لايوجد وصف دقيق يمكن أن نطلقه على ما يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد بأبناء شعبه· هل يعقل أن يتحوّل حامي الديار إلى جزار، سفاح، يسفك دماء الشباب والأطفال من أبناء جلدته دون تردد؟ ·· نعم·· يمكن أن يحدث هذا من أي حاكم اختلت موازين الحكم تحت قدميه·· نعم·· يمكن أن يحدث هذا في أي بلد تحكم الديكتاتورية مفاصله، ويعيث فيها الفساد دون حسيب ولا رقيب، ويمكن أن يحدث هذا في أي بلد من بلاد الله وأرضه الواسعة التي ضاقت بسكانها في سوريا، فهجروا الديار تحت جنح الليل··· وسارعوا للنجاة من بطش حماة ديارهم·· نعم·· يمكن أن يحدث هذا من طرف أي حاكم دموي شريطة أن لا يقول أنه أسدا، وإلا اجتمعت حيوانات الغابة من زمن ابن المقفع إلى قصص الأطفال الصغار تحتج على الإساءة لملكها·· الأسد، لأن الأسد لا يقتل من حوله·· ما هكذا تفعل الأسود يا آل الأسد، ما هكذا يفعل الخصم المحترم بخصمه حتى لو كان على خطأ· أنتم تقتلون وتوغلون في القتل، مجازر لم يعرف لها التاريخ العربي الحديث مثيلا ترتكب من طرف حاكم عربي بحق شعبه، ثم إلى أين وصلتم بهذا القتل الوحشي والهمجي والبربري بحق إخوانكم وأبنائكم؟ هل عاد الأمن؟ هل نجحت هذه السياسة الهولاكية في إعادة ما تصفونه بالأمن إلى سوريا، لا يمكن وقف حتمية التاريخ، ولا يمكن القفز على إرادة الشعب، والسوريون اليوم أرداوا الحياة ولا بد أن يستجيب القدر على رأي الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، لذلك لم يبق لكم إلا اختيار منفاكم وترك سوريا لشعبها حتى يقرر مصيركم على طريقة الشعب المصري في تعامله مع آل فرعون·عبد السلام بارودي