أرسل المجلس الانتقالي الليبي طلبا إلى حلف شمال الأطلسي ”الناتو” يتضمن إيفاد قوات متخصصة لحراسة الحدود الغربية والجنوبية لوقف ”حركة السلاح من وإلى خارج ليبيا”· وقالت تقرير لصحيفة ”التايمز” البريطانية في عددها الصادر أمس، إن دول الحلف الذي قاد حربا مدمرة ضد نظام العقيد القذافي، تنظر في طلب ليبي بتقديم مساعدة عسكرية لها في تعزيز حراسة حدود ليبيا من أجل منع نقل أسلحة كان يملكها النظام السابق إلى خارج البلاد، مضيفة أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن منع نقل الصواريخ المضادة للجو المحمولة التي تطلق من على الكتف إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى ترسانة هائلة من صواريخ روسية من طراز ”سام ”7 التي أكدت تقارير أمريكية في وقت سابق، اختفائها بصورة مفاجئة، وسط تحذيرات من إمكانية وصولها إلى تنظيمات مسلحة ناشطة في المنطقة، في إشارة إلى ما يعرف ب”تنظيم القاعدة”· وتقول الصحيفة البريطانية إن السلطات الليبية الجديدة سلمت عددا من الدول الغربية معلومات سرية تشير إلى اعتراض عدة شحنات من الصواريخ المذكورة كانت في طريقها إلى خارج البلاد، بما فيها على الحدود مع مصر، موضحة أنه يتم تهريب الأسلحة من ليبيا ليس إلى مصر فحسب، بل وإلى تشاد والنيجر· وفي الأثناء، قال الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي ”لقد شاركت في الثورة في ليبيا من موقع يهوديتي”، وذلك في كلمة له بالملتقى الفرنسي الأول للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا والذي انعقد تحت شعار ”غدا يهود فرنسا”· وأوضح ليفي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة ”لوفيغارو” أمام قرابة 900 شخص ضمهم هذا المؤتمر في باريس، ”لم أكن لأفعل ذلك لو لم أكن يهوديا·· لقد انطلقت من الوفاء لاسمي وللصهيونية ولإسرائيل”· وقال المتحدث الذي أصدر أخيرا كتابا جديدا حول أحداث ليبيا التي عايش يومياتها ”ما فعلته خلال عدة أشهر ماضية، إنما فعلته لأسباب عديدة، أولها لأني فرنسي، كنت فخورا بأن أدعم بلدي لكي يكون على رأس مهمة كبيرة لثورة شعبية تخلص العالم من نظام متسلط·· لكن هناك سبب آخر وهو أني قمت بما قمت به لأني يهودي”، مضيفا ”لقد قلت ذلك في بنغازي وفي طرابلس أمام عشرات الآلاف من الليبيين”·
من ناحية أخرى، قال ليفي الذي يعد أحد منظري المجلس الانتقالي الليبي، في تفاصيل فحوى الرسالة التي حملها من ليبيا قائلا ”النظام الليبي المقبل سيقيم علاقات عادية مع بقية الدول الديمقراطية بما فيها إسرائيل”، وهي التصريحات التي سارع نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة إلى نفيها، مؤكدا أنه ينفي باسم المجلس الانتقالي جملة وتفصيلا كل ما قاله الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي، على لسان المجلس، وأن هذا الأخير لم يطلب من ليفي توصيل أي رسالة بهذا الخصوص، و”المجلس الانتقالي لن يربط أي علاقة مع الكيان الصهيوني مهما كان نوعها، لا الآن ولا مستقبلا”·