سقوط عشرات القتلى في اليمن بينهم أطفال و جنود منشقون فتحت أمس قوات الأمن اليمنية النار على متظاهرين في ساحة التغيير بوسط العاصمة صنعاء ما أسفر عن مقتل 22 شخصا وجرح العشرات. وحسبما أوضحه نشطاء في مستشفى ميداني، فإن الكثير من المصابين لم يتم إسعافهم بسبب القصف، مشيرين إلى أن هناك طفلا بين القتلى كما ذكر طبيب في تعز جنوب اليمن أن شخصين قتلا أيضا وأصيب العشرات عندما استخدمت القوات الحكومية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بحسم الأمور العالقة منذ أكثر من ستة أشهر. هذه التطورات تأتي بعد مقتل 26 متظاهرا على الأقل وجرح المئات أول أمس على أيدي قوات الأمن الموالية لصالح خلال مسيرة للمعارضة وسط العاصمة صنعاء، وقد سادت حالة من التوتر في شوارع صنعاء صباح أمس بالتزامن مع خروج المسيرات الجماهيرية التي جابت الشوارع مطالبة بالحسم وتضامنا مع المتظاهرين وتنديدا بما تقوم به قوات الرئيس علي عبد الله صالح وأسرته. من جهة أخرى وصل إلى صنعاء أمس الاثنين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني للإطّلاع على آخر التطورات في اليمن، وذلك بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وقد وصف المجلس الوطني المعارض باليمن مقتل المتظاهرين بأنه "مجزرة جديدة" تضاف إلى "السجل الإجرامي لبقايا النظام العائلي" للرئيس صالح، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك السريع في ظل القمع لالعنيف للمتظاهرين، وأدان مجلس المعارضة الجريمة "البشعة" التي أودت بحياة عشرات من الشباب اليمنيين . وفي المقابل نفى وزير الداخلية رشاد المصري ما بثته بعض القنوات التلفزيونية من أخبار قال أنها مضللة وكاذبة وتهدف إلى تضليل الرأي العام وتحميل الأجهزة الأمنية حسبه مسؤولية قيام عناصر اللقاء المشترك بارتكاب جرائم خلال قيامهم اليوم بمسيرات غير مرخصة، وأشار إلى أن ما تم أول أمس من مسيرات غير مرخصة تم الإعداد لها مسبقا لتصعيد الموقف المعلن من قبل تلك الأحزاب، واتهمهم بالاعتداء على مؤسسات حكومية وإحراق محطات الكهرباء والاعتداء على رجال الأمن. وقد أكدت مصادر إعلامية أمس في صنعاء نقلا عن مصادر طبية مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا بينهم طفلان وثلاثة من جنود الفرقة الأولى مدرع، وأكدت مقتل 6 أشخاص برصاص قناصة قرب ساحة التغيير في صنعاء فيما جرح العشرات برصاص الحرس الجمهوري اليمني في تعز، فضلا عن قيام أن قوات الرئيس صالح صباح أمس بقصف منطقة جولة كنتاكي وسط العاصمة صنعاء، كما قصفت ليلاً وبصف عشوائية بالرشاشات الثقيلة والدبابات ساحة الحرية في مدينة تعز وأحياء محيطة بها. وذكر شهود عيان أن عشرات الآلاف من المتظاهرين تجمعوا أمس على امتداد ثلاثة كيلومترات في شوارع صنعاء التي انسحبت منها الشرطة غداة قمع تظاهرة تطالب برحيل صالح، وقال الشهود أن آلاف الأشخاص توجهوا منذ الصباح من ساحة التغيير التي تحولت مركزا للاحتجاج منذ شهر فيفري الماضي إلى شارع الزبيري حيث انضموا إلى آلاف المحتجين الآخرين الذين قضوا ليلتهم تحت خيام، وأضافوا أن صدامات جرت بين مجموعة من المتظاهرين وشرطيين ومسلحين من أنصار النظام بدون أن يسقط ضحايا.