اشتبك بحرينيون مع الشرطة بعد تشييع شيعي توفي في وقت سابق، واستمد المحتجون جرأة من تقرير لجنة تحقيق حقوقية قال انه وجد أدلة على انتهاكات منهجية ارتكبت أثناء سحق احتجاجات تطالب بالديمقراطية في وقت سابق هذا العام. وخرج نحو عشرة آلاف من الشيعة إلى الشوارع في بلدة العالي يهتفون بشعارات مستمدة من التحقيق الذي أجرته لجنة ترأسها خبير القانون الدولي الأمريكي الجنسية المصري الأصل شريف بسيوني. وفاجأ بسيوني البحرينيين ومعظم المراقبين بتقرير لاذع قرأت نقاطه الأساسية أمام الملك حمد وشخصيات كبيرة من الأسرة الحاكمة. وردد رجل كان في مقدمة جنازة شعارات مستمدة من التقرير في مكبر للصوت موجها كلامه لعناصر الأمن. وسخر أيضا من الحكومة بسبب نتائج التقرير الذي لم يجد أدلة على تورط إيران في الاحتجاجات التي اجتاحت البحرين في فيفري الماضي. وردد المشيعون في جنازة رجل لقي حتفه عندما صدمت سيارة شرطة سيارته هتافات تطالب بإسقاط النظام وبسقوط العاهل البحريني. وبمجرد أن خرجت الجنازة إلى شارع رئيسي؛ اندفع مراهقون ملثمون يكتبون شعارات مناوئة على واجهات متاجر مغلقة. وبعد الجنازة وضع شبان صناديق قمامة في وسط الشارع درءا لمطاردات سيارات الدفع الرباعي التي تستخدمها الشرطة. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع فيما رشقها الشبان بالحجارة في اشتباكات استمرت نحو ساعتين. وقال بيان لوزارة الداخلية إن الشرطة كانت ترد على شبان يرشقونها بالحجارة وقنابل حارقة في احتجاج غير قانوني. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أمس، إن إيران ضالعة في التحريض الإعلامي ضد البحرين. ونفى في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن يكون تقرير لجنة تقصي الحقائق البحرينية قد برأ طهران من تهمة التورط غير المباشر في أحداث البحرين مطلع العام الجاري. وكانت لجنة تقصي الحقائق المستقلة حول قمع الاحتجاجات في البحرين قد أكدت في تقريرها بشأن تلك الاحتجاجات والذي أعلنته الثلاثاء الماضي، أنه لا توجد أدلة على دور واضح لإيران في هذه الاحتجاجات. وقال رئيس اللجنة شريف بسيوني “لم تكشف الأدلة المقدمة إلى اللجنة بشأن دور الجمهورية الإيرانية في الأحداث الداخلية في البحرين عن علاقة واضحة بين الأحداث المعنية ودور إيران”. لكن الوزير البحريني قال إنه ما زال هناك ما يدعو للتحدث عن تدخل إيراني في الشؤون الداخلية للبحرين.