فتحت قوات موالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومن يطلق عليهم “البلاطجة”، النار لليوم الثاني على متظاهرين في صنعاء مما تسبب في مقتل خمسة منهم وإصابة العشرات، كما قتل شخص على الأقل في ظروف مماثلة بتعز. وقالت تقارير متطابقة إن ثلاثة من القتلى لقوا حتفهم على الأرجح بقذائف “آر بي جي” أطلقها “بلاطجة” موالون للنظام على مجموعات من المتظاهرين كانوا يتجهون إلى شوارع تقع على مقربة من القصر الرئاسي. وأوضحت التقارير أن أولئك “البلاطجة” كانوا يطلقون النار على المتظاهرين من أسطح منازل وبنايات عامة في شارعي الكهرباء والقاع. وذكرت التقارير أن إطلاق النار حدث عندما كان عشرات الآلاف من المتظاهرين يحاولون التقدم نحو شوارع تبعد نحو كيلومتر من القصر الرئاسي، مشيرة إلى أن المسعفين لا يستطيعون الوصول إلى الجرحى. وأشارت التقارير إلى أن المستشفى الميداني في ساحة التغيير ومستشفيات أخرى تواجه نقصا في بعض أصناف الدم. وقال الدكتور طارق نعمان بالمستشفى الميداني بساحة الحرية إن عددا من الجرحى نقلوا إلى المستشفى فضلا عن أربعة قتلى. ومن جهته، أكد الدكتور محمد الحميقاني مقتل خمسة متظاهرين، وإصابة أكثر من خمسين، جروح خمسة منهم خطيرة، مضيفاأن القتلى الخمسة مصابون بأعيرة من أسلحة ثقيلة كمضادات الطائرات وقذائف “الآر بي جي”، مما تسبب في تشويه بعضهم. وكان ما لا يقل عن 17 يمنيا قد قتلوا أول أمس في ظروف مماثلة بنيران قوات الأمن ومسلحين موالين للنظام عندما كانت مظاهرة ضخمة تحاول عبور شارع الزبيري، وهو نقطة التماس بين قوات صالح والقوات المؤيدة للثورة وفي مقدمتها الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. من ناحية أخرى، قالت مصادر مختلفة إن من يسمون البلاطجة تلقوا على ما يبدو أوامر بإطلاق النار على منافذ ساحة التغيير بصنعاء لإضعاف المتظاهرين الذين يعتصمون في الساحة منذ أشهر. وتحدث موقع “مأرب برس” عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرات في مواجهات بالأسلحة الثقيلة اليوم بين قوات موالية لصالح وأخرى منشقة عنه بالقرب من ساحة التغيير. وفي تعز أسفر إطلاق للنار على متظاهرين مناهضين للرئيس اليمني عن مقتل فتاة وإصابة آخرين. وتستمر في تعز المظاهرات المنادية برحيل النظام وتوفير حماية دولية للمدنيين, وتتعرض ساحات الاعتصام هناك للقصف بين حين وآخر من القوات الحكومية. وفي بيان أصدره أمس، حث قائد الفرقة الأولى المدرعة، المجتمع الدولي على التحرك فورا لوضع حد لنزيف الدم في اليمن، وحمْل الرئيس علي صالح على الاستقالة. وقال اللواء علي محسن الأحمر في البيان إنه يتعين على المجتمع الدولي التدخل بسرعة لوقف ما سماه “المذابح” التي تقترفها قوات صالح.