ارتفع سعر صرف الأورو على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة، السبت، ليبلغ 21 ألف دينار للبيع لكل مائة وحدة من العملة الأوروبية، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بداية وباء كورونا. تفاجأ قاصدو سوق بور سعيد "السكوار" في العاصمة وأماكن صرف العملة الصعبة في عدد من ولايات الوطن بارتفاع سعر الأورو، السبت، الذي لم يتجاوز، قبل أسبوع، حدود 19000 دينار مقابل 100 أورو، ليقفز إلى 21 ألف دينار جزائري، فيما وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 170 دينار. وقد أرجع بعض باعة الدوفيز وصرافي العملة الصعبة في الأسواق الموازية، في حديثهم ل"الشروق" سبب ارتفاع العملة الأجنبية إلى عدة عوامل، أهمها توقعات بعودة حركة النقل الجوي بداية من شهر جانفي المقبل بعد وصول اللقاح المضاد لكوفيد 19، مما دفع بالمواطنين إلى اقتنائه بالسعر الحالي لإعادة بيعه مستقبلا بسعر أعلى، وهو ما رفع الطلب وقلّص العرض، الأمر الذي رفع الأسعار بشكل ملحوظ في ظرف 24 ساعة، إلى جانب اقتراب مواعيد توقيع رخص استيراد جديدة برسم سنة 2021، الأمر الذي دفع بالتجار إلى التهافت على السوق الموازية للعملة الصعبة للتموّن قبل بداية العملية. وبالرغم من الارتفاع الكبير في سعر الصرف، إلا أن هذا لم يؤثر على حجم التداولات في السوق السوداء، بل بالعكس، حيث لا يزال الإقبال على شراء العملات الأجنبية وبالأخص الأورو والدولار يعرف أعلى مستوياته، خاصة مع الانهيار المستمر للعملة الوطنية، كما أن "كورونا" التي اجتاحت جميع دول العالم لأزيد من عام وتسببت في خسائر اقتصادية كبيرة في جميع القطاعات، فإنّ العملة الصعبة تراجعت قليلا قبل أن تعاود الانتعاش تدريجيا كلما لاحت بوادر الانفراج، حتى وصل، السبت، مستويات قياسية في الجزائر منذ بداية الأزمة. وكل هذا يأتي في ظل إصرار بنك الجزائر على رفض فتح مكاتب صرف لتحويل العملة في الظرف الراهن، إذ يعد السياح والمتعاملون الاقتصاديون من أكبر المتضررين جراء غياب مكاتب الصرف الرسمية، حيث تفرض عليهم الظروف اقتناء العملة الصعبة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة عن السوق الرسمية التي غالبا ما يكون فيها الدوفيز غير متوفر.