استبقت وزارة التربية الوطنية نقابات قطاع التربية الوطنية التي كانت تنوي عقد أيام وملتقيات وطنية لمحاربة العنف المدرسي ومنها التنسيقة الوطنية للمساعدين التربويين التي كانت بصدد التحضير لعقد ملتقى وطني بولاية سكيكدة حول ظاهرة العنف المدرسي. كما صرح به المسؤول الوطني السيد: مراد فرطاقي ''للبلاد'' في وقت سابق. وقد أصدرت وزارة التربية الوطنية منشورا وزاريا جديدا تحت رقم / 69و. ت. و / أ. خ، يدعو إلى محاربة العنف المدرسي بالطرق البيداغوجية. وقالت وزارة التربية في هذا المنشور إن بوادر جديدة تسيء إلى مهمة المدرسة بدأت تظهر في المدة الأخيرة في بعض مؤسسات التربية والتعليم وتشوه سمعتها وتمس وظيفتها كمؤسسة اجتماعية، باعتبارها فضاء للحوار والتسامح والتشاور والمشاركة المجتمعة وتتمثل هذه البوادر في مظاهر العنف التي تأخذ أبعادا مختلفة وممارسات متنوعة، مثل العقاب البدني والشتم والإهانة والاعتداء وفي مستويات مختلفة بين التلاميذ وبين الأساتذة والتلاميذ وحتى بين الأولياء والأساتذة. وفي هذا الإطار -أضاف بيان وزارة التربية الوطنية- أن وزارة بن بوزيد تسعى إلى الحد من ظاهرة العنف المدرسي بالطرق البيداغوجية ويتطلب ذلك جملة من المساعي داخل حجرات الصف وخارجها وتنظيم العلاقات بين مختلف أطراف الجماعة التربوية في مؤسسات التربية وفي محيطها، وطلبت الوزارة من رؤساء مؤسسات التعليم استثمار الأنشطة التعليمية في مختلف المستويات ومراحل التعليم للتأكيد على قيم التسامح والحوار واحترام الآخر ونبذ العنف مهما كان نوعه كشكل من أشكال التعبير. ويضيف المنشور أن القدوة الحسنة للمعلمين والأساتذة هي السبيل الوحيد والأمثل لغرس الفضائل وقواعد المعاملة الحسنة مع الآخرين لدى الناشئة. وفي هذا السياق اقترحت الوزارة تخصيص حصتين أسبوعيا من حصص التربية الخلقية في مرحلة التعليم الابتدائي لتناول مظهر من مظاهر العنف مع التلاميذ يتوافق ومستواهم الإدراكي والانفعالي. كما يمكن استغلال التعليمات المقررة لأنشطة التربية المدنية والتربية الإسلامية والتربية البدنية في مستوى التعليم المتوسط لتنمية سلوكات إيجابية لدى التلاميذ ودعم القيم التي تخدم الجانب العلائقي وفي مرحلة التعليم الثانوي، حيث يكون التلاميذ أكثر نضجا واستعدادا. ودعا المنشور إلى استغلال الفضاءات التربوية لتحسيس التلاميذ بأهمية الحوار والتشاور والتفاهم ونبذ العنف وتوعيتهم بانعكاساته الخطيرة على الفرد والمؤسسة والمجتمع. كما دعا المنشور أعضاء الجماعة التربوية مجتمعة إلى تنظيم العلاقات فيما بينها بما يمجد روح العمل والمواضبة وبذل الجهد والمثابرة واحترام الآخرين في ذواتهم وقناعاتهم وممتلكاتهم والتعامل مع الآخرين دون تمييز. ودعا المنشور إلى ضرورة إعطاء العناية البالغة لهذه الإجراءات في محاولة للحد من ظاهرة العنف المدرسي التي أخذت في التنامي في الفترة الأخيرة في مختلف مؤسسات التعليم الوطنية.