تعتزم بعض عائلات البحارة الجزائريين المحتجزين من قبل قراصنة صوماليين منذ سبعة أشهر، إطلاق حملة تبرع وطنية من أجل جمع أموال الفدية لتقديمها للقراصنة مقابل إطلاق ذويهم· وهي فكرة اقترحها بعض المتضامنين من المواطنين الذين أبدوا تضامنهم مع عائلات 17بحارا· وتأتي مبادرة بعض العائلات بعد ما فقدوا ثقتهم في طريقة تسير الملف الذي يتم في غموض تام حسب سهيلة، وهي إحدى أقارب البحارة المحتجزين التي قالت ”إن الفكرة اقترحها مواطنون على العائلات خلال الاعتصامات التي نظمتها بالعاصمة”· وبدت سهيلة غير متحمسة للفكرة مقارنة بعائلات أخرى فقالت ”نخشى ألا ترضى الحكومة بدفع الأموال التي يمكن أن نجمعها من المحسنين والشعب خاصة أن الدولة لا تزال مصرة على موقفها الرافض دفع الفدية رغم أن الأمر يختلف هنا”·
وأوضحت المتحدث أن السفارة الأردنية أخبرتهم بأن المسؤول الأردني صاحب البضاعة التي تحملها باخرة ”أم بليدة” المختطفة أكد أن الأردن أيضا وقعت على اتفاقية منع دفع الفدية والتفاوض مع الجماعات الإرهابية، الأمر الذي يضع قضية البحارة الجزائريين على المحك·
ودخلت عائلات البحارة الجزائريين المحتجزين في سلسلة من الاعتصامات منذ بداية شهر رمضان للفت انتباه الرأي العام إلى قضيتهم ونددوا بما أسموه تماطل الحكومة في تسوية قضية أبنائهم· وقال إن المواطنين الذين مروا عليهم خلال اعتصاماتهم وعدوهم بإطلاق حملة تبرع كبيرة على مستوى الجزائر لجمع مال الفدية·
جدير بالذكر أن الباخرة ”البليدة” المملوكة لشركة ”إي بي سي” والتي أجرتها لشركة أردنية اختطفت من طرف قراصنة صوماليين في بداية شهر جانفي الماضي، وقد طالب الخاطفون بفدية مقابل الإفراج عن الرهائن الجزائريين، وهو الأمر الذي رفضته السلطات على أساس مبدئها الرافض دفع الفدية· وقد وجه مراد مدلسي، نهاية شهر ماي الماضي، نداء من أجل الإفراج عن جميع الرهائن في القارة الإفريقية وعلى رأسهم الرهائن الجزائريون المحتجزون في الصومال·
وكانت عائلات البحارة الرهائن قد نظمت الشهر الماضي اعتصاما أمام مقر الرئاسة، إضافة إلى قضائهم عدة ليال أمام مقر شركة ”إي بي سي” ومقر وزارة النقل، مطالبين السلطات بالتحرك من أجل إيجاد حل لهذه المأساة·