د بصرف الألم على أن الموت مصيبة عظيمة، سواء نزلت بمنتجعات شرم الشيخ أو طالت معابر رفح، فإن النازلة التي قضمت ظهر الرئيس المصري بوفاة حفيده الصبي محمد علاء، مصاب جلل ألم بإنسان مهما كانت جبروته وأمة الخدم الملتفين حول موكبه، فإن الحرس والجيوش وملايين المنجمين لم يغنوا السلطان ولا حسني مبارك على حقيقة أنهم مثلنا بشر يمرضون ويموتون ويرزأون في صغارهم كما يرزأ أي إنسان معدوم! حسني مبارك الذي سد المراضع في وجوه أجنة غزة، حينما أمطرت السماء فسفورا لم يفرق بين الكبير والصغير ولا بين الصبي والرضيع. مبارك ذاك ذاق -واللهم لا شماتة-معنى أن تفقد عزيزا وأن يشلك العجز على صد الموت وإذا كان الملاك زمحمد علاء''، الذي لن يزر وزر جده ولا وزر أطفال وأجنة غزة، قد وجد رئيسا ودولة تستنفر أجهزتها وجيوشها وطائراتها لنقله إلى أحسن وأرقى مستشفيات فرنسا، فإن أمهات غزة ممن سدت في وجههم المعابر، لم يجدوا حتى أطراف أبنائهم، وفرق شاسع بين موت الذوات بقصر عابدين بالقاهرة وبين تفحم المعدمين في غزة، لأن سيادة ''الرّيس'' وحرمه المصون، أقسما أن لا يدمعا لغزة ولا لمن ينادي بالرأفة بحال أطفال غزة! لا شماتة في الموت، لكن الصورة التي أعطيت لموت ''محمد علاء'' على مستوى إعلام مصر كشفت أن الحداد في هذا الزمن أصبح يحتاج إلى مرسوم وكما كان هناك ''زواج بقرار جمهوري''، فإنهم بأم الدنيا ابتدعوا ''عزاء بقرار جمهوري''، فاللهم ارحم الصغير واهد جده الكبير..!!