رأى الباحث المكسيكي ”لويس كارداياك” في مداخلة قدمها في اليوم الأخير للملتقى الدولي ”تلمسان أرض استقبال بعد سقوط الأندلس” الذي اختتم مساء أول أمس في ”عاصمة الزيانيين”، أن اللقاء عالج إحدى المواضيع الحساسة في تاريخ الإنسانية المتعلقة بالتهجير القسري لسكان الأندلس بعد تجريدهم من ممتلكاتهم وإلحاق الأذى والتنكيل بهم· ودعا المحاضر الباحثين والمؤرخين إلى مواصلة الجهود لتسليط الضوء على هذه الفترة العصيبة من التاريخ· ومن جانبه، أوضح رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور بومدين كروم أن المتدخلين تناولوا المأساة التي عاشها سكان الأندلس بعد سقوط غرناطة؛ ودور تلمسان كحاضرة إسلامية في استقبالهم وتأمينهم وتشجيعهم على ممارسة نشاطاتهم العلمية والفنية والحرفية؛ مما ساعد على ظهور نمط حضاري جديد يمزج بين الفن الأندلسي والمغاربي بتلمسان والحواضر الأخرى كمدن ”فاس” وبجايةوتونس· وخلص المشاركون في الملتقى الدولي الذي نظم في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، إلى إصدار جملة من التوصيات من بينها الدعوة إلى تنظيم ملتقيات مماثلة كل سنتين بالمدن الجزائرية الأخرى التي استقبلت الأندلسيين مثل بجاية وقسنطينة ووهران والجزائر· وضمن هذا الإطار؛ أوضح مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، الذي نظم الملتقى، سليمان حاشي، أن الاقتراح يهدف إلى تأسيس الملتقى وجعله دوريا خاصا بظروف ترحيل أهل الأندلس وطرق استقبالهم من طرف المدن الجزائرية؛ مع تعميق البحث حول الإضافة الحضارية التي جاؤوا بها· وفي السياق ذاته، دعا المشاركون إلى تفعيل المعهد الوطني الجديد للدراسات الأندلسية الذي سيسلم خلال الأشهر المقبلة في تلمسان لتستقبل ورشاته مختلف الدراسات والبحوث العلمية حول سكان الأندلس الذين هاجروا إلى حواضر المغرب العربي، بالإضافة إلى الاستفادة من الوثائق المودعة في المحاكم ودور الأرشيف الوطنية لإعادة كتابة تاريخ العصر الوسيط· من ناحية أخرى، شهد الملتقى الذي نظم على مدار ثلاثة أيام بالتنسيق مع جامعة ”أبو بكر بلقايد” لتلمسان؛ مشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر ودول أخرى من بينها تونس والمغرب والعراق ومصر وتركيا والمكسيك وإسبانيا· ودارت أشغال اللقاء حول أربعة محاور وهي ”الظروف التاريخية والسياسية لسقوط الأندلس” و”التهجير القسري وترتيباته ومواطن استقبال الأندلسيين واستقرارهم”، إلى جانب ”استقرار المورسكيين في حاضرة تلمسان وإسهاماتهم في المجال العلمي والتقني”، بالإضافة إلى محور أخير خصص للحديث عن الدروس والعبر·