البلاد - خ.رياض - قال المدير العام للغابات، علي محمودي في حديثه المفصل عن ظاهرة تجدد الحرائق في الجزائر أمرية رئيس الجمهورية بفتح تحقيق فوري حول الحرائق التي شبت في غابات الوطن، أتت بثمارها على الصعيد الميداني، بدليل أنه تم توقيف 6 أشخاص في بلدية الكرمة بولاية الطارف الحدودية، بينهم 3 تم إيداعهم الحبس المؤقت وثلاثة آخرين تم إخضاعهم لنظام الرقابة القضائية. كما تم توقيف شخص آخر في الولاية نفسها له صلة بالحرائق التي اندلعت في الشريط الغابي، علاوة على توقيف 3 شبان ذهبوا للشواء في غابة "فسديس" في اليوم الثاني من عيد الأضحى وتسببوا في حريق مهول وجدت فرق الإنقاذ صعوبة في إخماده. وفي بلدية "تاكسانة" بولاية جيجل، تم القبض على شخص أيضا، كما جرى وضع اليد على شخصين في ولاية تيبازة تعديا على أعوان إدارة الغابات بعد انكشاف أمريهما بتخريب أشجار بغرض التجارة غير الشرعية في الحطب. وبشيء من التفصيل، أكد محمودي، أن العمليات التخريبية للغطاء النباتي التي دمرت لحد الساعة ما يقرب عن 10 آلاف هكتار، أغلبها مدبرة ومفتعلة بأيادي إجرامية عن قصد، حيث انتشرت في مناطق واسعة وفي غابات ذات كثافة وتضاريس وعرة تعيق سرعة التدخلات الأولية لإخمادها، مشيدا بالتدابير الصارمة التي أعقبت هذه الأفعال المدبرة، من خلال تحقيقات مصالح الأمن الواسعة، تنفيذا لأمرية رئيس الجمهورية، الذي شدد على تطبيق القانون بصرامة لمعاقبة الفاعلين، مضيفا أن كل من ثبت تورطه سيحال على محكمة الجنايات لأنه الفعل المعاقب عليه يصنف ضمن الأفعال الجنائية، مشيرا إلى أنه منذ صدور أمرية الرئيس، بدأت التدابير تتجلى ميدانيا من خلال عدد المحاضر الأمنية التي أحيلت على العدالة في مناطق مختلفة من البلاد. وأبدى المدير العام للغابات، أسفه العميق حيال "السلوك البشري العنيف" الذي تسبب في إصابات خطيرة في صفوف أعوان الغابات بسبب الانفجارات الكثيرة لقنابل تقليدية، التي تم تسجيلها في عدة ولايات، موضحا أن الانفجارات وقعت في كل من سعيدة، سيدي بلعباس وتيزي وزو، أسفرت عن إصابات أبرزها إصابة بالغة الخطورة لعون غابات في تيزي وزو. كما أعلن عن تسجيل انفجار ألغام تقليدية في المدية، عين الدفلى والطارف، مدسوسة في "خط موريس"، لتبلغ الحصيلة 17 لغما انفجر ولم تسجل أيّ خسائر بشرية. وفي هذا السياق، قال محمودي، إن تنصيب لجنة متابعة أسباب ارتفاع الحرائق جاءت في وقتها، لتحديد المسؤوليات ومتابعة المتسببين في هذه النيران، التي كانت معظمها متعمدة وبفعل بشري خالص، كما هو الحال مع حريق تيزي وزو، الذي دمر 500 هكتار وحريق آخر آتى على المساحة نفسها بولاية بجاية بفعل عائلة أمضت عطلة بمنزلها في غابات أقبو. وأشاد المتحدث كثيرا بقرار تحيين مخطط حماية الغابات، الذي كان موجودا منذ عام 1987 لكن لا يتم تطبيقه لأسباب تتعلق بتداخل الصلاحيات، مؤكدا أن الوزير الأول عبد العزيز جراد، أبدى وقوفه الكامل مع أعوان الغابات بعد الاجتماع الأخير معه، معلنا عن وقوف الدولة بالمرصاد لوقف الظاهرة مع إلحاق فرق أمنية عن جهازي الشرطة والدرك بخلية متابعة أسباب ارتفاع الحرائق التي شبت في غابات الوطن . ورأى محمودي، تدخل الدولة هو تشجيع لمستخدمي قطاع الغابات، لمواصلة كفاح إطفاء النيران المشتعلة، كما أثنى على الوزير الأول بوضع مخطط خاص في كل ولاية وتوفير الإمكانات الخاصة لمنع الحرائق ومتابعة الجهات التي تقف خلف هذه الأعمال التخريبية. ولدى استعراضه أرقام الحرائق التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، قال مسؤول قطاع الغابات، إن السنة الجارية عرفت حرائق قياسية كونها شهدت زيادة بحوالي 400 هكتار خسائر، بخلاف فترة 2018/ 2019، التي أتلفت فيها 23 ألف هكتار، مضيفا أن إدارة الغابات ترقبت في أوائل جوان عام أحسن من سابقيه، غير أن كل التوقعات سقطت في "الماء" حسبه، بدليل أن ارتفاع الحرائق وتسجيل إضرام عمدي للنيران في ما لا يقل عن 40 ولاية، جعل المديرية العامة تراجع توقعاتها، مؤكدا أن عام 2020 سيشهد أضخم الحرائق منذ 20 سنة. في هذا الإطار، كشف محمودي عن أن توصيات الوزير الأول تحثّ على تحيين مشروع حماية الغابات من الحرائق مع "الفاو" مموّل من سفارة اليابان، وفق 3 ركائز تشتغل كلها في أسباب الحرائق، قائلا إنه لغاية اليوم لم يتسن معرفة أسباب اندلاع 85 بالمائة من الحرائق في الواجهة الجنوبية للبحر المتوسط. أما بشأن تطبيقات متابعة الحرائق، أورد المتحدث أن هناك عون من محافظة الغابات في الطارف يتوفر على تطبيق لمتابعة الحرائق، إضافة إلى تطبيق "إفيس" العالمي تابع لدول أوروبا الذي يعطي للجزائر التنبؤات. هذا وقال المدير العام للغابات، علي محمودي، إن فيروس كورونا المستجد، ضرب قطاع الغابات بدوره، مسجلا إصابة 57 عونا بكوفيد 19، ووفاة محافظ الغابات لولاية جيجل اسماعيل كدية في مستشفى جيجل بعد صراع مرير مع الفيروس التاجي. وكشف المتحدث لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، عن أن 6 مدراء ولائيين في مختلف ولايات الوطن، أصيبوا بفيروس كورونا منذ ظهور الوباء في الجزائر وذلك من ضمن الحصيلة الإجمالية لعدد المصابين في قطاع الغابات. كما تحدث عن إصابة عون في محافظة القطاع بولاية البليدة بحريق من الدرجة الثالثة وهو متواجد بمصلحة الحروق بمستشفى الدويرة.