حمّل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أمس، مسؤولية تنامي ظاهرة العنف بالمدارس الجزائرية، لفيدرالية وجمعيات أولياء التلاميذ، التي لم تسع جاهدة لإيجاد سبل كفيلة بمعالجة الظاهرة، في حين أرجعها مجلس ثانويات الجزائر إلى غياب المتابعة البسيكولوجية والنفسية من قبل مرشدين نفسانيين• وقال عمراوي مسعود، المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح ل"الفجر"، أن ظاهرة العنف التي أصبحت تنتشر في مختلف المؤسسات التربوية دخيلة على المجتمع الجزائري، جراء تخلي الأسرة عن دورها الأساسي، بسبب الجري وراء تحسين الأوضاع الاجتماعية، وكسب لقمة العيش في ظل الغلاء والارتفاع الفاحش للمواد الغذائية، مما انعكس سلبا عن تربية الأبناء أو مراقبتهم، حيث فتح المجال للشارع ورفاق السوء• وأشار النقابي في تحليله للوضع إلى غياب التوعية المدرسية وإهمال فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ دورها الأساسي في التحسيس وإيجاد أنجع الطرق لمعالجة الأسباب الحقيقية لتنامي العنف، رغم التقارير العديدة التي أثبتت تفاقم الأوضاع إلى حد الاغتيالات بالسكاكين• ويشكل قرار وزارة التربية الوطنية، الرامي إلى منع التأديب على مستوى المدارس أهم عائق لضمان السير الحسن للمنظومة التربوية، حسب ما أضافه عمراوي، مؤكدا أن القوانين التي جاءت لإقصاء الجزاء والعقاب، هو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الظاهرة، باعتبار أن مهمة الأستاذ أصبحت تكمن فقط في تلقين المعارف، دون إعطائه الحق في استعمال أسلوب الجزاء، في حين أن المادة 22 من القانون التوجيهي جاءت لتحمل الأساتذة مسؤولية ما يحدث للتلاميذ على مستوى المؤسسات التعليمية• من جهته، اعتبر مجلس ثانويات الجزائر، من خلال مكلفه بالإعلام، عاشور إيدير، غياب المرشدين النفسانيين على مستوى المدارس من أهم العوامل الأساسية التي تقف حاجزا أمام إعادة السلم للمدرسة الجزائرية، حيث أكد على ضرورة المتابعة النفسية للتلاميذ، بدل اقتصارها على مستشاري التوجيه• وفي ذات السياق أشار إلى الوضعية الاقتصادية لأغلبية الأسر الجزائرية، والتي ساهمت في تخلي الأولياء عن مهمتهم المعهودة، والمتمثلة في ضمان تربية حسنة لأطفالهم، داعيا السلطات العمومية إلى توحيد جهودها لرفع القدرة الشرائية، وضمان مستقبل زاهر لجيل المستقبل• ملتقى وطني للوقاية من العنف المدرسي وترتقب مختلف أطراف الأسرة التربوية أشغال الملتقى الوطني حول الوقاية من العنف في الوسط المدرسي، المقرر انطلاقه اليوم بالمعهد الوطني لتكوين الأساتذة وتحسين مستواهم، تحت إشراف وزارة التربية الوطنية• وينتظرون أن يتناول الملتقى الظاهرة بموضوعية ويسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها مع إعطاء الأولوية للوقاية من العنف في الوسط المدرسي، حتى وإن كانت معالجاتها ليست مقتصرة على الوزارة الوصية، خاصة وأن الملتقى يحضره مختصون في المجال، وجمعيات أولياء التلاميذ، وكافة فعاليات الأسرة التربوية من أساتذة ومدراء ومفتشين، وممثلي النقابات الناشطة في القطاع•