صورة من الأرشيف عرفت محطات توزيع الوقود اضطرابات كبيرة في توزيع مادة المازوت "الغازوال" على أصحاب حافلات ومركبات النقل الجماعي والسيارات، وشاحنات نقل البضائع، مما تسبب في طوابير طويلة لهذه أمام محطات توزيع الوقود عبر مختلف ولايات وسط البلاد، انطلاقا من البويرة إلى بومرداس، والجزائر العاصمة، والبليدة، وتيبازة وإلى غاية عين الدفلى. * * الرئيس المدير العام لنفطال: "أسعار المازوت لن تعرف أي زيادة أو ندرة" * في حين اضطرت عديد محطات الوقود إلى غلق مضخات المازوت والإكتفاء بتوزيع البنزين بأنواعه فقط، وهو ما أحدث مخاوف وقلق لدى السائقين الذين سارعوا إلى ملء خزانات الوقود في سياراتهم بكميات إضافية من المازوت للإحتياط وذلك تحت تأثير شائعات مفادها أن أزمة الوقود ستستمر طويلا، وهو ما ضاعف حجم الطلب والضغط على المحطات وتسبب في طوابير طويلة للسيارات أمام محطات الوقود خاصة تلك الواقعة على المحاور الكبرى والطرق الرئيسية والطرق السريعة، ووصل عدد السيارات التي تنتظر دورها في الطوابير من 30 إلى 40 سيارة بمحطات زرالدة والقليعة غرب الجزائر العاصمة حسب ما عاينته "الشروق" مساء الإثنين، في حين بلغ عددها من 10 إلى 20 سيارة بمحطات الوقود في الرويبة والرغاية وبرج الكيفان شرق العاصمة حسب ما عاينته "الشروق" صبيحة أمس، وهو ما تسبب في اكتظاظ وعرقلة حركة المرور عبر عديد من الطرقات بسبب انحراف الطوابير عن المساحة المخصصة لمحطات الوقود. * وأكد مرتادو محطات توزيع الوقود بنواحي زرالدة والقبة في تصريحات "للشروق" أنهم تنقلوا عبر عدة محطات بحثا عن الغازوال، وفي كل محطة يتم إبلاغهم بأن المازوت نفد كليا. * * إتحاد مقاولي توزيع الوقود: "تأخر صهاريج نفطال في تمويل المحطات وراء الأزمة" * وفي هذا الصدد، قال رئيس الإتحاد الوطني لمقاولي توزيع الوقود نايت عنصر في تصريح "للشروق" أن سبب الأزمة يعود إلى خلل وقع في خزانات نفطال بشرق البلاد استدعى القيام بأشغال صيانة فورية مما تطلب تعطيل عملية شحن الصهاريج بالوقود، وتم تحويلها إلى خزانات المازوت التابعة لنفطال بوسط البلاد لشحن حمولاتها ونقلها لغرب البلاد، وهو ما تسبب في ضغط كبير على هذه الخزانات، أدى إلى تأخر دوريات الصهاريج في الوصول إلى المحطات، وما زاد الأمر تعقيدا هو حركة المرور التي عرقلت تنقل الصهاريج، وتزامن كل ذلك مع بداية الأسبوع حيث تكون خزانات السيارات فارغة لأن المواطنين يستهلكون كل ما لديهم في عطلة الأسبوع، ويتوجهون يومي السبت والأحد لملء خزانات سياراتهم بالوقود، وقال نايت عنصر إن حالة الندرة دفعت عديد السائقين إلى ملء خزانات سياراتهم تماما، الذي كان يأخذ كمية تعادل 200 دينار أخذ 400 دينار، والذي كان يأخذ 400 دينار ملأ خزان سياراته تماما وهو ما أدى إلى نفاد كل الكميات في المحطات. * وقال ذات المتحدث إن الأزمة بدأت منذ السبت واستمرت إلى غاية مساء يوم الإثنين حيث ازدادت حدة، غير أن نفطال عززت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء قدراتها التمويلية لمحطات الوقود، مما خفف من حدة الندرة، مضيفا أن الإشكال سيحل نهائيا بعد يومين أو ثلاثة عندما تمتلئ خزانات المحطات تماما. * * مدير عام نفطال: لا داعي للقلق ولا ضرورة للوقوف في الطوابير أمام المحطات * من جهته أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة نفطال في تصريحات صحفية أمس أن أسعار المازوت لن تعرف أي زيادة وأن الأمر لا يتعلق بندرة في المازوت لأن المخزون المتوفر يكفي لتغطية السوق الوطنية طيلة شهر كامل، بل يتعلق بأشغال صيانة على خزانات نفطال، مضيفا أن "المازوت سيتم توفيره في جميع المحطات فورا، ولا داعي لقلق المواطنين، ولا ضرورة لوقوفهم في الطوابير أمام محطات الوقود"، مضيفا أن الوضعية ناجمة عن نقص في تموين بعض المحطات بسبب تأخر دوريات شاحنات الصهاريج في نقل الوقود إلى المحطات جراء أشغال الصيانة التي تجري في خزانات نفطال بشرق البلاد، وهو ما تسبب في نفاد مخزون المازوت على مستوى بعض نقاط البيع بسبب كثرة إستهلاكه من طرف المواطنين. * أما السبب الثاني الذي تطرق إليه المسؤول الأول عن نفطال فيخص "ضعف قدرات التخزين لمضخات بعض المحطات الواقعة وسط المدينة والتي يكون منتوجها قد نفد في النهار، في حين أن تزويدها بالوقود لا يتم إلا ليلا بسبب القيود التي فرضها القانون على تنقل الشاحنات ليلا".