رسمت الفدرالية الولائية لجبهة القوى الاشتراكية بولاية الشلف صورة سوداوية للواقع الاجتماعي بالولاية، حيث بلغ مستوى البطالة 35بالمائة، بالإضافة إلى تأخر فادح في توزيع قوائم السكن الاجتماعي في بلديات مختلفة منها عاصمة الولاية، أم الدروع، الشطية. وأرجع الأفافاس ذلك في بيان حصلت ''البلاد'' على نسخة منه، إلى مخاوف السلطات من بروز حرائق اجتماعية أخرى بفعل تلاعبات القائمين على السكن، حيث يعجز كل طرف عن تحمل مسؤولياته في ملف القنبلة الموقوتة، وقال إنه بالرغم من جاهزية تلك القوائم، إلا أنها ماتزال رهينة رفوف المسؤولين إلى إشعار آخر في ظرف يبقى الغليان يطبع الوسط المحلي. كما عرجت الفدرالية للحديث عن تبعات هذا التأخر غير المبرر في توزيع السكن وماترتب عن أزمة هذا القطاع التي فرخت مأساة السكنات الطوبية والهشة بحجم يقارب 30 ألف بناية تطوق تراب الولاية. واسترسل نشطاء الفدرالية الولائية لحزب كريم طابو في قصف مسؤولين سابقين وحاليين بالثقيل حيال تأخر كبريات المشاريع السوسيو اقتصادية التي ''نالت حصة الأسد من المال العام دون أن ترى النور لحد الآن''، ومنها مشروع ميناء صيد المرسى بقيمة 400مليار، إذ تساءل الحزب عن سبب تماطل الجهات المعنية في الإفراج عن مشروع الميناء بعد أن مرت على انطلاقه 8 سنوات كاملة دون أن يلمس سكان المرسى الساحلية أي تطور ملحوظ في وتيرة إنجاز الميناء المعول عليه كثيرا لامتصاص جيوش البطالين الذين تحولوا في ذات الجهة إلى مشاريع ''حرافة'' يركبون أمواج البحر لتغيير واقعهم الاجتماعي العسير . بيان الأفافاس الذي حمل نبرة بعيدة عن التفاؤل لواقع الولاية التي استهلكت قرابة 15ألف مليار سنتيم خلال 8 سنوات، تحدث مطولا عن الجدوى الاقتصادية التي كان يتغنى بها المسؤولون يوم خصصوا جهدهم الكامل لإنجاح مطار أبو بكر بلقايد المدشن في صائفة 2006بتكلفة 180مليار سنتيم، حيث بات نشاطه حبيس الخميس والسبت فقط دون الأيام الأخرى من الأسبوع، في إشارة واضحة إلى جولتي الشلف ومارسيليا من تنظيم شركتي الخطوط الجوية الجزائرية وايغل ازور. بينما لا يزال الطلب على فتح الخطوط الداخلية رهين مكاتب المسؤولين. كما أثار بيان الأفافاس مسألة اللاعقاب التي تبنتها السلطات المركزية في حق مسؤولين تورطوا في إقامة النفق المروري المدشن بتكلفة قاربت 40مليار فوق أرضية تبين بعد مرور الوقت أنها غير صلبة ولا يمكنها مقاومة مشروع ضخم على هذه الشاكلة. وفي سياق متصل بالموضوع، قال البيان إن الأفافاس طالب على الدوام السلطات العليا للبلاد بفتح تحقيق لتعرية هذه الفضيحة الاقتصادية، على حد تعبير رئيس الفدرالية، الذي لم يتوان عن الحديث عن مشروع تغطية وادي تسيغاوت الذي لم يقو على تحمل أولى الأمطار الغزيرة قبل 4 أشهر بالرغم من تكلفته التي قاربت 25مليار سنتيم في شريحته الأولى من الأشغال. ورسم البيان علامات الاستغراب والتعجب إزاء بروز طبقة بورجوازية في الشلف في لمح البصر سارعت إلى تشييد فيلات ضخمة واكتناز أملاك مشبوهة دون أن يحدد الأفافاس مصدر ذلك. وختم البيان بالقول، إن الرشوة باتت تنخر الجسد الاقتصادي في الولاية، أمام ظهور عقلية البزنسة والربح السريع في بعض المواقع الرسمية. في حين اتسعت الهوة بين الحاكم والمحكوم في الولاية وبروز لافت للنظر لشباب بات حلمهم الوحيد مغادرة التراب الوطني بأي شكل من الأشكال، طالما أن الأبواب تبقى مسدودة في وجوههم، خاصة فئة الجامعيين بمقدار 70ألف جامعي بطال يبحثون عن مناصب شغل مؤقتة.