البلاد.نت- حكيمة ذهبي- حل وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، بالجزائر، في زيارة تأتي في خضم برودة غير مسبوقة، تعرفها العلاقات بين البلدين. منذ الإطاحة بالنظام السابق في الجزائر، وأشهر الحراك، شهدت علاقات الجزائربفرنسا، توترا تاريخيا. ولم تخف باريس، عدم رضاها عن إبعادها من دائرة المعلومات حول ما يدور في الجزائر، وعلى غير العادة، كانت آخر بلد يهنئ الرئيس عبد المجيد تبون، بانتخابه على رأس الجمهورية في انتخابات 12/12/2019. محللون يرون أن زيارة لودريان، الدبلوماسي الفرنسي المخضرم، إلى الجزائر، في أعقاب مؤتمر برلين، الذي التقى فيه الرئيس تبون بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تسعى من خلالها باريس، إلى مداهنة الجزائر، التي لم تخف غضبها من فرنسا، وبعثت رسالة واضحة من خلال بروتوكول الاستقبال بالمطار. يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تيسمسيلت، البروفيسور أسامة بوشماخ، ل "البلاد"، إن الجزائر أظهرت غضبها من خلال بروتوكول استقبال لودريان في المطار، من قبل مدير الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية، محمد حناش. ويرى الباحث بوشماخ، أن باريس فقدت بوصلة الجزائر، برز ذلك من خلال رفضها لإجراء انتخابات رئاسية، ولم تهنئ الرئيس تبون، بعد انتخابه، لأنها لم تكن تعلم ما يدور في سلطة القرار بالجزائر. مضيفا أن فرنسا، التي أظهرت ممارسة تجسس واضحة خلال فترة الحراك، بل حتى حاولت إدارة الأزمة باتجاه المرحلة الانتقالية، لولا تفطن المؤسسة العسكرية، مما جعل سفيرها يطلب تغييره، تحاول الخروج من قوقعة العزلة تجاه الجزائر، التي يبدو جليا أنها تبحث عن علاقات "عادية" يحكمها "الند للند"، وليس مثلما كانت في وقت النظام البوتفليقي، الذي كان محميا من باريس. فيما يذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة بومرداس، عبد العظيم بن صغير، إلى أن فرنسا تدرك أنها لا يمكنها الاستغناء عن العلاقات مع الجزائر وأن الجفاء لا يخدمها، خاصة بوجود توتر في علاقاتها مع ألمانيا والولايات المتحدة وتركيا وإيطاليا، وبوجود اضطرابات اجتماعية داخلية، فهي تبحث عن مخارج اقتصادية، عبر بوابة الجزائر. لكن الأستاذ بن صغير، يلفت إلى أن الجزائر بتغيير النظام وحكامها، تغيرت نظرة العلاقة مع كل الدول، لاسيما فرنسا، واليوم باتت النظرة الجزائرية مصوبة نحو المعاملة على أساس المصالح المشتركة وإنهاء النظرة الاستعلائية، وبناء علاقات على أساس الندية، التي تعتبر من بين أبرز مطالب الحراك، الذي كان يهدف إلى الدفع بالتيار الباريسي خارجا.