بأعالي القصبة العتيقة بالجزائر العاصمة، يرقد الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الثعالبي، ذلك الولي الذي ترك آثاره في نفوس الجزائريين وبقي مقامه مزارا يتوافد عليه الزوار والمريدون، وتتبرك به العائلات العاصمية ويقبل عليه الزوار من كل حدب وصوب، وخصوصا في المناسبات الدينية وبالأخص في شهر رمضان، حيث يتقربون إليه باعتباره من الصالحين بل وأكثر من ذلك فإن الاعتقاد السائد لدى العاصميين أنه حامي ”الجزائر” المحروسة، بل اسمها ارتبط بمدينة سيدي عبد الرحمن نسبة إلى هذا الولي الصالح· زوار الولي الصالح ليسوا عاديين، يجدون فيه ضالتهم بعدما ألمت بهم الهموم والمشاكل الاجتماعية اليومية لذا فإن زواره من النساء والرجال يطلبون المغفرة والرحمة في ضريحه باعتباره وليا صالحا وله كرامات، ويقومون بطقوس خاصة كوضع الحناء وإشعال الشموع والتذلل والإلحاح في طلباتهم· وكثيرا ما تزور الفتيات العوانس هذا الضريح فيطلبن الزواج أو الستر، وأيضا من يعانون من أمراض كثيرة أكثرها الوسوسة والجنون بل ويطلبون الرقية من خادم الضريح· وقال الباحث في علم الأنثربولوجيا والمختص في التصوف، الدكتور زعيم خنشلاوي، إن الولي الصالح سيدي عبد الرحمن (13841471) ينحدر من سلالة شهيد الإيمان جعفر بن أبي طالب المعروف بالطيار بن عم النبي، قام بوظيفة الإرشاد الروحي في العاصمة أو جزائر فبني مزغنةف وتلقينه قواعد الحكمة الإلهية النظرية· واعتبر خنشلاوي في أحد محاضراته التي اطلعت عليها ”البلاد” أن رسالة الولي الصالح توصي سكان العاصمة بعدم توريث الأحقاد والضغينة وأهمية التواصل بين الأرحام و إكرام الجيران وأن الكراهية لا يمكنها أن تشفى بالكراهية بل بالعفو والتسامح· ومن جهة أخرى أصبح الضريح قبلة للفقراء والمتسولين الذين يتوددون لزوار الضريح ممن يجودون عليهم بصدقاتهم خصوصا عندما يخرجون من الضريح وبعد الانتهاء من الزيارة و هو ما نجده يوميا أمام هذا الضريح خلال شهر رمضان فضلا عن أيام الجمعة أين يكون مزارا يقبل عليه الكثيرون قبيل صلاة الجمعة· ويجدر النتبيه إلى أن التوسل والتمسح بقبور الأولياء ودعائهم والذبح والنذرلهم من الشرك بالله تعالى· ولا تجوز في دين الله، قال تعالى:” إن لايغفر أن يشرك به، ويغفر مادون ذلك لن يشاء”،فكل ذنب مهما بلغ قد يغفره الله لك يوم القيامة ماعدا لشرك بالله، قال تعالى:” إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار”