مرة أخرى يثبت أتباع سعيد سعدي أنهم من جنس ”خاص” على خلاف باقي الجزائريين، وأن الجهوية الضيقة هي التي تغذيهم وتتحكم في سلوكاتهم· فبعد الحرب التي أعلنوها على مسجد أغريب بتيزي وزو جهارا نهارا، حيث لم يراعوا حرمة بيت الله الذي هدموه من أساساته بدعوى أنه وكر للقاعدة وللسلفية، جاء دور الحرب القذرة على رئيس فريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي، الذي اتهموه بالانخراط في حملة ”معادة القبائلية”، وهي حملة وهمية لاوجود لها إلا في أذهان أتباع سعيد سعدي· والعيب في هذه القذارة الأرسيداوية الجديدة أن دعوى هؤلاء مبنية على الجهوية الضيقة، حيث لم يهضم الأرسيدي كيف تخلى حناشي عن أربعة لاعبين هم برفان وأوصالح وبرشيش ودويشر، وعلى الرغم من ان إدارة الشبيبة تخلت عن عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا وراء فوز الشبيبة بكأس الجمهورية العام الماضي، إلا أن أرسيدي تيزي وزو لم يحتج إلا لتسريح هؤلاء الأربعة دون غيرهم، والسبب واضح ومحدد في بيان الحزب: وهو أنهم ينحدرون من منطقة القبائل، ما يؤكد المؤامرة على المنطقة من خلال استهداف أحد معالمها وهي شبيبة القبائل! بهذه الصورة الجهوية المقيتة يتحدث الأرسيدي عن فريق عريق بحجم الشبيبة، ظل دوما مصدر فخر واعتزاز لجميع الجزائريين، لكن يبدو أن جماعة سعدي لا يعجبهم هذا الأمر، حيث يحرصون على أن تتحول الشبيبة إلى فريق قبائلي فقط، بل فريق يمثل ولاية تيزي وزو فقط! نقول هذا عندما نتذكر أن هؤلاء الأرسيداويين الغيورين على الشبيبة لم يقولوا كلمة واحدة عندما سرحت إدارة الفريق لاعبين صنعوا مجد الشبيبة وهم في أوج عطاءاتهم، على غرار الحارس فوزي شاوشي والأخوين مفتاح ربيع ومحمد وفاروق بلقايد، وغيرهم كثير، والسبب أن هؤلاء النجوم ليسوا من قبائل تيزي وزو·· نعم لقد وصل الحال بأتباع سعدي إلى أن يميزوا بين أبناء المنطقة بطريقة جهوية وعصبية مقيتة، بل إنهم هددوا في بيانهم أمس إلى أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي ”في مواجهة المكلفين بمهام في منطقة القبائل”، وهي دعوة واضحة للفتنة و”التخلاط” بدعوى حماية فريق الشبيبة من ”اللاقبائلية”، بينما هي في الواقع رغبة في إثارة الفوضى والفتنة، مع اقتراب مواعيد سياسية حاسمة· محمد عماري ربما سعدي الذي فشل في مسيراته ”السبتية” للإطاحة بالنظام في العاصمة يريد نقل المعركة إلى الإطاحة بحناشي في تيزي وزو!!