تعيش 14 عائلة أصيب أبناؤها البالغون من العمر أقل من سنة بسرطان نادر على مستوى شبكة العين المعروف باسم ''ريتينوبلاستوما'' الأكثر تفشياً بين الأطفال في سنوات عمرهم الدنيا، وضعية جد مأساوية نتيجة الوعود التي قدمت لهم ولم تجد لها طريقا على أرض الواقع بين جهات وزارة الصحة من جهة و وزارة العمل من جهة أخرى. فعلاوة على الظروف المأساوية التي يعيشها ''المرضى الصغار'' من آلام المرض، تكابد عائلاتهم معاناة أكبر جراء تألم الأبناء من جهة وحاجتهم إلى تكاليف علاج مرضاهم الباهظة من جهة أخرى. وتبخّرت آمال أهالي المصابين بالمرض النادر وزادت خيبتهم عندما سقطت وعود التكفل بهم وإنقاذهم من هذا الداء. العائلات الأربع عشرة صعقت حين عرفت تراجع المسؤولين عن إمكانية إرسالهم إلى الخارج لمعالجتهم في فرنسا مثلما كان مقررا من قبل. كما ذكرت ل''البلاد'' أم الطفلة ''ماريا''، ذات الثمانية أشهر، أن ''الطبيب المعالج أكد لهم أن حالتهم مستعصية ومستحيلة العلاج في الجزائر نتيجة لتردي الأوضاع الصحية وافتقاد المستشفيات الجزائرية للتجهيزات الضرورية لعلاج مثل هذه الأمراض في الجزائر. ونتيجة لهذه الحالة، أضافت أم ماريا، أنه تقرر حسب الطبيب نقلهم إلى فرنسا لمواصلة العلاج وفق اتفاق بين مستشفى فرنسي وصندوق التأمينات الاجتماعية التابع لوزارة العمل والضمان الاجتماعي. ولكن عمر الأمل كان قصيرا إذ تعذّر نقل المرضى إلى فرنسا في آخر لحظة لعدم تسديد الصندوق المبالغ المالية المتفق عليها للمستشفى الفرنسي، حسب ما ذكره أحد الأطباء المعالجين للأطفال، رفض الإفصاح عن اسمه، نتيجة للذهول الذي أصاب العائلات التي استسلمت لليأس وهي ترى فلذات أكبادها تفقد البصر أمامها. هلع ويأس العائلات الأربعة عشرة خفت حدته بعد تطمينات وزارة الصحة التي وعدتهم بجلب أجهزة خاصة من الخارج للعلاج وبالتالي تأجيل نقلهم إلى فرنسا. وبعد ثلاث أشهر من الوعود التي لم تتحقق، أصيبت العائلات بذهول أكبر من المرة الأولى وها هم يفقدون حتى أمل اقتناء التجهيزات الطبية. ومع طول مدة الانتظار ازدادت حالة الأطفال سوءا وتعقيدا، لأن حالتهم تزداد تدهورا يوما بعد يوم. وفي حالة عدم إيجاد الحل النهائي لهم فسيكون العمى مصيرهم لا محالة جراء إصابتهم بأعراض ''سرطان ريتينوبلاستوما''، مثلما أكدته الفحوصات والتقارير الطبية. وفي انتظار التفاتة رحمة من لدن وزارتي الصحة، والتضامن والحماية الاجتماعية، ينحدر حال ضحايا ''الريتينوبلاستوما'' نحو نقطة العمى. وبين تعهدات الوزارتين، لم يبق أمام العائلات سوى الاستنجاد بوزير التضامن الوطني جمال ولد عباس لإيجاد حل سريع لهم، وهو العاجز عن توفير مليار و700 مليون قيمة العملية الجراحية في فرنسا مثلما تذكره العائلات.