قالت مصادر قضائية أمس ل ''البلاد'' إن العدالة الجزائرية ستسحب اسم عبد الرزاق البارا من جدول الجنايات المتضمنة محاكمة عدد من أتباعه في الدورة الحالية بعد إعلانه أمس توبته وانخراطه في مسعى المصالحة الوطنية. ورجحت المصادر ذاتها أن رسالة البارا للعناصر الإرهابية النشطة ومحاولة حملها على وضع السلاح والعودة إلى جادة الصواب بعد تبين عدم شرعية الجهاد في الجزائر، أظهرت أن البارا استفاد من تدابير المصالحة الوطنية ولم يعد هناك جدوى من متابعته على أساس أنه في ''حالة فرار''. وحكم على البارا أكثر من خمسين مرة بالإعدام غيابيا بتهمة تتعلق بالإرهاب في محاكم مختلفة المنتشرة على التراب الوطني وصدرت ضده مذكرة توقيف دولية ورفضت الجزائر تسليمه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم محاولات عديدة لاستلامه بتهمة تورطه في الإرهاب الدولي. ويتزامن إعلان البارا عن عدم قناعته بجدوى العمل المسلح بالجزائر، مع فتح محكمة جنايات العاصمة اليوم ملف أبرز أتباع عمار صايفي المدعو عبد الرزاق البارا، عمر فراح الذي يعتبر من بين أتباع البارا المتورط في اختطاف 23 سائحا أوروبيا في صحراء الجزائر سنة 2003 واتهم بصلته بالرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري وسيحاكم فراح الذي كان عضوا في الجماعة الخاطفة بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تعمل على نشر الرعب في أوساط المواطنين. وحسب ملف البارا، فإن فراح اعترف بمشاركته في أعمال مسلحة ضد قوات الأمن وفي تنظيم هجومات ضد مقار بنوك لسرقة أموالها في شرق الجزائر، ووقع فراح في كمين للجيش عام 4002. وسيحاكم سليم حمزة في نفس الفترة بتهمة المشاركة في أعمال إرهابية، خطط لها ونفذها البارا. وقد سافر إلى تشاد بأمر منه في 2004، لشراء أسلحة من حركات التمرد المعارضة لنظام نجامينا، ووقع سليم في أسر الجيش التشادي، وسلمته حكومة البلد إلى الجزائر في 2006. وتسلمت السلطات الجزائرية عبد الرزاق البارا من السلطات الليبية في 28 أكتوبر 2004، ويقبع في السجن منذ ذلك التاريخ. وتأتي دعوة عبد الرزاق البارا هذه، بعد المراجعة الشهيرة التي أطلقها الأمير السابق ومؤسس ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في الجزائر، حسان حطاب، بعنوان ''بيان التوبة والبراءة''، وتتضمن إبطال الجهاد في الجزائر، ودعوة عناصر التنظيمات المسلحة إلى التوبة ووقف العمل المسلح. وتفتح محكمة الجنايات بباتنة اليوم أيضا ملف رفقاء البارا، في إطار ثماني قضايا تخص عشرات الإرهابيين جلهم مدرجون ضمن الفارين، من بينهم نبيل صحرواي الذي تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش بولاية بجاية، قبل أكثر من سنة، إضافة إلى مهيرة علي المكنى ''أبور رواحة'' الذي يعد العقل المدبر لمحاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة أثناء زيارته لمدينة باتنة في سبتمبر 2007 والتي نفذها الانتحاري بلزرق الهواري المكني ''أبو مقداد الوهراني''، والتي خلفت 24 ضحية وعشرات الجرحى من بين المواطنين.