من أمرض ما قرأت أن وزارة الصحة اقتنت بسرعة البرق ملايين الأقنعة المضادة لزكام انفلونزا الخنازير في تفاعل عالمي من وزارة بركات مع الأنفلونزا الدولية، لنكون بذلك من المحظوظين الأوائل الذين أعدو عدتهم وخيلهم وأقنعتهم لمواجهة موسم ''التخنزر'' العام، في رد فعل يبرهن على أن وزارة الصحة التي هزمها الجرب في ولاية سعيدة بعدما ظهرت أكثر من عشرين حالة منه بمدرسة تربوية، لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هزيمة أخرى من طرف خنازير عابرة للقارات والغابات والمطارات.. وزير الصحة وإصلاح المستشفيات ضمن لكل جزائري حقه في قناع يخفي به أنفه ووجهه ويقي عينيه مغبة الاكتحال برؤية ''حلوف'' أضحى مصدر خطر متجول ومتنقل، وميزانية الوزارة وجهها هذا الطارئ الصحي إلى اقتناء ملايين الأقنعة، والسؤال المرضي: ترى ما مصير مخزون الأقنعة إذا ما حرمتنا الخنازير من ''انفلونزاها'' كما حدث مع الدجاج الذي خذلنا ذات مرة بعدما أقمنا الدنيا وأقعدناها، لنكتشف في غمرة الخوف العابر للقارات أن دجاجنا بريء من كل تهمة وشبهة وأنه نِعم الدجاج وأننا نِعم الآكلون ونِعم المستفيدون من انفلونزاه؟ في زمن أنفلونزا الدجاج الغابر، استفاد الفقراء والبسطاء من أزمة الأنفلونزا بأن فعلوا الأفاعيل في دجاج أصبح في متناول اليد والبطن ومع أنفلونزا الخنازير المحرم أكلها شرعا، فإن الأمر مختلف وأكبر فائدة يمكن أن يجنيها المواطن من خطر ''الحلاليف''، أنه تيقن بأن الحكومة التي لم توفر له سريرا في المستشفى قد وفرت له قناعا يمكنه أن يلبسه متى شاء وسواء تعلق الأمر بزكام الخنازير أو زكام البطاطا أو زكام الأسواق الملتهبة، فإن حق المواطن في قناع أضحى مضمونا، كما أن حقه الدستوري في وضع نظارة سوداء على عينيه لتحسين رؤيته قد تكفلت به وزارة بركات حتى تنتهي الأزمة وتختفي الأنفلونزا ويختفي معها الزكام العابر للأنفاس وللأجساد.. ومرحى فالحكومة الصحية اقتنت لنا الأقنعة والنظارات بالملايير واللهم أصرف عنا بلاء الخنازير وجرب الصراصير وألم البواسير..؟