دخل مضيفو الخطوط الجوية الجزائرية، صبيحة أمس الإثنين، في احتجاج مفاجئ أدى إلى شل برنامج الرحلات على مستوى مطار هواري بومدين، مما دفع إدارة الشركة إلى توقيف 40 مضيفا، شارك في الاحتجاج عن العمل تحفظيا مع قرارها باللجوء إلى العدالة من أجل إبطال الحركة. ودخل إضراب مضيفو الطيران في طريق مسدود في ظل تعنت المشرفين عليه وتمسك الشركة بالإجراءات القانونية ضد هؤلاء، ليجد المسافر نفسه ضحية بين هذا وذاك. المحكمة تقضي بعدم شرعية الإضراب في الوقت الذي يواصل فيه مضيفو الطيران إضرابهم لليوم الثاني على التوالي، قضت المحكمة اليوم الثلاثاء بعدم شرعيته، حيث أمرت بوقف الإضراب وطالبت بعدم إعاقة نشاط الشركة بموجب أمر صدر في 18 فبراير 2020. وجاء في بيان الجوية الجزائرية عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك: " بموجب أمر صدر في 18 فبراير 2020، أمرت المحكمة بإنهاء الإضراب الذي أطلقه مضفيي الطيران بالجوية الجزائرية والمبلغ بعدم إعاقة نشاط الشركة". وفي تصريح ل البلاد نت أكد الناطق الرسمي بالجوية الجزائرية، أمين الأندلسي، أنه لا مجال للحوار مع الموقوفين وأنه سيتم تطبيق قرار المحكمة، وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة والتي ينص عليها القانون. الطيارون يتمسكون بالإضراب في المقابل، قرر مضيفو الطيران مواصلة الإضراب لليوم الثاني على التوالي، خصوصا بعد قرار التوقيف الذي مس 40 مضيف طيران، والذي وصفه هؤلاء ب "التعسفى". وأوضح رئيس النقابة الوطنية للملاحة التجارية الجزائرية (مضيفو الطائرات)، فريد بوستة، في تصريح للبلاد أن الوقفة الاحتجاجية التي شنها أمس المضيفون كانت مقررة بين الثامنة والحادية عشر صباحا وهو إجراء يسمح به القانون ولا يستلزم الإعلان عنه مسبقا، غير أن إدارة الجوية تعمدت جلب المحضر القضائي حتى لا تتفاوض مع المحتجين بشأن المطالب المرفوعة، و الذي أدى إلى تحول الاحتجاج المفاجئ الذي شنه المضيفون لمدة ساعتين إلى إضراب مفتوح. في هذا السياق، أشار المسؤول النقابي إلى أن تجميد الإضراب مرهون بإلغاء قرارات التوقيف وممثلو التكتل العمالي جاهزون للتحاور حول المطالب، مذكرا بأن الاحتجاج لا يتعلق بالأجور أو أي تعويض مالي وإنما جاء من أجل المطالبة بتلبية الانشغالات المهنية والاجتماعية وتحسين أوضاع العمل وكذا "أنسنة" ظروف العمل والتعجيل بتخفيف برنامج الرحلات ومطابقته مع المعايير المعتمدة عالميا، حيث إن المضيفين أضحوا غير قادرين على مواصلة العمل في ظل برنامج رحلات مكثف نتج عنه الاستغلال المفرط لقدراتهم. فوضى بمطار الجزائر و إضراب مضيفي الطيران يخلط أوراق المسافرين خلف الإضراب الذي شنه مضيفو الطيران منذ أمس الإثنين، فوضى عارمة على مستوى مطار هواري بومدين بالعاصمة بعد توقف العديد من الرحلات وشل الحركة الجوية. وعاش مطار هواري بومدين حالة من الغليان بعد أن وجد المسافرون أنفسهم عالقين بالمطار بعد إلغاء العديد من الرحلات جراء الإضراب، مما نتج عنه اكتظاظ داخل المطار، حيث إضطر هؤلاء إلى قضاء سعات طويلة داخل المطار في انتظار أخبار جديدة عن موعد برمجة رحلاتهم الملغات. كما أعرب عدد من المسافرين العالقين على مستوى مطار هواري بومدين عن تذمرهم واستيائهم من هذا الوضع داعين الشركة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة والتكفل بهم سيما المرضى منهم وكبار السن والأطفال.