تمخض جبل الثورات العربية من مصر مرورا بتونس ووصولا إلى ليبيا فولد أخبارا فنية وأخرى غرامية أعادت لخير أمة ثارت على أزلامها الحاكمين حقها الكامل في أن تعرف ماذا جرى لسندرلا الشاشة العربية سعاد حسني التي تمكنت ثورة مصر العظيمة (؟؟) من إعادة تشريح رفاتها ووفاتها بعدما استعادت عدالة الثورة استقلاليتها في فتح ملفات عميقة وصلت إلى سدرة المنتهى حين ”بانت سعاد” وقرر النائب العام و”العائم” المصري إعادة فتح التحقيق في انتحار سندرلا الشاشة العربية، الذي ظهر أن موتها لم يكن إلا اغتيالا سياسيا حاله من حالات الاغتيالات الفنية التي توالت أم الدنيا كشفها عقب سقوط حسني مبارك والتي لم تستثن لا إيمان الطوخي ولا شريهان اللتين أعادت لهما الثورة العظيمة حقهما الكامل في كشف أسرار اعتزال و”عزل” الأولى فنيا كون ”الريس” المخلوع عشق طلعتها بعدما رآها في فيلم ”رأفت الهجان” ليحتفظ بها لنفسه بعيدا عن أعين الكاميرا الذهبية، فيما تعرضت الثانية، أي شريهان، لإعاقة جسدية إثر تعرضها لفازورة ”البالكونة” وعملية النحر من فوقها من طرف سوزان مبارك التي قررت إزاحتها من طريق ومن قلب علاء مبارك العاشق الولهان، والمهم والأهم في الموضوع و”المرضوع” من أخبار ما بعد ثورات الشعوب العربية أن كما مصر الكبيرة تنام على ”فيلم” ثوري وتصحو على آخر فني، فإن سعاد التي بانت رفاتها بمصر بعدما ظهر أن نظام ”حسني” مبارك دفعها من ”بالكونة” بلندن حفاظا على أسرار السرير الفني وعلاقته بسلطة الظل، هي نفسها سعاد أو ”ليلى” الطرابلسية التي أخذت حيز الأسد من أخبار ثورة قرطاج وما كانت السيدة ”الحلاقة” تفعله في رؤوس يتامى وثكالى تونس، ليتملل جبل الثورات ثم يتمخض على أخبار متواترة ومبتذلة مفادها أنه كما الشعوب كانت مقهورة فإن ”سعاد” وليلى ·· وغيرهن من فنانات و”حلاقات” الركح السلطوي كن إما قتيلات بأمر من النائب العام الذي أعلن توبته بعد الثورة كما حال سعاد حسني أو قاتلات سلاحهن رموش العين كحال سوزان وليلى التونسية وممرضة القذافي الأوكرانية التي نالت حظوة أن تكون سيدة الخيمة وسيدة التلقيح··
حين تغازل مصر الثورة مشاعر الشعب الثائر بالعودة إلى استخراج أفلام ”الأبيض والأسود” لطمس ألوان ما كان منتظرا بعد الثورة، وحينما يتحول واقع ما بعد الثورة إلى شر بلية مضنٍ بدأ بجررة مبارك العجوز والعاجز على سرير خشبي لمحاكمته أمام الكاميرا المكشوفة، وانتهى إلى استخراج شريهان وإيمان الطوخي وجثة سعاد حسني والمطربة ”ذكرى” التي قتلها زوجها وانتحر للرمي بهن إلى سوق ”عكاظ” الثوري، نفهم أن اللعبة الدولية خرجت من حلقة التلاعب بالحكام عن طريق النفخ في ثورات شعوبهم إلى التلاعب بالشعوب عن طريق أخبار أهل ”الفن” وأخبار الألف محاكمة ومحاكمة·
فبدلا من أن تدخل الدول ”المحررة” من حكامها في صلب الموضوع تم ”سلب” الثورات وسبي الموضوع لتختزل كل تضحيات و”أضحيات” من ماتوا أن الثورات العربية قامت للإجابة عن أسئلة فنية محضة مختزلها: هل انتحرت سعاد أم قتلها ”حسني”؟ وهل اعتزلت إيمان الطوخي أم ”عزلها” حسني؟وهل سقطت شريهان من ”البالكونة” أم دفعتها ”مدام” حسني؟··
يعني بالمخزي المفيد، الشعب في مصر وفي تونس وفي ليبيا تورط في ثورات ليحرر نفسه، فإذا بسعاد وإيمان وليلى الطرابلسي وعائشة القذافي تصبح أخبارهن هي محور الحدث والحديث ويخرج الجميع من مولد ”الثورة” بأن السفارة لا تزال في العمارة وأن لا شيء تغير سوى أن ورثة ”العروش” المتهاوية استعاروا من الأنظمة البائدة أفلام ”الأسود والأبيض” ليسيروا مرحلة ما بعد الكشف عن الجريمة الكبيرة التي ارتكبت في حق ”شريهان” بعدما بانت جريمة ”سعاد” في لندن ··
بمصر فتحوا ملف اغتيال ”سعاد حسني” وليس ملف ”الجيش” والقوات المسلحة التي كانت لثلاثين سنة شاهدة وحامية لعرش الريس وهو يصدر الغاز لإسرائيل بأبخس الأثمان، وبتونس لا كلام ولا برنامج ولا تونس إلا مغامرات ”ليلى” وما فعلته في سرير قرطاج من تعذيب للخادمات وللحراس·
أما بليبيا فإن الموضوع أكبر، كون الشريك الثوري فرنسيا معروفا يدعى ساركوزي لذلك فإن الأخبار القادمة من هناك تتجاوز التلاعب إلى العبث بالعقل حين تتصدر نشرات الأخبار الفضائية، حكاية ”ألبوم” القذافي وصوره مع كوندليزا رايس بالإضافة إلى مسبح ابن العقيد وقصة تعذيب الخادمة من طرف زوجة هينبعل على أنهم أدلة عن غرام متفرض من القذافي بسوداء أمريكا السابقة بالإضافة إلى ترف ”مسبحي” تمكنت من خلاله ثورة ”ساركوزي” وعبد الجليل من تحرير المسابح من فيلات أبناء القذافي وكذا إنقاذ شرف كوندليزا رايس من شبهة العشق بتحرير صورها من ألبوم القذافي··
نهاية الرقص والتلاعب بمصير الأوطان و بمآل الشعوب العربية المنبهرة بشعارات ”إن الثورة تولد من رحم الأحزان” أن المزاد الثوري الذي كان من المفروض أن يرسو على تغييرات جذرية تصب في إناء أمهات القضايا المتعلقة بالكينونة قد انتهى مطافه إلى إعادة العدالة إلى أهل ”الفن” سواء منهم المغتالون أو المعتزلون·· وثورات تتمخض عن هذا العبث الفني تستحق منها قراءة السلام فأين إسرائيل من الثورة العربية، وما موقع الحكام الجدد من واقع أن ”سعاد” بانت لكن القدس لا خبر ولا ”حبر” عليها·· فقط فروسية قديمة وثورات متجددة واستعراض خواء نفطي·· هو الموضوع والفواصل الذي تزين سطوره هوامش فنية عن عودة قريبة ل”شريهان” إلى مسرح الفوازير بعد سقوط ”جرار” برلي·· وآخر الكلام ليت النائب العام المصري الذي فتح ملف ”سعاد حسني” فتح ملف ”مروة الشربيني” التي سقطت شهيدة لحجابها وليس لرقصها بيد عربيد ألماني وأمام أبواب محكمة ألمانية وسط صمت أمة الثورة من المحيط إلى ”المحيض”·· ليت سيادة النائب العام فعل ذلك حتى نقتنع بأن الأوطان العربية بعد الثورات أصبحت تعدل في القصاص بين سعاد راقصة نحرها النظام وبين ”مروة” متحجبة باع دمها ذات النظام خدمة لإغراض دولية·· ترى هل تعجز الثورة التي فتحت ملف الراقصة بلندن عن فتح ملف المتحجبة بألمانيا؟