نتقل اليوم إلى رحمة الله البروفيسور كاظم العبودي المختص في الفيزياء النووية، وكان العبودي وهو عراقي الأصل، قد اضطر للهجرة القسرية، إذ وصل إلى دمشق وبيروت في محطته الأولى العام 1975، ومنها إلى وارشو عبر دول أوربية عدة، ثم استقر به الحال في الجزائر بجامعة وهران. نشط علمياً الفقيد في البحث والمتابعة الميدانية والنشر العلمي، متفرغاً لأهم ملفين يتعلقان بمتابعة جرائم الإشعاع واستخدام اليورانيوم المنضب في الحرب على العراق، بإصدار كتابه "بشر نعم.. فئران مخبرية لا" في العام 1993، كما تابع البحث والتقصي العلمي لملف "الجرائم النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية"، منجزاً عشرات الأبحاث والدراسات العليا، فأصدر كتابه "يرابيع رقان.. جرائم فرنسا النووية في الصحراء الجزائرية" في العام 1996 وشارك في عشرات المؤتمرات وورشات البحث الوطنية والدولية حول جرائم الإشعاع وأسلحة الدمار الشامل فأنجز خلاصتها في تقديم رسالتي دكتوراه دولة في فلسفة الأخلاق، بجامعة وهران في العام 2011، متناولاً الجانب الأخلاقي والعلمي والتوثيقي لجرائم أسلحة الدمار الشامل في العراقوالجزائر وفلسطين. وشغل مناصب عديدة في مخابر البحث الجامعي وورشاته وأصدر أكثر من 44 كتاباً أكاديمياً وعلمياً، منها عشرة كتب متخصصة حول قضايا الإشعاع والتلويث البيئي، بالإضافة إلى إسهاماته في حقل الترجمة العلمية وتدريس مواد الفلسفة وتاريخ العلوم، إلى جانب تخصصه الرئيس في الفيزياء النووية والحيوية والكيمياء الإشعاعية. وحصل على جائزة المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر، في أول مسابقة حول الأعمال، التي تبحث القيمة العلمية واللسانية للغة العربية في بحث حول "تأملات في مصطلح الخطاب الجامعي"، كما نال عشرات التكريمات والجوائز في الجزائر وعدد من الدول حول دوره في نشر الثقافة العلمية وفضح جرائم الاستعمار في ملفات الحرب النووية والكيمياوية والجرثومية والإبادة والمجازر الجماعية المرتكبة ضد الشعوب. وشغل منصب أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران، منذ العام 1984 حتى وفاته، وباحث في حقل الاشعاع والبيئة، وعضو ومدير عدد من مشاريع البحث ومخابر البحث العلمي في الحقل الإشعاعي والبيئي. اجتماعياً، فإن الدكاترة عبد الكاظم العبودي متزوج ولديه ستة أولاد، أربع بنات، وولدان، له منهم 12 حفيداً وسبطاً، وهو يمارس هوايات: الكتابة العلمية والنشر، الترجمة، الصحافة والإعلام، كتابة الشعر، والتصوير الفوتوغرافي، ويهوى المسرح ويمارس كتابة النقد الأدبي والتشكيلي.