البلاد - بهاء الدين.م - أعلنت حكومة الوفاق الوطني تواصل موجة الانسحاب في صفوف مقاتلين روس يدعمون قوات المشير حفتر، حيث انسحبوا من العاصمة إلى مطار بني وليد، قبل أن يتوجهوا إلى قاعدة تابعة لقوات حفتر وسط ليبيا. واعتبر مراقبون أن مغادرة المقاتلين الروس تضاف إلى سلسلة الهزائم، التي منيت بها قوات حفتر في الأيام الأخيرة. أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس، أن عمليات إجلاء مرتزقة شركة فاغنر الروسية المنسحبين من محاور القتال جنوبيطرابلس استؤنفت يوم أمس، ووصف انسحاب هؤلاء المرتزقة بأنه ضربة أخرى لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد تعرضها لسلسلة من الهزائم في الغرب الليبي. وقالت الصفحة الرسمية لعملية بركان الغضب إن طائرة شحن عسكرية من طراز "أنتونوف 32" هبطت صباح أمس، في مطار بني وليد (180 كيلومترا تقريبا جنوب شرق طرابلس) لاستئناف نقل المسلحين الروس، الذين انسحبوا عقب تقدم قوات الوفاق في عدة محاور جنوبي العاصمة، من بينها حي صلاح الدين ومشروع الهضبة وعين زارة. وأضاف المصدر، أن سبع طائرات شحن عسكرية كانت قد هبطت أمس، في مطار بني وليد، وجلبت معها كميات من الذخائر والعتاد العسكري. ونقلت عناصر شركة "فاغنر" وتابعت أن عدد الروس المرتزقة، الذين وصلوا إلى بني وليد هاربين من طرابلس، يصل إلى 1600 عنصر. ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورا للمسلحين الروس أثناء صعودهم الطائرة في مطار بني وليد، وكذلك داخل المدينة التي طالب مجلسها البلدي وأعيانها برحيل هؤلاء المرتزقة فورا. وكان عميد بلدية مدينة بني وليد، سالم نوير، قد قال في تصريحات إعلامية، إن مسلحين روسا وسوريين دخلوا أمس الأول، إلى مطار بني وليد المدني مع أسلحة وثلاث منظومات دفاع جوي وعربات وآليات مسلحة. وأضاف نوير، أن بعض هذه القوات غادرت المطار في ثلاث رحلات جوية وأخرى برية عبر الطريق المؤدي إلى قاعدة الجفرة الجوية التي تقع وسط ليبيا على مسافة 650 كيلومترا من العاصمة. وتابع أن المطار ما زالت فيه أعداد كبيرة من المسلحين الروس والسوريين في انتظار المغادرة. ونقلت وكالة "رويترز" عن جليل هرشاوي -وهو زميل باحث في معهد كلينغنديل- أن انسحاب مسلحي شركة فاغنر من محاور القتال جنوبيطرابلس يحرم حفتر من القوات الأجنبية المساندة له، والتي تعد الأكثر فاعلية والأفضل عتادا على هذه الجبهة المهمة. من جهته، قال أحمد المسماري، الناطق باسم قوات حفتر، إنهم لا يبنون خططهم على أساس احتلال الأرض أو بسط السيطرة بالقوة النارية. ونفى المسماري في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي (شرقي ليبيا) أمس، توقف عملياتهم في ضواحي طرابلسالجنوبية، وقال إن قواتهم لم تنسحب من مواقعها وإنما أعادت انتشارها وتمركزها. وذكرت تقارير إعلامية، أن وفدا أمريكيا وصل إلى بنغازي في مساع لإيجاد الحل، لكن السفارة الأمريكية في ليبيا نشرت عبر صفتحها في "تويتر" نفيا لهذا النبأ. وكانت قوات الوفاق حققت يومي الجمعة والسبت الماضيين، تقدما كبيرا جنوبيطرابلس بسيطرتها على عدة معسكرات ومواقع مهمة، ويأتي ذلك عقب خسارة قوات حفتر معاقلها في الغرب الليبي باستثناء مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، والتي تؤكد حكومة الوفاق أنها ستسعى لاستعادتها قريبا.