قتل أربعة أشخاص في اشتباكات جديدة في العاصمة اليمنية صنعاء وفي مدينة تعز جنوبي غربي البلاد، في وقت دعا فيه مجلس الأمن الدولي إلى وقف أعمال العنف بعد سقوط مئات القتلى والجرحى خلال اشتباكات بين قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح وقوات مؤيدة للثورة. ففي صنعاء أطلقت القوات الموالية لصالح النار أمس الأحد على متظاهرين يطالبون بتقديم الرئيس اليمني إلى المحاكمة، وقتلت واحدا منهم، حسب ما قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المصدر ذاته أن المتظاهر قتل بإطلاق نار في الرأس بينما كان يعتلي إحدى حافلات الركاب الصغيرة في مقدمة مسيرة يشارك فيها عشرات الآلاف، وكان ممسكا بمكبر للصوت ويطلق هتافات. يأتي هذا التطور إثر هدوء حذر ساد صنعاء بعد معارك عنيفة بين القوات الموالية لصالح وتلك المعارضة له، أوقعت ما لا يقل عن أربعين قتيلا منذ الجمعة، بينهم 11 من جنود الفرقة الأولى مدرعة، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المؤيد للثوار، ليرتفع إلى 174 عدد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع المواجهات في العاصمة اليمنية الأحد الماضي، وفقا لأرقام وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد أحد منظمي الاحتجاجات في ساحة التغيير -التي يحتشد فيها الآلاف من المحتجين منذ أشهر- أن مئات آخرين جرحوا في التصعيد الذي بدأ قبل أسبوع. وكان الوضع تفاقم أكثر قبل ذلك في صنعاء عقب عودة صالح من السعودية صباح الجمعة، مع تصاعد استهداف القوات الموالية له للمحتجين في ساحة التغيير، ولمواقع الفرقة الأولى مدرعة التي تحميهم. واتهم معارضون من بينهم اللواء علي محسن الأحمر وأنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، الرئيس اليمني بالسعي إلى تفجير حرب أهلية بعد عودته المفاجئة من السعودية، التي ظل فيها ثلاثة أشهر، أمضى معظمها في العلاج من جروح خطيرة أصيب بها في محاولة اغتيال استهدفته في مسجد ملحق بقصر الرئاسة في صنعاء بداية جوان الماضي. وصباح أمس الأحد، دعا الثوار في صنعاء إلى تقديم الرئيس اليمني إلى المحاكمة، كما وجهوا دعوة إلى التظاهر في المدن الأخرى. وفي تعز قتل ثلاثة بينهم مسلحان من القبائل خلال اشتباكات مع قوات عسكرية موالية للرئيس صالح. وكانت القوات الموالية لصالح قصفت مساء السبت أحياء في مدينة تعز وقتلت شخصين. وقال مراسل الجزيرة في تعز إن عشرة أشخاص أصيبوا أيضا في القصف الذي نفذته قوات صالح على أحياء سكنية في المدينة التي تشهد منذ مطلع العام احتجاجات ضخمة مناهضة للنظام، وتعرضت ساحة الحرية فيها للاستهداف مرارا. وأضاف المراسل أن مظاهرة حاشدة خرجت مساء السبت تطالب بالقبض على صالح ومحاكمته وسط انتشار أمني كثيف لقواته. وأكد سكان أن الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبد الله صالح -نجل الرئيس اليمني- عزز مواقعه عبر نشر أسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بهذه المدينة، التي كانت من أوائل المنتفضين ضد صالح. وتأتي هذه التطورات في وقت دعا فيه مجلس الأمن الدولي في بيان الأطراف اليمنية إلى "نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على أكبر قدر ممكن من ضبط النفس"، كما دعا هذه الأطراف إلى السير قدما باتجاه عملية انتقال سياسي شاملة ومنظمة وبقيادة يمنية. ودعت الدول ال15 الأعضاء في المجلس في بيان إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية وطلبت من كل الأطراف الامتناع عن استهداف بنى تحتية حيوية، مشددة على ضرورة تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي نصت على عملية انتقالية إلى حكومة جديدة. كما وجهت الولاياتالمتحدة دعوة مماثلة إلى الانتقال الفوري للسطة في اليمن نحو الديمقراطية، وحضت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند كل الأطراف على وقف العنف وضبط النفس، كما حثت مجددا الرئيس صالح على نقل السلطة من دون تأخير والتحضير لانتخابات رئاسية تجرى قبل نهاية العام تنفيذا للمبادرة الخليجية.