مليكة.ب/ نوال. س شهدت العاصمة في الأيام الأخيرة حالة اختناق رهيبة على مستوى محطات بنزين العاصمة وضواحيها، الأمر الذي ادى إلى شل حركة المرور بشكل ملفت للانتباه في بعض البلديات الموجودة بالعاصمة، ما أدى إلى خلق طوابير طويلة جراء اضطرابات في توزيع المازوت، حيث شرع سائقو المركبات بكل انواعها من مركبات نفعية وشاحنات وغيرها في رحلة البحث عن المازوت من محطة لأخرى، بعد انتشار بعض الإشاعات لدى مستخدمي الطرقات بالعاصمة وضواحيها مفاده الزيادة في أسعار المازوت، واحتمال إضراب محطات البنزين الخواص، وأخرى حول اختلاط الماء بالمازوت الأمر الذي زاد في هلع الزبون وقلقه. ''البلاد'' وفي جولتها إلى بعض محطات البنزين بالعاصمة استطلعت آراء بعض السائقين، الذين عبروا لنا عن قلقهم وتخوفهم الكبيرين من احتمال زيادة اسعار المازوت، وهو الأمر الذي دفعهم إلى تحمل ساعات كبيرة في طوابير طويلة لتعبئة اكبر كمية ممكنة من المازوت كاحتياط من وقوع أي امر طارئ خلال الأيام المقبلة، لكن ما أكده لنا المدير المؤقت لمحطة بنزين التسلية التابعة لحسين داي، مصطفى لامالي، هو أن المشكل نتج عن انتشار بعض الإشاعات المتعلقة بإضراب محطات البنزين الخواص، أو الزيادة في اسعار المازوت، الأمر الذي أدى إلى تهافت عدد كبير من المركبات بكل انواعها نحو محطات بيع الوقود، حيث تم في ظرف 24 ساعة الماضية توزيع نحو45 ألف متر مكعب على مستوى الوطن. في حين عرفت محطة بنزين التسلية وحدها توزيع 441 الف متر مكعب من المازوت خلال نفس الفترة، والتي كانت توزع خلال الأيام العادية كمية لا تربو عن 47 الف متر مكعب في اليوم الواحد، وفند لنا محدثنا جميع الأقوال التي تسربت معترا اياها مجرد إشاعات. وعن اكتظاظ المركبات بالمحطة قال المدير إن هذا راجع إلى موقع المحطة القريب من الطريق السريع التي تعرف استقطاب كما هائلا من المركبات العابرة بشكل يومي. كما اكد لنا ذات المصدر أن مادة المازوت متوفرة وبكميات كبيرة وأن العمال ينشطون بصفة عادية وفي كل محطة، لكنه لم ينكر من جهة أخرى تذبذب توزيع المازوت في بعض المحطات الأخرى الواقعة وسط العاصمة نظرا لمنع دخول شحنات التوزيع في الفترة الصباحية، الأمر الذي يجعل الزبون ينتظر ساعات طويلة لتعبئة خزانه، وقد تقربت ''البلاد'' من أحدهم الذي عبر لنا عن تخوفه من زيادة اسعار المازوت قائلا: ''لقد دفعني الأمر إلى اقتراض مبلغ من المال من اجل ملأ خزاني أكبر كمية ممكنة، متحملا في ذلك الطوابير الطويلة التي جعلتني انتظر دوري إلى غاية الساعة الثانية صباحا من ليلة أمس''. كما ذكر لنا عامل بمحطة بنزين ''ساكريكور'' بديدوش مراد بالعاصمة أن المحطة عرفت ليلة أمس توزيع 34 ألف لتر مكعب كسابقة لم تشهدها المحطة من قبل، حيث استدعت الضرورة دخول شاحنة توزيع المازوت إلى المحطة على الساعة السادسة مساء للتخلص من طوابير المركبات التي شلت حركة المرور. وفي هذا السياق أكد الرئيس المدير العام لنفطال سعيد عكرتش أن الاضطرابات في توزيع مادة المازوت التي شهدتها بعض محطات توزيع البنزين ناجمة عن نفاذ المخزون لاسيما من المازوت على مستوى بعض نقاط البيع. وأوضح عكرتش أن الأمر يتعلق خصوصا ببعض محطات بيع الوقود على مستوى شرق العاصمة والتي لم يتم تزويدها في الآجال العادية بسبب بطء دوريات شاحنات الصهاريج، مضيفا بأن هذا الاضطراب يدل على ضعف قدرات التخزين لخزانات بعض المحطات الواقعة وسط المدن والتي يكون منتوجها قد نفذ في النهار. في حين أن تزويدها بالمواد النفطية لن يتم إلا ليلا بسبب القيود التي فرضها القانون على حركة المرور لهذه الشاحنات المحملة بالصهاريج النفطية. وطمأن سعيد عكرتش الزبائن بخصوص وفرة كل المنتوجات النفطية، لا سيما المازوت على مستوى كل المستودعات ومحطات البي، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق أبدا بالندرة بقدر ما هو متعلق بخلل في التوزيع فقط.