قتل أمس، 10 مدنيين بينهم طفلان و3 نساء على الأقل، وأصيب 37 بجروح في قصف نفذته القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح على محيط ساحة الحرية في وسط تعز، جنوب صنعاء. وبدأت عمليات القصف منذ الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من مواقع القوات الموالية لصالح على الأحياء المحيطة بساحة الحرية التي يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام في وسط تعز، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود. وذكر الشهود أن القصف اشتد صباح أمس، واستهدف خصوصا حي الروضة وحي زيد الموشكي في تعز التي تعد رأس حربة في الحركة المناهضة للنظام، وهي أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان. وأكد مصدر طبي في وقت سابق أن “القصف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص صباح الجمعة، جميعهم من المدنيين، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى”. ويتزامن هذا التصعيد الدامي مع وصول مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر الذي يقوم بجهود جديدة للتوصل إلى حل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ مطلع 2011. وفي الأثناء، بحث وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبد الله القربي في صنعاء مع جمال بن عمر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الجهود المتواصلة لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “26 سبتمبر” أنه جرى خلال اللقاء بحث الجهود المتواصلة بين كافة الأطراف لاستكمال الآلية التنفيذية لمبادرة مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن. كما استعرض الجانبان الجهود المشتركة للحكومة اليمنية والأممالمتحدة للتخفيف من المعاناة الإنسانية والجهود الإغاثية للنازحين لاستعادة الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين. وكان بن عمر قد وصل إلى صنعاء أول أمس لاستئناف جهود الوساطة الرامية إلى إنفاذ المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن. وقال للصحفيين إن “زيارتي لليمن جاءت للتوافق السياسي والتوقيع على المبادرة الخليجية”. من ناحية أخرى، يسعى الموفد الأممي إلى إقناع الرئيس اليمني بالتوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تهدف إلى تسوية سياسية للأزمة المستمرة منذ مطلع هذا العام عبر انتقال سلمي للسلطة. وأعلن الرئيس صالح مرارا أنه فوض أو سيفوض نائبه عبد ربه منصور هادي لتوقيع المبادرة التي لا تزال السلطة والمعارضة تختلفان على آلية تنفيذها. وقال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان للجزيرة إن المعارضة مستعدة للتوقيع على آلية التنفيذ بعدما وقعت على المبادرة نفسها، مضيفا أن المشكلة الآن في معسكر الرئيس صالح.