مرت أمس، عملية الانتخاب حول آلية تسيير أموال الخدمات الاجتماعية بقطاع التربية، في ”هدوء” على غير المتوقع خصوصا بعد حملة الاتهامات والشحن التي تبادلتها النقابات في الأيام السابقة لإجراء الاقتراع، ومع هذا فلم تخلو عملية التصويت من بعض التجاوزات التي وصفت ب”الطفيفة” في بعض الولايات، من بينها مواصلة نقابات التربية حملتها الانتخابية أمس، بالرغم من أنه اليوم المخصص للاقتراع، كما شوهد تدخل الملاحظين بالترويج لخياراتها إلى آخر دقيقة من عملية التصويت وإغلاق الصناديق دون القيام بالمهام التي أوكلت لهم، وهو ما جعل أغلبية المراكز من دون ملاحظين· وعلى الرغم من أن الحملة الانتخابية، قد انتهت في 27 نوفمبر الماضي، إلا أن أغلبية النقابات المستقلة، لم تضيع ولا دقيقة للترويج لصالح الخيار الذي تزكيه، وهو ما حدث أمس، بأغلبية المراكز عبر مختلف الولايات، حيث تفاجأ الأساتذة والعمال الذين التحقوا بصناديق الاقتراع للتصويت، بالأساتذة الملاحظين الممثلين للنقابات المستقلة الذين حاولوا بكل الطرق جذب المصوتين إليهم·
كما فضل العديد من الملاحظين البقاء خارج مراكز الإجراء، والتحدث مع المعلمين والأساتذة، لمواصلة الحملة الانتخابية، دون القيام بالمهام التي أوكلت لهم وهو ما جعل أغلبية المراكز فارغة من الملاحظين·
وخلال الجولة التي قادت ”البلاد” إلى بعض مراكز الاقتراع اختلفت وتباينت الآراء بين مؤيد للطريقة الأولى في التسيير ومدعم للطرح الثاني في حين روجت كل نقابة لصالح نجاح الطرح الذي تؤيده·
وأشارت أستاذة في مادة اللغة الفرنسية من ثانوية عمر راسم بالعاصمة، أنها كانت ستصوت على الوثيقة رقم 2 والتي تمثل التسيير المركزي، إلا أن أحد الملاحظين، طلب منها التصويت على الوثيقة رقم واحد، بعد أن شرح لها مزايا الطريقة الأولى، ومساوئ الطريقة الثانية وهو ما لاحظناه بمتوسطة الضفة الخضراء ببرج الكيفان أي اختار الأساتذة الذين تحدثنا إليهم الوثيقة رقم 2 باعتبراها الأنسب للتسيير· مقابل ذلك، أكد أستاذ في اللغة العربية في إكمالية باستور، أنه اختار الطريقة رقم واحد، حيث إن اللجان الولائية واللجنة الوطنية، هي الأنسب، حسبه، للتسيير، مضيفا أن التسيير المحلي عن طريق المأمن سيفتت الأموال·
بالموازاة مع ذلك، امتنع جزء آخر من الأساتذة عن التصويت، حيث أكدوا أنهم لم يختاروا أيا من الطريقتين، بل قدموا ورقة الانتخاب فارغة، حيث أكدت أستاذتان من كل من ثانوية عمر راسم ومتوسطة الكاهنة، أنهما فضلتا عدم اختيار أي الطريقين لجهلهما أيهما أمثل للتسيير·
نقابات التربية ترفع ”تجاوزات” مدراء التربية للوزير بن بوزيد وسجلت نقابات التربية أثناء العملية الانتخابية التي جرت أمس، بعض التجاوزات كانت في مجملها على مستوى العاصمة وبعض الولايات الأخرى، مؤكدة رفع تقاريرها بهذه التجاوزات إلى وزارة التربية الوطنية· وأفاد المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الكناباست مسعود بوديبة، أن مجمل التجاوزات سجلت في الجزائر وسط تمثلت أساسا في غياب أسماء الملاحظين المفوضين من طرف النقابات على القوائم الموجودة لدى مديريات التربية ما دفع برؤوساء الأقسام يقول بوديبة إلى رفضهم بصفة ملاحظين على العملية الانتخابية· كما أشار المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى تشكيل نقابة الكناباست لخلية وطنية لمتابعة الانتخابات بالتنسيق مع نقابة الإينباف مع تشكيل بالموازاة خلايا ولائية لتسهيل الوصول إلى النتيجة النهائية للانتخابات ومقارنتها مع النتائج المعلنة من طرف وزارة التربية الوطنية·
من جهته، أعلن المنسق الولائي للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني السناباست مزيان مريان عن تسجيل تجاوزات على مستوى ولاية تيزي وزو، تمثلت في منع مديرة مؤسسة تربوية بتادميت المنسق الولائي للنقابة من التصويت· في حين حرمت يضيف مزيان ملاحظة تابعة للسناباست بالولاية ذاتها من الدخول إلى متقنة ببلدية ذراع بن خدة كما سجلت نقابة السناباست في سياق ذي صلة منع ملاحظ آخر تابع لها من التصويت بولاية سيدي بلعباس، مؤكدة رفع تقرير بكل التجاوزات المسجلة للوزارة الوصية لدراستها وأخذ الإجراءات اللازمة”· مقابل ذلك، أشار عبد الكريم بوجناح رئيس نقابة ”أس أن تي يو” إلى تسجيل بعض التجاوزات مثلما حدث على مستوى مؤسسة أحمد بوعمران بعين البنيان، حيث قام مدير المؤسسة بتمكين أستاذة مستخلفة من التصويت في مكان أستاذة موجودة في عطلة بالرغم من كون ذلك مخالفا للقانون· وأشار أيضا إلى أن اغلبية الثانويات قامت بتسريح التلاميذ لتكليف الأساتذة بمهام الملاحظة على مستوى مراكز التصويت بالابتدائيات والمتوسطات بالرغم من أنه لا يحق لهم ذلك يضيف المتحدث وأشار في هذا الشأن إلى أن أغلبية الأساتذة والعمال صوتوا لصالح المأمن مثلما تم تسجيله ببلدية برج الكيفان، حيث صوتت أغلبية المؤسسات والثانويات بنسبة 100 بالمائة على خيار التسيير على مستوى المأمن في حين صوت 80 بالمائة من أساتذة وعمال ولاية الجلفة على خيار المأمن أيضا· كما تم تسجيل نسبة 80 بالمائة أيضا على مستوى عين تموشنت وغيرها من الولايات· يذكر أن هذه الانتخابات التي تخص أزيد من 600 ألف عامل بقطاع التربية تجري ب”طريقة مزدوجة” من خلال الاختيار بين ورقتين: تتضمن الورقة الأولى مترشحين يؤيدون تسيير الخدمات الاجتماعية عن طريق اللجان الولائية والوطنية فيما تحوي الورقة الثانية أسماء مترشحين يفضلون أن يجري هذا التسيير على مستوى المؤسسات التعليمية· وعلى هذا الأساس تختار كل مؤسسة تربوية ممثليها لتخرج بعدها بمندوب واحد يمثلها· وتتكون كل لجنة ولائية من 9 أعضاء ثلاثة عن كل طور (ابتدائي متوسط وثانوي) ويتم اختيار متصدري القوائم عن كل طور لانتخاب رئيس اللجنة ونائبيه· وعقب الانتهاء من انتخاب أعضاء اللجان الولائية يعقد لقاء وطنيا يوم 24 ديسمبر من أجل انتخاب رئيس اللجنة الوطنية ونائبيه بمشاركة ممثلي 47 ولاية ومديريات التربية الثلاث للعاصمة (وسط شرق غرب)· وحسب القائمين على العملية فانه يمكن للمترشحين الذين ”لم يرضوا” بنتائج عملية الفرز التي شرع فيها مباشرة بعد الانتهاء من الانتخابات ايداع ملفات طعون على مستوى مديريات التربية اليوم الخميس على أن يتم إعلان نتائج الانتخابات يوم 13 ديسمبر·