بهاء الدين. م: بدأ الجزائريون اليوم، العودة التدريجية لأوضاع الحياة الطبيعية بنسق بطيء ومحتشم، حيث لوحظ غياب المواصلات بالحافلات والقطارات بخلاف "قلة" من بعض سائقي سيارات الأجرة، الذين شرعوا في تقديم الخدمات، كما غابت عدّة أنشطة اقتصادية رغم السماح لها باستئناف عملها، في إطار المرحلة الثانية من التخلي عن تدابير "الإغلاق" بسبب تفشي جائحة كورونا. مواطنون يتنفسون الصعداء تنفس اليوم الأحد، المواطنون في 19 ولاية الصعداء، عقب تنفيذ قرار السلطات الرفع الكلي لإجراءات الحجر المنزلي، فيما استعاد سكان 29 ولاية أخرى بعضا من الحرية بفضل تمديد ساعات السماح بالتجول، ورفع تدريجي للقيود التي يشرف رجال الأمن والدرك الوطني على الالتزام بها عن كثب. ورغم ذلك تجلت مظاهر "تشديد تدابير التباعد الاجتماعي" بحركة محتشمة جدا لبعض سيارات الأجرة، فيما غابت الحافلات تماما بعدة ولايات، حيث رفض بعض الناقلين ما اعتبروه "قسوة" إجراءات الحكومة التي اتسمت بجملة من التدابير لوقف انتشار فيروس كورونا، رغم وطأة أشهر من الإغلاق ألحقت ضررا كبيرا بالاقتصاد، وصدمة إصابة الآلاف، ووفاة مئات الأشخاص، ففي العاصمة مثلا، بدأت تدب الحياة من خلال استئناف بعض التجار والمتعاملين الاقتصاديين والحرفيين لأنشطتهم التي رخصتها الحكومة، لكن الحركة العامة لا تزال محتشمة من قبل المواطنين، ولعل الدافع الرئيسي هو تأخر عودة النقل بالحافلات والقطارات لأسباب تتعلق بالتقيد بالاجراءات الحكومية المشددة، والتي دعا سائقو سيارات الأجرة لإعادة النظر فيها وتخفيفها بما يحفز العودة الكاملة لنشاطهم. المواصلات نقطة سوداء وفي هذا الصدد، أعلنت شركة استغلال "ترامواي الجزائر"، أمس، مواصلة عملية التجارب التقنية الخاصة بالعربات عبر كل التراب الوطني، لضمان عودة نشاط الترامواي في ظروف السلامة. وفي بيان لها، ذكرت الشركة أنه "في انتظار تعليمات السلطات النهائية، نواصل التجارب التقنية لضمان عودة الترامواي في "أفضل ظروف السلامة"، وقالت إنه سيتم الإعلان عن عودة نشاط الترامواي عبر ولايات "العاصمة، قسنطينة، وهران وورقلة" في الوقت الملائم. وأقرت الحكومة، السبت، السماح باستئناف نشاطات النقل الحضري للمسافرين بالحافلات وبالترامواي عبر كامل ولايات البلاد، بداية من أمس، شرط التقيد بالقواعد الوقائية. وفي ولاية تيزي وزو، شهد اليوم الأول من دخول قرار رفع الحجر الصحي حيز التنفيذ استئنافا تدريجيا لصورالحياة كما كانت عليه قبل جائحة كورونا. وأظهرت صور ومشاهد فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي ضجيج شوارع المدينة، التي اكتظت أرصفتها بالمواطنين وطرقها بالسيارات ووسائل النقل الجماعية التي استأنفت نشاطها ولو بنسق محتشم بعد قرابة 4 أشهر كاملة من توقفها لأسباب صحية ووقائية، لتكون صور أمس، من دخول قرار رفع الحجر الكلي في الولاية، الذي لقي ترحيبا كبيرا من طرف سكانها كبداية لاسترجاع المنطقة لحيويتها التي تعودت عليها قبل الوباء، إلا أن النقطة السوداء المسجلة تبقى دائما في مدى تقيد المواطنين وكذا التجار وأصحاب وسائل النقل، بالإجراءات الوقائية التي رافقت قرار رفع الحجر الكلي عن الولاية من عدمها. وفي عنابة التي استفادت من تمديد ساعات الحجر من الثامنة مساء إلى الخامسة صباحا، احتج سائقو سيارات الأجرة على ما وصفوه "تشددا كبيرا في إجراءات الحكومة بخصوص استئناف نشاطهم، خاصة فيما يتعلق بفرض العوازل وتغليف المقاعد وتوفير أدوات التعقيم مقابل نقل زبون واحد مع مع ما رافقه من زيادات في أسعار الوقود. الناقلون يحتجون وانتقد الناقلون في جل الولايات الشروط التي فرضت عليهم من أجل العودة إلى العمل، مؤكدين في حديثهم على أن السلطات العمومية كان عليها الأخذ بعين الاعتبار أيضا انشغالات المهنيين، لاسيما في قضية مدى قدرتهم على توفير كافة هذه الشروط، خصوصا بعد أربعة أشهر من التوقف عن العمل، وهي الدوافع التي جعلتهم يتمسكون بقرار تنظيم وقفات احتجاجية في بعض الولايات للمطالبة باستئناف نشاط جميع أصناف وسائل النقل، بما فيها العاملون على مستوى خطوط النقل ما بين البلديات. ورغم عودة التجار إلى محالهم إلا أن ذلك لم يساهم في عودة المواطنين بالأعداد المتوقعة، لاسيما في ظل دعاوى مستخدمي قطاع الصحة إلى ضرورة الاستمرار في التقيد بتدبير الوقاية وكذا الحجر والخروج إلا للضرورة، وهي كلها عوامل توحي بأن استرجاع الولايات لنمط حياتها العادية ربما يتطلب أشهرا إضافية.