يتبادر سؤال جوهري لدى كل راغب في شراء شقة، وهو كم ينبغي له من الوقت لجمع أموال قيمتها بالعاصمة· إذ أصبح الحصول على شقة بالجزائر وضواحيها صعب جدا، بسبب التهاب الأسعار· هذا ويتساءل العاصميون كيف أن سعر شقة من ثلاث غرف بالحراش ودون عقد ملكية وصل إلى 600 مليون سنتيم بعدما كان قبل ثلاث سنوات لا يتعدى 300 مليون سنتيم، رغم أنها مناطق تقل بها التهيئة الحضارية، وهي قيمة تؤكد أن شقة في الجزائر العاصمة أغلى من مثيلاتها في واشنطن وحتى في باريس· وفي هذا الصدد كشف نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية عبد الحكيم عويدات في تصريح ل”البلاد” أن السبب الرئيسي وراء الارتفاع الجنوني لأسعار العقار في بلادنا هو كثرة العرض وقلة الطلب، حيث تتدخل فيها المضاربة بين الوسطاء العقاريين في عملية البيع والشراء الواحدة، إذ يصل عدد المضاربين في العملية الواحدة أحيانا إلى سبعة أشخاص يتقاسمون الفائدة وهذا لجني أكبر قدر من الربح، لأنه كلما ارتفعت القيمة ترتفع معها حصة الوكالة العقارية المقدرة ب 3 بالمائة من المبلغ الإجمالي· وأضاف نائب الفدرالية أن عدم انخفاض أسعار العقار بالجزائر يعود إلى الوسطاء العقاريين غير المؤهلين لهده المهنة، فنجد أن الموظف والمعلم والخباز أصبحوا يعملون سماسرة في السكنات والقطع الأرضية· لذلك، فإن سوق العقار بالجزائر أصبح في متناول من هب ودب من المضاربين، بدءا من بائع الرمال والحصى إلى بائع الاسمنت والحديد وغيرها، حسب تعبيره· وأضاف المتحدث أن سوق العقار في الحقيقة سوق حرة من الناحية التجارية، لكن ذلك لا يمنع من وضع حد لحالة الفوضى السائدة ومن واجب الدولة أن تنظم كراء الشقق بطريقة تكون في متناول ذوي الدخل الضعيف، أي أن تتحكم في الأسعار وتحددها· من جهة أخرى، أشار عبد الحكيم عويدات إلى أن إنجاز 2 مليون وحدة سكنية خلال المخطط الخماسي لا يكفي، بل يجب إنجاز 5 ملايين وحدة سكنية لأجل إعادة التوازن لسوق العقار· وخلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها ”البلاد”، التقينا زبير كوريفة صاحب وكالة عقارية ”اكسبرس الجزائر” بشارع ديدوش مراد، الذي أكد أن الارتفاع الهائل في أسعار الفيلات والشقق وحتى السكنات البسيطة امتد ليلهب أسعار الإيجار عبر كامل بلديات وأقاليم العاصمة، حيث إن كراء شقة تتكون من غرفتين بشارع خليفة بوخالفة أصبح ثمنها يتراوح ما بين 15 ألف دينار و35 ألف دينار شهريا· كما أن موقع الشقة يلعب دور في تحيد قيمة الكراء· وأضاف قائلا إنه في الأحياء الراقية حتى بعض رجال الأعمال والأثرياء أصبح من الصعب عليهم أن يحصلوا على قطعة أرض مساحتها 200 متر مربع لإنجاز فيلا لارتفاع أسعارها· كما أن سعر شقة تتكون من أربع غرف بحيدرة تتراوح بين مليارين سنتيم إلى 5 ملايير· وأرجع المتحدث هذا الارتفاع الهائل في سعر العقار إلى أصحاب الشقق الذين لا يطبقون القوانين المنظمة لعملية البيع وإيجار الشقق وهو ما ساهم بشكل كبير في الارتفاع المذهل في الأسعار، حيث حرم الموظف البسيط من تحقيق حلمه في الظفر بشقة تأويه وأسرته، ما زاد في حدة أزمة السكن وانتشار البيوت القصديرية التي أصبحت ملاذ كثير من الأسر الجزائرية·