البلاد - ليلى.ك - حذر المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، الوزير شمس الدين شيتور، من الاستمرار في غلق أبواب الحوار في وجه الشركاء الاجتماعيين، مما ولد حالة غليان وغضب كبيرة وسط مختلف أطراف الأسرة الجامعية من تنظيمات ونقابات وهو ما سيقود القطاع حسبه نحو الاحتجاجات والاضرابات ما لم يسارع المسؤول الاول عن القطاع إلى مراجعة سياسته. هذا وكشف المنسق الوطني للمجلس الوطني لاساتذة التعليم العالي أن الوزير شمس الدين شيتور يرفض منذ تنصيبه على رأس القطاع إجراء أي لقاء مع ممثلي الأساتذة، وحتى مع ممثلي التنظيمات الطلابية، رغم تعليمات الرئيس والوزير الأول اللذان أمرا بفتح الحوار مع الشركاء الاجتماعيين. وقال ميلاط "إنه منذ تنصيب الوزير لم نلتق به، رغم أننا وجهنا له طلبا، إلا أنه لم يرد لا بالإيجاب ولا السلب، على خلاف كل الوزراء، بناء على تعليمات الرئيس بفتح الأبواب مع الشركاء الاجتماعيين، قاموا باستقبال جميع النقابات. وحسب ميلاط، فإن الوزير شيتور لا يزال يغلق أبوابه إلى حد اليوم، فهي "لحد اليوم منغلقة على نفسها رغم أن قطاع التعليم العالي من أهم وأخطر القطاعات الحكومية ويحتاج لثورة تغيير كبيرة في المفاهيم.. كما أن التنظيم يملك مشروعا قويا لتطوير الجامعة وهو في انتظار تطبيق تعليمات الوزير الأول ورئيس الجمهورية. وحذر محدثنا من حالة الغليان والغضب داخل القطاع، فكل الشركاء الاجتماعيين ساخطون، حسبه، حيث إن استمرت الامور على حالها، فانفجار الوضع في قطاع التعليم العالي أصبح قريبا، وقال "يوميا يتصل بي ممثلو بقية الشركاء الاجتماعيين من العمال والطلبة وهم يتألمون من هذا الواقع.. أحاول تهدئتهم لكن لن أنجح في لعب دور المطافئ لمدة طويلة لأن كل المطالب مستعجلة، فالقطاع لم يكن محظوظا وهمش كثيرا في العشريتين السابقتين وإن كان عرف طفرة كبيرة في المجال البنيوي والقاعدي.. لكن هناك إهمال كبير من الجانب البشري والاجتماعي..". واعترف ميلاط، أن الوزير الجديد غير مسؤول عن هذه الوضعية وأنه ورثها عن سابقيه، لكنه مطالب يضيف بالجلوس مع الشركاء، لوضع خطة طريق للنهوض بالقطاع، فنقابتنا تحمل برنامجا حقيقيا يتفرع على كل المجالات البيداغوجية من خلال إعادة النظر في نظام "أل أم دي"، المفروض على الجامعة الجزائرية، وكان سببا في تحطيمها. حسبه. كما تحمل النقابة حسب المتحدث تصورا لتحسين الجانب الاجتماعي للأستاذ الجامعي، "الذي يعاني الأمرين" في إطار برنامج يخرجه من هذه الوضعية المزرية، خاصة ما تعلق بالعجز في التأطير الذي تعاني منه الجامعة وارتفاع نسبة الدكاترة البطالين الذين أصبحوا اليوم يقدرون بعشرات الآلاف، "نحن لا نريد لقاء الوزير لتناول المشروبات والمرطبات وأخذ الصور.. بل نريد لقاء بناء يترتب عنه وضع خارطة طريق جديدة للجامعة الجزائرية بالشراكة بين الوزارة وجميع شركائها الاجتماعيين.." وحول قضية "الأجور"، قال ممثل "الكناس" إن ثقته كبيرة في رئيس الجمهورية في تحسين الظروف الاجتماعية للأستاذ الجامعي، "وعدنا الرئيس ونحن نثق في وعوده، وهي إعادة النظر في الوضعية الاجتماعية للأستاذ الجامعي، على اعتبار أن الأستاذ الجامعي اليوم يعاني بسبب أجره الزهيد، بدليل أن معهد الدراسات في واشنطن، السنة الماضية، وفي تصنيف لأجور الأساتذة الجامعيين في العالم، فإنه رتب الأستاذ الجامعي الجزائري في المرتبة الأخيرة عالميا، أي الأقل مقارنة ب220 دولة عبر العالم، حيث حتى الدول الفقيرة في الصحراء فإن أساتذتها أفضل من الأستاذ الجامعي الجزائري الذي يعاني من ظروف اجتماعية كثيرة.