خلال السنوات الأخيرة، غالباً ما كانت المصحات التونسية الخاصة تعتمد على المرضى من ليبيا، لكن الأزمة الليبية المتواصلة زعزعت ثقة الأطباء والممرضين في الاحتفاظ بوظائفهم. وفي هذا السياق، أوضح رئيس الغرفة التونسية للمصحات الخاصة أبو بكر زخامة "إن المصحات إلى حد الآن تحاول التعامل مع الوضعية الصعبة والمحافظة على توازناتها المالية. وإذا ما تواصلت هذه الوضعية لأشهر أخرى، فستؤدي حتما إلى تسريح بعض أعوانها لتخفيف أعبائها حيث كان المرضى الليبيون يشكلون قبل الحرب ما نسبته 80 بالمائة من مرضى المصحات التونسية. فيما لا تتعدى نسبة المرضى الأجانب من الجنسيات المختلفة واحد بالمائة فقط. مما خلق أزمة بالمراكز الإستشفائية التونسية لا سيما المحاذية للحدود الليبية منها ثلاث مصحات في الجنوب اضطُرت بالفعل إلى إغلاق أبوابها". وقال نسبة العمل في مصحات العاصمة تونس تقلصت منذ بداية جانفي الفارط"، حيث كان التوافد الكبير لليبيين على أسواق المدن التونسية، مصدر انتعاش كبير في شتى الميادين والمجالات. لكن وبمجرد بدء الأزمة في الأراضي الليبية تراجع ذلك بشكل رهيب. ويرى زخامة أن الحل يكمن في استقطاب أسواق جديدة يمكن أن تكون البديل للسوق الليبية في هذا الظرف، كما اقترح أن تنسق الحكومة العمل بين القطاعين العام والخاص للرعاية الصحية، مع تغطية الصندوق الوطني للتأمين على المرضى بعض تكاليف العلاج وأن يتولى الصندوق الوطني للتأمين على المرضى أيضا توسيع قائمة العمليات الجراحية المتكفل بها في القطاع الخاص وأكد مسؤول من وزارة الصحة التونسية أن الوزارة تعمل في هذا الاتجاه مع المصحات الخاصة قصد إيجاد حلول على المدى الطويل. ففي السابق، كانت معظم الحالات المرضية من ليبيا التي تعالج في تونس تمثل بالأخص الأمراض الخبيثة والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق. كما أن بعض المصحات في تونس لديها عقد تعاون مع بعض المستشفيات في ليبيا ويخشى الكثير من العمال في المصحات الخاصة التونسية فقدان عملهم بسبب تفاقم الأوضاع. وقد صرح الممرضون العاملون بالقطاع الصحي الخاص قائلين: "لقد أصبحنا متخوفين من فقدان مناصب عملنا نظرا للانخفاض الشديد في عدد المرضى، وبالتالي تقلص وتيرة العمل". ومن جهته، أكد رضا قموع مدير بمصحة خاصة بتونس أن شبح إغلاق المصحة وتسريح العمال أصبح حقيقة تخيم على تفكير أصحاب المصحة بسبب ركود العمل والتقلص الشديد لرواد المصحة، خاصة من أشقائنا الليبيين، وعلى وزارة الصحة أن تجد الحلول المناسبة والجذرية لهذه المشكلة. قالت إنها ستقدم تقريرا مستقلا وغير منحاز لجنة التحقيق الأممية تحذّر من وضع إنساني كارثي في ليبيا قال محققون من الأممالمتحدة في مجال حقوق الانسان يوم الجمعة إنهم سيزورون ليبيا هذا الشهر ليبدأوا تحقيقا في انتهاكات مزعومة ارتكبتها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي وقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة به. وتستعد لجنة التحقيق الأممية المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان للتوجه إلى ليبيا للتحقيق في الانتهاكات المحتملة والعودة مع شهر افريل. ومع أن خبير جرائم الحرب الدكتور شريف بسيوني (الأمريكي الجنسية) لم يرغب في تقديم تفاصيل عن هذه المهمة، لكنه شدد على أنها ستكون "مستقلة وغير منحازة وستشمل كل الإنتهاكات" مشيرا إلى أنها ستشمل زيارة مصر وتونس. وقال بسيوني في مؤتمر صحفي عقده صباح امس الجمعة في جنيف: "سنذهب الى ليبيا الجزء الشرقي والغربي من ليبيا"، وأضاف "يجب أن يكون التحقيق نزيها وغير منحاز ومستقلا. هذا ما ننويه. سنغادر جنيف غدا الاحد ونتعشم أن نعود بحلول نهاية الشهر". ومن جانبها، أكدت أسمى خضر، وهي السيدة الوحيدة في اللجنة على أن موضوع الإغتصاب والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية سيكونان من بين الإهتمامات أيضا. وكان مجلس حقوق الإنسان قد قرر في جلسته الخاصة التي عقدها بخصوص الوضع في ليبيا إرسال لجنة تحقيق لتقديم تقرير حول "كل الإنتهاكات المرتكبة في ليبيا"، على أن تعرض هذه اللجنة تقريرها على مجلس حقوق الإنسان في اجتماعه العادي الذي يلتئم يوم 17 جوان القادم. اللجنة يترأسها الدكتور شريف بسيوني، الخبير في جرائم الحرب وأستاذ القانون بجامعة بول في شيكاغو وتضم في عضويتها كلا من فيليب كيرش، أستاذ القانون الكندي والقاضي والرئيس السابق للمحكمة الجنائية الدولية (ما بين عامي 2003 و2009)، وأسمى خضر، المحامية الأردنية من أصل فلسطيني، والوزيرة السابقة والناطقة باسم الحكومة الأردنية والناشطة في مجال حقوق الإنسان في المنطقة العربية. إعلان اللجنة عن اعتزامها التوجه إلى ليبيا جاء بعد حصولها على ضوء أخضر "بطريقة غير مباشرة". أشار رئيسها الدكتور شريف بسيوني إلى "أننا أخبرنا السلطات الليبية برغبتنا في التوجه إلى البلد، وبالأخص للمنطقة التي تقع تحت إشرافها"، وأضاف أنه "لم نحصل على رد مباشر ولكننا حصلنا على رد غير مباشر من خلال بيان صحفي صادر عن الحكومة الليبية أعلن في ليبيا وفي اتجاه العالم الخارجي عن الترحيب بقدومنا وعن الإستعداد لاستقبالنا ابتداء من 15 أفريل، وهذا ما أكدناه لهم وبدأنا في الاستعداد لهذه المهمة". من جهة أخرى، أوضح الدكتور بسيوني أن الزيارة "ستشمل المناطق الغربيةوالشرقية من ليبيا،" وقال "إن المسؤولين في المناطق الشرقية في انتظارنا، وستسمح هذه المهمة بالتحاور مع الجميع بكل حيادية". الثوار يحاولون الصمود في البريقة "الناتو" ينفي وجود أي مأزق في ليبيا ويرفض الاعتذار عن قتله للمدنيين حاول الثوار الليبيون، أمس الجمعة، احتواء تقدم قوات العقيد معمر القذافي قرب اجدابيا (شرق) في حين اكد الحلف الاطلسي، ان لا وجود لمأزق في ليبيا لا على الصعيد السياسية ولا على الصعيد العسكري. كما اعلن الحلف انه لن يعتذر عن غارة نفذها خطأ على دبابات للثوار واسفرت عن مقتل عدد منهم لانه لم يكن يعلم انهم يمتلكون دبابات. ورفض الحلف الاطلسي الاعتذار على قصف دبابات للمعارضة المسلحة قبل يوم عن طريق الخطأ متحججا بانه "لم يكن على علم بان قوات (الثوار) تستخدم دبابات". وفي الوقت الذي يلوح فيه في اوروبا وواشنطن شبح الوقوع في مأزق في ليبيا، لم يتم احراز اي تقدم في الجبهات منذ اكثر من اسبوع. وتتركز غالبية المعارك في منتصف الطريق بين مصب البريقة النفطي واجدابيا التي تبعد 80 كلم تقريبا الى الشرق، بحسب معلومات اوردها الثوار وتعذر التحقق منها من مصدر مستقل. وكانت اجدابيا التي هجرها القسم الاكبر من السكان لا تزال صباح الجمعة خاضعة لسيطرة الثوار بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس. وكان الاف السكان والمتمردين فروا المساء الى معقل الثوار في بنغازي 160 كلم الى الشمال بعد انتشار شائعات بأن القوات الموالية للنظام ستشن هجوما وشيكا. واوضح متمردون ان هذه الشائعات سرت اثر غارة للحلف الاطلسي، بالاضافة الى سقوط صاروخي غراد في مكان قريب من المدينة. وفي هذه المنطقة الواقعة غرب اجدابيا، كانت مقاتلات الحلف الاطلسي فتحت نيرانها الخميس على رتل من عشرات الدبابات كان الثوار ينقلونها الى الجبهة في شرق البريقة، بحسب مصادر متطابقة. والحصيلة ثقيلة: اربعة قتلى على الاقل، هم متمردان وطبيبان، بالاضافة الى 14 جريحا، وستة آخرون في عداد المفقودين، بحسب القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس. وقال يونس الذي اعرب عن خيبة امله من اداء الحلف منذ توليه ادارة العمليات العسكرية في ليبيا في اواخر مارس، ان الهجوم من "عمل الحلف الاطلسي على ما يبدو"، واضاف "انها نيران صديقة اطلقت عن طريق الخطأ". ولم يقدم "الناتو" اي اعتذار بخصوص الحادثة من جهته، اعلن القائد المساعد للعمليات العسكرية في ليبيا الاميرال راسل هاردينغ "يبدو ان اثنتين من غارات الامس ادتا الى مقتل عدد من العناصر (الثوار) كانوا يتحركون على متن دبابات ثقيلة"، مضيفا "لكنني لن اقدم اعتذارا". وكان الحلف الاطلسي نفى، من جهة اخرى، وجود "مأزق" على الصعيد العسكري او السياسي ولو انه اقر في الوقت نفسه استبعاد اي حل "عسكري بحت". وصرح الجنرال الاميركي كارتر هام الذي قاد المرحلة الاولى من الحملة الجوية على ليبيا ان عمليات القصف الجوي الدولية نجحت في حماية المدنيين في جزئها الاكبر، لكن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية على الارجح. وثائق سرية تكشف القذافي دفع الملايين سنويا لشركة أمريكية لتلميع صورته عالميا
كشفت وثائق سرية ان العقيد الليبي معمر القذافي قام بدفع الملايين من الدولارات سنويا لشركة امريكية لتحسين صورته عالميا. بحيث قبل سنوات قليلة على دخوله في غمار مواجهات دامية مع "الثوار" الذين تمردوا ضده، أنفق القذافي ملايين الدولارات سنوياً لشن حملة علاقات عامة سرية لتحسين صورته عالمياً بوصفه رجل دولة ومصلحاً. فقد استأجر الزعيم "الزئبقي" أو المتقلب المزاج، خدمات "مجموعة المراقبة" الاستشارية التي تتخذ من بوسطن مقراً لها، للبدء بتنفيذ استراتيجية تشمل دفع مبالغ لمحللين في مراكز أبجاث ودراسات فكرية ومسؤولين حكوميين للقيام بزيارات إلى ليبيا وإلقاء محاضرات وإجراء حوارات ونقاشات، وحتى إجراء لقاءات شخصية مع القذافي، في العام 2006. ووفقاً لمذكرة في العام 2007، من المجموعة الاستشارية لرئيس استخبارات القذافي، فإن الحملة كانت تهدف إلى "تعزيز التفهم الدولي والتقدير لدولة ليبيا.. مع التأكيد على بزوغ "ليبيا الجديدة".. وإبراز معمر القذافي كمفكر ومثقف". أما ثمن ذلك فكان ثلاثة ملايين دولار سنوياً، إضافة إلى النفقات وذلك نظير العمل الذي يتضمن الاستشارة وتقديم الملخصات والتحليلات واستضافة شخصيات بارزة في ليبيا، بمعدل شخصية واحدة على الأقل شهرياً. ونشرت الوثائق ذات العلاقة على موقع المؤتمر الوطني التابع للمعارضة الليبية. وقال إيمون كيلي، أحد كبار الشركاء في المجموعة الاستشارية، والذي ترأس فريق تحقيق داخلي في المؤسسة إن برنامج الزوار ما هو إلا جزء بسيط من حملة أوسع وأكثر شمولاً من أجل المساعدة في بناء مجتمع مدني في ليبيا. أما الجزء الأكبر من البرنامج، فهو العمل على تنفيذ برنامج تدريبي للقيادة وتقديم الخبرات لليبيا بهدف "الترويج للإصلاح وتحسين الرخاء الاقتصادي للدولة والشعب مع تحديث الحكومة والمساعدة في إصلاح المجتمع المدني المفكك". وقال كيلي: "لم نكن نعمل لصالح القذافي.. بل لصالح ليبيا". وبعد عام من العمل، وبحسب مذكرة من مجموعة المراقبة في العام 2007، تضمنت النتائج، استضافة كبار الزوار في ليبيا مثل، ديفيد فروست وفرانسيس فوكوياما، وتضمن عملها نشر مواد تقدم صورة إيجابية عن ليبيا. كلينتون قالت إنه يعرف جيدا ما يجب أن يفعله أوباما يرفض توسلات القذافي لوقف "الحرب الظالمة"
قوبلت توسلات القذافي ورسائله الى اوباما المناشدة لوقف الحملة التي تقصف مقره في ليبيا للإطاحة به، بالرفض، بحيث رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نداء شخصيا من معمر القذافي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف ما سماه "حربا ظالمة" وطالبت الزعيم الليبي بسحب قواته والرحيل إلى المنفى. وتلقى أوباما رسالة من ثلاث صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسؤولين الأمريكيين قابلوا نداءه بالرفض. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني: "أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله. ينبغي أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة.. وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة.. ورحيله عن ليبيا"، وقال مسؤول أمريكي رفيع لمشرعين أمريكيين ان عملاء أمريكيين قد يكونون داخل الولاياتالمتحدة وقد يحاولون شن هجمات انتقامية. وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر: "نريد أن نتأكد أننا حددنا هوية هؤلاء الأفراد لضمان ألا يصدر أذى منهم علما بأنهم قد يكونون مرتبطين بنظام القذافي". وجاء نداء القذافي في حين استعادت قوات المعارضة الليبية المسلحة أراضي من أيدي القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي في تقدم جديد في البريقة، الأربعاء، لكنها اتهمت حلف شمال الاطلسي بالبطء في دعم سعيهم للإطاحة بالقذافي.وقال جاي كارني المتحدث باسم أوباما للصحفيين المرافقين له إلى بنسلفانيا: "يمكننا تأكيد انه وردت الينا رسالة لكن من الواضح انها ليست الأولى. والشروط التي وضعها الرئيس كانت واضحة وهو الأفعال لا الأقوال". ورفض الكشف عن مضمون الرسالة. وقيل أن الرسالة كما ورد في نسخة اطلعت عليها وكالة أنباء "اسوشييتد برس" خاطبت أوباما بكلمة "ابننا" و"معالي" وانها حثته على وقف ما سماه القذافي "حربا ظالمة على شعب صغير في بلد نام". وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تلقت رسائل كثيرة من القذافي على مر السنين وأن أحدثها لم تكن أفضل حظا من سابقاتها، إذ لم تحمل على محمل الجد شأنها شأن الرسائل الأخرى. وكان أوباما حث القذافي على الرحيل، لكنه أصر على أن الولاياتالمتحدة لن تستخدم القوة العسكرية للاطاحة به. وقالت كلينتون: "لا أعتقد أن هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع من السيد القذافي في هذا الوقت". وقالت: "كلما حدث ذلك بسرعة وانتهت اراقة الدماء، كان ذلك أفضل للجميع". ودافعت كلينتون عن أداء قوات حلف شمال الأطلسي التي توجه ضربات جوية لفرض منطقة حظر طيران وحماية المدنيين من الهجوم من قوات القذافي في المواجهة المسلحة بين الزعيم الليبي وقوات المعارضة. وقالت: "بالنظر إلى المهمة التي يؤديها حلف الاطلسي، فإنها أبلى بلاء يستحق الاعجاب". للحصول على معلومات عسكرية ودبلوماسية حيوية الشرطة الأسكتلندية تستجوب كوسا حول قضية "لوكربي" استجوبت الشرطة الأسكتلندية، وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا، بشأن حادثة تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي عام 1988. وقال متحدث باسم مكتب المدعي العام الأسكتلندي "يمكننا تأكيد أن ضباط شرطة التقوا مع كوسا فيما يتصل بالتحقيقات الجارية في حادثة لوكربي". وتأمل السلطات الأميركية والأسكتلندية أن يقدم كوسا الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات الليبية قبل أن يتبوأ منصب وزير الخارجية معلومات عسكرية ودبلوماسية حيوية بشأن تفجير طائرة بان آم فوق لوكربي بأسكتلندا. وكان كوسا مستشارا مقربا للعقيد معمر القذافي منذ السبعينيات، ويعتقد أنه لعب دورا مهما في الإفراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي، المدان الوحيد في التفجير الذي أسفر عن مقتل 259 شخصا على متن الطائرة و11 شخصا على الأرض. وسمحت السلطات الأسكتلندية للمقرحي بالعودة إلى وطنه في عام 2009، بحجة أنه مريض بالسرطان ولن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر.