البلاد - آمال ياحي - دعا خبراء في قطاع الصحة السلطات الجزائرية الى عدم التوقف عن استخدام دواء الكلوروكين في علاج حالات المصابين بفيروس كوفيد 19، واصفين الدراسة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية حول فعالية هذا الدواء ب«المشبوهة" بسبب وقوف "لوبيات" أدوية وراء هذا الجدل الذي تسعى من خلاله مخابر عالمية معروفة لطرح دواء بديل في السوق يدر عليها أموالا طائلة. شكك رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، البروفيسور مصطفى خياطي، في مصداقية البحث الذي أجراه الطبيب الأمريكي ذو الأصول الهندية والذي استغرق شهرا فقط في حين أن مثل هذه الدراسات تتطلب 3 او 4 سنوات من التتبع للحالات والمقارنة بينها، قائلا إن الدراسة لم تحترم الأسلوب العلمي المعهود في مثل هذه البحوث. وبهذا الخصوص أوضح البروفيسور خياطي في تصريح امس ل«البلاد" أن الدراسة سلطت الضوء على المصابين الذين تناولوا الكلوروكين في مراحل متأخرة من المرض، ومعروف أن بروتوكول العلاج بالكلوركين مضاف إليه دواء زيترومكس يعطى للمصاب عند ظهور الأعراض الأولى للفيروس ليكون فعالا وهذا بالضبط ما تم اعتماده في الجزائر وأيضا في فرنسا التي شهد خبراؤها بنجاعة الكلوروكين في علاج المصابين بالفيروس قبل أن تتراجع سلطات هذا البلد، وتقول إن هذا الدواء يقتل رغم أن هيئات الصحة الفرنسية أكدت ان الفرنسيين استهلكوا 120 مليون قرص من دواء كلوروكين خلال السنوات القليلة الماضية في علاج الالتهابات وأمراض الروماتيتزم. ولهذا السبب أضاف المتحدث: "إننا نتعامل بحذر مع توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الإطار كونها تستمد تمويلها من المخابر الدوائية الكبرى وعملا بالمقولة الشهيرة "إذا عرف السبب بطل العجب" يتبين لنا أن عمل هذا الباحث لصالح المخبر العالمي الأمريكي "جلياب" مثير للريبة كون الأخير يعد صاحب عقار "رمديسيفير" الذي عرض مؤخرا على أنه "الدواء المعجزة" لعلاج الإصابة بفيروس كورونا، في حين ان هذا الدواء استخدم من قبل في علاج مرضى "الإيدز" و لم يعط نتائج إيجابية". علاوة على هذا ذكر الخبير أن إفريقيا تعطي احسن مثال في نجاعة دواء الكلوروكين الذي يستعمل منذ سنوات طويلة في علاج الملاريا وأعطى نتائج مبهرة، مشيرا بالمناسبة إلى مسألة جوهرية قد تفسر سر محاولات وقف علاج فيروس كورونا بالكلوروكين وهو الدواء الذي يكلف 10 أورو بينما يصل سعر الدواء "المنافس" الذي تريد مخابر أمريكية فرضه على الدول اي "رمديسيفير" إلى 1000 أورو للوحدة. من جهته أكد البروفيسور رياض مهياوي، عضو لجنة متابعة ورصد فيروس كورونا، عبر حصة "البلاد اليوم" أن الجزائر لن تتوقف عن منح بروتوكول العلاج "كلوروكين" للمصابين بفيروس كورونا. ورد البروفيسور قائلا "أبدا.. منظمة الصحة العالمية لم تقل توقفوا، بل طالبت بتوقيف الدراسات" لافتا الى أن "العمل بالكلوروكين في الجزائر لن يتوقف، وفي كل القطر الوطني يؤكد المختصون أنه حقق نتائج جيدة". ويؤكد البروفيسور رياض مهياوي أن كل غرف الإنعاش باتت شبه خالية من المرضى، منذ بداية إعطاء الدواء للمرضى، مشددا على أنه لم يصل اللجنة أي تقرير عن وفاة المرضى بعد تناول هذا العقار. ويشار الى أنه بعد جدل مطول حول عقار الملاريا، هيدروكسي كلوروكين، الذي استخدم في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد، قررت منظمة الصحة العالمية مطلع هذا الأسبوع تعليق التجارب التي تتضمن العقار. وأعلنت منظمة الصحة العالمية تعليق التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين لعلاج كوفيد 19، والتي تجريها مع شركائها في دول عدة، وذلك في إجراء وقائي حتى إشعار آخر. وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أن هذا القرار يأتي بعد نشر دراسة في مجلة "ذي لانسيت" الطبية، اعتبرت أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لكوفيد 19، ليس فاعلا وقد يكون ضارا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعتزم الإسقاط المؤقت لعقار "هيدروكسي كلوروكوين" دواء الملاريا الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتناوله من دراستها العالمية لعلاجات كوفيد 19 التجريبية، قائلة إن خبراءها بحاجة إلى مراجعة جميع الأدلة المتاحة حتى الآن. ولاتزال العلاجات الأخرى في الدراسة، بما في ذلك العلاج التجريبي "رمديسيفير" والعلاج المركب لفيروس نقص المناعة البشرية، قيد المتابعة حيث أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن العقار المضاد للفيروسات "ريميديسيفير"، ربما يكون أهم تطور حتى الآن في علاج مرضى فيروس "كورونا" المستجد. وقال هانوك، في مؤتمر صحفي "ربما تكون هذه أكبر خطوة إلى الأمام في علاج الفيروس التاجي منذ بدء الأزمة"، حسب وكالة "رويتر". وكانت وزارة الصحة البريطانية، قد أكدت في وقت سابق، أنها ستستخدم عقار "ريمديسيفير" المضاد للفيروسات في علاج مصابي "كورونا"، وتتوقع نتائج إيجابية وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت: إن "البيانات الأولية من التجارب السريرية على مستوى العالم أظهرت أن العقار يمكن أن يقصر وقت التعافي من "كوفيد 19" بحوالي أربعة أيام". يذكر أن المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة قالت، الأسبوع الماضي إن "بيانات تجاربها لهذا العقار أظهرت أنه أكثر فاعلية في علاج حالات كورونا التي تحتاج لأكسجين إضافي لكن لا تحتاج لأجهزة تنفس صناعي" وأكد الباحثون هذا بالرد "نظرا إلى ارتفاع حالات الوفاة رغم العلاج بريمديسيفير".