قبل أن يزول خطر الخنازير والأنفلونزا العابرة للقارات من ''عند ربي''، وقبل أن نسترجع عافيتنا دون حاجة للقاح بركات وذراعه المُطعم، أذكر أن وزارة الصحة، قد زودتنا برقم اقتصادي مرعب عن اقتناء 500 مليون قناع واق للأنفلونزا ومن الأنفلونزا، ورقم نصف المليار ذاك مر مرور الكرام، فلا أحد سأل أين الأقنعة ولا أحد استقصى عن ثمنها وعن مصيرها وعن الوجوه التي ارتدتها.. فقط قال لنا بركات إنه وفر لكل مواطن حصة من الأقنعة التي يمكنها أن تمنع عنه هواء الدنيا والآخرة! أنفلونزا الخنازير اختفت بغرابة، وخطرها زال بمجرد تقاضي مصانع ولوبيات الأدوية العالمية للفدية الصحية من الدول التي على رأس وزارات ''سحتها'' وصحتها أمثال ''بركات''، لكن السؤال المطروح بعيدا عن مصير اللقاح الذي تنازل عنه المواطن عن طيب خاطر ومخاطرة لعائلة بركات لكي تجعله ''مربى'' أو تضيفه لمستلزمات تحضير الكعك الصحي، هو - أي السؤال- أين ''تقنعت'' الأقنعة، فالمواطن تنازل عن حصته في اللقاح. لكن حاجته هذه الأيام إلى الأقنعة تدفعه دفعا إلى المطالبة الدستورية بحصته كاملة غير ''ملصوصة'' من ذات الأقنعة.. الحاجة الشعبية هذه الأيام للقناع، لا علاقة لها بالخوف من الخنازير المتآلف معها، ولكن لمواجهة التعفن الحكومي في كافة مجالات الحياة، فما يجري في الساحة السياسية والاجتماعية والتربوية و''السعدانية''، يدفع إلى مساءلة وزير الصحة عن مخزون الأقنعة لتمكين المواطن من حماية نفسه من التلوث البيئي بكافة أطيافه..فأين الأقنعة يا سيد بركات، فنصف مليار قناع يمكنها أن تحمينا من روائح العرق الحكومي الذي أزكم الأنوف والنفوس.