في أجندة الوفد تهنئة النهضة بالفوز في الانتخابات وتقديم المشورة سافر أمس وفد من حركة مجتمع السلم، إلى العاصمة التونسية للقاء زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي، وتهنئته بالفوز الكبير الذي حققته حركته في انتخابات المجلس التأسيسي المجرات قبل أيام· وذكر الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية في حمس، محمد جمعة، أن الوفد الذي غادر مطار الجزائر الدولي صبيحة أمس، ضم رئيس الحركة أبو جرة سلطاني ونائبه الأول عبد الرزاق مقري وعددا كبيرا من أعضاء المكتب الوطني، كما يشارك في الزيارة أيضا وزراء سابقون للحركة في الطاقم الحكومي· وأكد جمعة أن هذه الزيارة تندرج في سياق التواصل المستمر بين الحركتين المعروفتين بتوجهاتهما الفكرية المشتركة، كما أنها جاءت لتهنئة الشيخ راشد الغنوشي وقياداته على الفوز اللافت الذي حققه حزبه في أولى انتخابات تعددية تشهدها تونس بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي· في حين لم تستبعد مصادر مقربة أن يكون نزول قيادة حمس بالعاصمة التونسية الهدف منه بالإضافة إلى ما ذكر، تقديم المشورة والنصح لقيادة النهضة من منطلق التجربة الطويلة لحمس في الحكومة وكذا خبرتها في عقد تحالفات عدة مع أطراف مختلفة في الساحة، خصوصا أن الحركة الإسلامية التونسية تخوض لأول مرة غمار الانتخابات وتحقق فيها أغلبية تؤهلها لتسلم مقاليد السلطة في البلاد، وهو ما يعني قلة خبرتها في التعاطي مع هذا الوضع الجديد الذي دفع بها إلى صدارة المشهد السياسي في تونس وهي التي تعودت العمل في صفوف المعارضة منذ تأسيسها خلال حقبة الرئيس الأول الحبيب بورقيبة وما عاشته وقتها من متابعات وتضييق، استمر في عهد خليفته زين العابدين بن علي وانتهى بحظرها من النشاط بشكل نهائي في تونس· ومعروف عن راشد الغنوشي أنه كان من بين الشخصيات الإسلامية القليلة في تيار الإخوان العالمي، التي وافقت على خيارات مؤسس حمس الراحل محفوظ نحناح، وأبدى في محطات عدة إعجابه بمنهج المشاركة الذي اتخذته حركته كخيار إستراتيجي لها خلال السنوات التي كانت تعيش فيها الجزائر حقبة دامية وكان الصوت الاستئصالي في البلاد الأكثر بروزا وتأثيرا·