انتعشت مجددا أسعار العملات الأجنبية في الأسواق الموازية لصرف "الدوفيز" , موازاة مع الأنباء غير الرسمية التي تغذي الشارع بعودة الفتح التدريجي للحدود الدولية التي فرضت إغلاقها جائحة كورونا منذ بروز الوباء في الجزائر . وعادت أسعار العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" , إلى الارتفاع في اليومين الأخيرين , مسجلة عودة لافتة لتعاملات صرف العملة في الأسواق الموازية من خلال اصطفاف عشرات الشباب وسط أسواق السكوار ببور سعيد في العاصمة والمدينة الجديدة في وهران والأقواس في سطيف أو "سوق دبي" في العلمة على وجه التحديد. وتجاوز أمس الاثنين, سعر الأورو في سوق سكوار بالعاصمة, 220.75 دينار للشراء مقابل 223.20 دينار للبيع لفئة 100 أورو, فيما بلغ سعر ذات العملة الأوروبية الأكثر طلبا لدى الجزائريين, في التعاملات الرسمية لدى بنك الجزائر 162.12 دينار للشراء، و162.16 دينار للبيع, في حين كانت هذه العملة, في السابق تتأرجح بين 19 ألف دينار و20 ألف دينار كما وصل سعر الورقة الخضراء, "الدولار" لدى تعاملات السوق السوداء 180 دينارا للشراء مقابل 182 دينارا للبيع مقابل 132.27 دينار للشراء و132.29 للبيع في المصرف الجزائري الرسمي . هذه الزيادة البارزة , تشي بازدهار السوق السوداء في الأيام القادمة أمام العودة التدريجية لتجارة الشحن البحري وتواصل رحلات إجلاء أفراد الجالية في المهجر موازاة مع عودة الحديث عن فتح المجالين الجوي والبحري أمام نجاح الجزائر في كبح توالد فيروس كورونا . ويرى باعة الدوفيز في الأسواق الموازية , أن سوق صرف العملات يخضع إلى تقلبات غير مفهومة ولا يمكن الجزم باستقرارها , لأنها تخضع إلى ظروف تتحكم فيها أحداث وطنية وعالمية في بعض الأحيان , مستدلا بأسعار الأورو في نوفمبر الماضي على سبيل المثال التي تم استبدال الأورو الواحد مقابل 199 دينارا , لينخفض إلى مستوى 190دينار في أوقات الذروة التي بلغها الفيروس التاجي وتعطل ماكينة الحياة من جديد , لتعرف العملة الأوروبية الموحدة منحى تصاعديا في شهر ديسمبر بعد تقلص المنحى الوبائي وعودة الأنشطة التجارية إلى الواجهة , لتحافظ على صعودها بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة , وهو ما يجمع عليه غالبية تجار "الدوفيز" في الجزائر . وفي نظر باعة المدينة الجديدة في وهران , فان ثمة مؤشرات قوية توحي بارتفاع دراماتيكي في سوق صرف العملة في الأسواق السوداء , بدليل تدفق متداولين أكثر من المعتاد على السوق السوداء في وهران , وهو ما لمسه كثيرون في سوق "سكوار " ببور سعيد بالعاصمة , الذي يعتبر الأقدم في الجزائر , وبرأي " عز الدين غ" تاجر في السوق السوداء , فان هناك ما يبعث على زيادات كبيرة في أسعار "الأورو" في نهاية شهر جانفي وبداية فبراير , وبحسب قوله ، فإن سوق الصرف الموازي يستعد لإنعاش ذروته منذ أن بدأت الشائعات الأولى تنتشر حول إعادة وشيكة لفتح الحدود التي أغلقتها الجزائر لتطويق فيروس كورونا. كما رأى تاجر فوركس أخر على دراية بتجارة العملات الصعبة , بأن الأسواق السوداء عادت لتبسط قوتها في هذا المجال , بدليل ارتفاع طلبات المستوردين وكثرة الطلب على "الأورو" في الأسبوعين الأخيرين , وأضاف " هواري م" معروف جيدا في سوق العملات بالجملة في وهران , أن نقاط بيع العملات الصعبة في الجزائر لاسيما المعروفة أو غير المشهورة , من المرجح تماما , أن تطلق فترة الفراغ الرهيب التي مرت بها ساحات تسويق العملات منذ ظهور كورونا أو الفترة التي شهدت تداول العملة الأوروبية بأقل من 190 دينارا مقابل 1 يورو ، أو ما وصفه بالفترة التي عرفت هجرة شبه جماعية للباعة أو المشترين . ويبدي تجار العملات الأجنبية تفاؤلا غير مسبوق بشأن الأيام القادمة لصرف العملات الصعبة , بالموازاة مع الأنباء غير الرسمية التي تتداول بقرب فتح الحدود في الأيام المقبلة وفق بروتوكول صحي صارم ، بينما يبقى القرار النهائي بيد السلطات العليا للبلاد واللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا الأخذ في التناقص في الأسابيع الأخيرة في الجزائر .