبيا شعبا وترابا وسيادتها الوطنية، بعيدا عن أي تدخل أجنبي"، مذكرا بأن الموقف الجزائري "تجسد منذ اندلاع الأزمة الليبية، في الدفاع عن الوحدة الترابية الليبية في المحافل الدولية وعلى كل المستويات، وفي تقديم مساعدات للشعب الليبي الشقيق، تعبيرا عن المودة التي يكنها له الشعب الجزائري ويمليها عليه واجب الأخوة والتضامن وحسن الجوار، وأيضا إلتزاما من الجزائر باحترام مبادئ القانون الدولي". رسالة "صارمة" من الجزائر إلى تركيا والإمارات وفيما يبدو رسالة توجّهها الجزائر بلهجة "صارمة" إلى الأطرف الخارجية التي أقحمت نفسها في الشأن الليبي على غرار تركيا التي تستعدّ لإرسال قوات عسكرية إلى البلاد والإمارات التي تدعم قوات المشير خليفة حفتر التي تتقدّم نحو طرابلس الخاضعة لسلطة حكومة الوفاق ، شدّد الرئيس تبون على حرص الجزائر على "النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوبها ووحدة دولها ومساس بالأمن والسلم في المنطقة وفي العالم". وتابع الرئيس يقول إن الجزائر "تدعو المجموعة الدولية، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتهم في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا، وتناشد الأطراف المتنازعة إنهاء التصعيد، وتدعو الأطراف الخارجية إلى العمل على وقف تغذية هذا التصعيد والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة بالدعم العسكري المادي والبشري، وتطالب أيضا باحترام الشرعية الدولية لتسهيل استئناف الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة". تبون : العاصمة طرابلس "خط أحمر" لا ينبغي أن يجتازه أحد وقال تبون إن الجزائر "تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في فرض الوقف الفوري لإطلاق النار ووضع حد للتّصعيد العسكري الذي يتسبب يوميا في المزيد من الضحايا ، وتندد بقوة بأعمال العنف، وآخرها تلك المجزرة التي حصدت أرواح حوالي 30 طالبا في الكلية العسكرية بطرابلس، وهو عمل إجرامي يرقى إلى جريمة حرب". وذهب الرئيس الجزائري إلى أبعد من ذلك عندما قال إن الجزائر "تعتبر العاصمة الليبية طرابلس خطا أحمر ترجو أن لا يجتازه أحد". وواصل تبون يقول إن مثل هذه الأعمال "ليست ولن تكون لصالح الشعب الليبي الشقيق، لذلك، فإن الجزائر التي تفضل دائما لغة الحوار على سياسة القوة، تحث مرة أخرى الأشقاء في ليبيا على تغليب العقل والحكمة وانتهاج أسلوب الحوار بعيدا عن الضغوط الأجنبية، حتى يتسنى تحقيق حل سياسي يرضى به الشعب الليبي ويضمن له الأمن والاستقرار والإزدهار".